كشف تحقيق استقصائي نشر الأحد أن نشطاء وصحفيين وسياسيين حول العالم استهدفوا بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طورته شركة NSO الصهيونية. وأفاد التحقيق بأنه يتم استخدام برامج ضارة من الدرجة العسكرية من مجموعة NSO ومقرها الكيان المحتل للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين. ويقول اتحاد 17 مؤسسة إخبارية إنه حدد أكثر من 1000 فرد في 50 دولة اختارهم عملاء "إن إس أو" للمراقبة المحتملة، بينهم قرابة 200 صحفي. وأشار التحقيق إلى أن بيانات الاستهداف المسربة تم الحصول علىها من قبل منظمة "Forbidden Stories of Paris" غير الربحية ومجموعة حقوق الإنسان "Amnesty International"، فيما تنفي "NSO Group" أن البيانات قد تم تسريبها من خوادمها وتصف تقرير "Forbidden Stories" بأنه "مليء بالافتراضات الخاطئة والنظريات غير المؤكدة". ومن قائمة تضم أكثر من 50 ألف رقم هاتف خلوي حصلت عليها منظمة "Forbidden Stories" غير الربحية والتي تتخذ من باريس مقرا لها ومجموعة "Amnesty International" وتمت مشاركتها مع 16 مؤسسة إخبارية، تمكن الصحفيون من التعرف على أكثر من 1000 شخص في 50 دولة ربما تم اختيارهم من قبل عملاء NSO للمراقبة المحتملة. وضمت القائمة 189 صحفيا وأكثر من 600 سياسي ومسؤول حكومي وما لا يقل عن 65 من رجال الأعمال و85 ناشطا في مجال حقوق الإنسان والعديد من رؤساء الدول. ويعمل الصحفيون في منظمات مثل "أسوشيتد برس" ووكالة "رويترز وشبكة "CNN" وصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية وصحيفة "لوموند" الفرنسية وصحيفة "The Financial Times" بالإضافة إلى وكالة الصحافة الفرنسية وقناة "الجزيرة" و"فرانس 24" و"راديو فري يوروب" و"ميديابارت" و"إل باييس" و"بلومبرغ" و"ذي إيكونوميست" و"فويس أوف أمريكا" وصحيفة "الغارديان". وأفادت منظمة العفو الدولية بأن باحثيها أكدوا أن برنامج التجسس Pegasus الرائد التابع لمجموعة NSO الصهيونية، قد تم تثبيته بنجاح على هاتف خطيبة الصحفي جمال خاشقجي خديجة جنكيز، بعد أربعة أيام فقط من مقتله في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018. وأشارت إلى أن الشركة المطورة للبرنامج سبق وأن تورطت في عمليات تجسس أخرى على جمال خاشقجي. وكان مركز أبحاث "سيتيزين لاب" في جامعة تورنتو و"منظمة العفو الدولية" قد أفادا سابقا بأن البرنامج استخدم لقرصنة هواتف مراسلي "الجزيرة" والمديرين التنفيذيين وصحفي مغربي ومدير مكتب "نيويورك تايمز" في بيروت بن هوبارد، والصحفي والناشط المغربي عمر الراضي، والمراسل المكسيكي البارز في مكافحة الفساد كارمن أريستيغي. وأوضح التحقيق أن الضحايا في الشرق الأوسط كانوا في الغالب من الصحفيين والمعارضين الذين "قد تكون حكومتا السعودية والإمارات قد استهدفتاهم". وأفادت "واشنطن بوست" بأن أرقاما واردة في القائمة تعود إلى رؤساء دول ورؤساء حكومات وأفراد عائلات ملكية عربية ودبلوماسيين وسياسيين ونشطاء ومديري شركات. وحسب التقارير فإن أصحاب كثير من الأرقام التي تضمها القائمة يقيمون في عشرة بلدان هي السعودية والإمارات والبحرين وأذربيجان والمجر والهند وكازاخستان والمكسيك والمغرب ورواندا. وحسب صحيفة "الغارديان"، يشير التحقيق إلى "استغلال واسع النطاق ومستمر" لبرنامج "بيغاسوس" الذي تشدد "إن إس أو" على أن الهدف منه كشف "المجرمين والإرهابيين".