يعد واتساب برنامج مراسلة شائعا وسهل الاستخدام، كما يحتوي على بعض ميزات الأمان، مثل التشفير من طرف إلى طرف للحفاظ على الرسائل خاصة. ومع ذلك، فإن الاختراقات التي تستهدفه قد تعرض خصوصية الرسائل وجهات الاتصال الخاصة بك للخطر. وهناك خمس طرق شائعة لاختراق واتساب: 1. صورة مضحكة بصيغة جيف (GIF) كشف باحث الأمن المقيم في سنغافورة والمعروف باسم أواكينيد (Awakened) في أكتوبر الماضي عن ثغرة أمنية في تطبيق واتساب تتيح للمتسللين التحكم في التطبيق باستخدام صور بصيغة جيف يتم تداولها بكثرة بين الأصدقاء. يعمل الاختراق عبر الاستفادة من طريقة قيام واتساب بمعالجة الصور؛ فالصور بصيغة "جيف" تحتوي على عدة ملفات مشفرة؛ هذا يعني أنه يمكن إخفاء البرمجة الخبيثة داخل الصورة. وعندما يفتح المستخدم الصورة من خلال معرض الصور(Gallery) لإعادة إرسالها أو تصفحها، تفعل هذه البرمجيات الخبيثة داخل جهاز الهدف. ويمكن لهذ العملية أن تعرض سجل محادثات المستخدم بالكامل للخطر، وسيكون المتسللون قادرين على رؤية لمن كان المستخدم يرسل الرسائل، وما الذي قالوه، ويمكن للقراصنة أيضا مشاهدة ملفات المستخدمين والصور ومقاطع الفيديو المرسلة عبر واتساب. وكشف أواكينيد عن الثغرة الأمنية، وأخبر شركة فيسبوك التي تملك واتساب، وتمكنوا من حل المشكلة. وللحفاظ على هاتفك، يجب عليك تحديث واتساب إلى الإصدار 2.19.244 أو أعلى. 2. هجوم بيغاسوس اكتشفت مشكلة أخرى في واتساب في أوائل عام 2019، عندما اخترقت شركة التجسس الصهيونية "إن.إس.أو" (NSO) هواتف مجموعة من الناشطين. وسمح هذا الهجوم للمتسللين بالوصول إلى الجهاز ببساطة عن طريق إجراء مكالمة صوتية عن طريق واتساب إلى هدفهم. ويحدث هذا الاختراق حتى لو لم يستجب الهدف للمكالمة، فسيظل الهجوم فعالا. وقد لا يدرك الهدف أنه تم تثبيت البرامج الضارة على جهازه. ويعمل هذا الهجوم من خلال طريقة تعرف باسم (الإغراق)، وهو تجاوز سعة المخزن المؤقت. وهذا المخزن يحتوي على شفرات برمجية محفوظة بشكل آمن، ولكن الثغرة التي وجدتها الشركة هي أن المخزن في حالة امتلائه لا يقوم بالتوقف عن استقبال هذه الشفرات، بل يتم تخزينها في مكان آخر لا يجب أن تصل إليه هذه البرمجيات الخبيثة. وعندما يتمكن المتسلل من تشغيل التعليمات البرمجية في هذا الموقع المفروض أن يكون آمنا، فيمكنه بسهولة اختراق الجهاز. ويستخدم الهجوم قطعة برمجية من أقدم برامج التجسس المعروفة، وهي "بيغاسوس" (Pegasus)، التي تسمح للمتسللين بجمع البيانات على المكالمات الهاتفية والرسائل والصور والفيديو، حتى أنها تتيح لهم تنشيط كاميرات الأجهزة والميكروفونات لأخذ التسجيلات. ويمكن استخدام هذه التقنية على أي جهاز، واستخدمتها الشركة الصهيونية التي اتُّهمت بالتجسس على موظفي منظمة العفو الدولية وغيرهم من نشطاء حقوق الإنسان، وحديثا اتهمت السعودية باستخدامها لتعقب النشطاء السعوديين، وحتى اختراق مؤسس أمازون جيف بيزوس عن طريق مكالمة صوتية على واتساب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما كشفت عنه صحيفة الغارديان مؤخرا. بعد نشر أخبار الاختراق، تم تحديث واتساب لحمايته من هذا الهجوم، فإذا كنت تقوم بتشغيل واتساب الإصدار 2.19.134 أو إصدار سابق على الأندرويد أو الإصدار 2.19.51 أو إصدار سابق على "آي.أو.إس"، فأنت بحاجة إلى تحديث التطبيق على الفور. 3. الهجمات المهندسة اجتماعيا هناك طريقة أخرى تجعل واتساب سهل الاختراق عن طريق الهجمات المهندسة اجتماعيا، وهي تستغل علم النفس (الإيهام) لسرقة المعلومات أو نشر المعلومات الخاطئة. فقد كشفت شركة أمنية تدعى "تشيك بوينت" (Check Point) عن هجوم من هذا القبيل، أطلقت عليه اسم "فيك آب" (FakesApp). وسمح هذا الهجوم للناس بإمكانية استخدام ميزة الاقتباس في الدردشة الجماعية وتغيير نص رد شخص آخر. بشكل أساسي، سمح هذا للمتسللين بزراعة عبارات وهمية يبدو أنها من مستخدمين آخرين. وتمكن الباحثون من القيام بذلك عن طريق فك تشفير اتصالات واتساب؛ فسمح لهم ذلك برؤية البيانات المرسلة بين إصدار الجوال وإصدار واتساب على الويب. ومن هنا، يمكنهم تغيير القيم في دردشات المجموعة. ثم يمكنهم انتحال شخصية أشخاص آخرين، وإرسال رسائل يبدو أنها حقيقية، ويمكنهم أيضا تغيير نص الردود. فعلى سبيل المثال عند إرسال رسالة شكر لأحد الأصدقاء تقوم هذه البرمجية بالتعرف على رمز الشخص المرسل والمرسل إليه، وتقوم بتغيير النص بنص آخر قد يكون مزعجا وترسله للشخص أو المجموعة المستهدفة. ويشير الباحثون إلى أن هذا يمكن استخدامه بطرق مقلقة لنشر الحيل أو الأخبار المزيفة. ورغم أنه تم الكشف عن هذه الحيلة عام 2018، فإنه لم يتم تصحيحها حتى تحدث حولها الباحثون في مؤتمر القبعة السوداء (black hat) للاختراق في لاس فيغاس عام 2019، وفقا لموقع "زدنيت" المعني بشؤون التقنية. 4. ملفات الصور والفيديو يستفيد هذا الهجوم من طريقة تلقي التطبيقات لملفات الوسائط، مثل الصور أو مقاطع الفيديو، وكتابة هذه الملفات على وحدة تخزين خارجية للجهاز. يبدأ الهجوم بتثبيت برمجية ضارة مخبأة داخل تطبيق يبدو غير ضار. يمكن لهذا البرنامج الخبيث بعد ذلك مراقبة الملفات الواردة لتيلغرام أو واتساب. عندما يظهر ملف جديد، يمكن للبرامج الضارة تبديل الملف الحقيقي بملف مزيف. الباحثون الذين اكتشفوا هذه القضية، وهم من شركة سيمانتيك الأمنية، يقترحون أنه يمكن استخدام هذه الطريقة للاحتيال على الناس أو لنشر أخبار وهمية. ويوجد حل سريع لهذه المشكلة. في تطبيق واتساب، يجب عليك البحث في الإعدادات والانتقال إلى إعدادات الدردشة، ثم ابحث عن خيار "حفظ إلى معرض الصور"، وتأكد من ضبطه على "إيقاف". هذا سيحميك من هذه الثغرة الأمنية. ومع ذلك، فإن الإصلاح الحقيقي للمشكلة سيتطلب من مطوري التطبيقات أن يغيروا تماما الطريقة التي تتعامل بها التطبيقات مع ملفات الوسائط في المستقبل. 5. فيسبوك يتجسس على واتساب الموضوع الأخير الذي يجب مراعاته هو مشكلة أمان أكثر من مشكلة عدم حصانة حقيقية، إذ يتعلق الأمر بما إذا كان بإمكان شركة فيسبوك قراءة رسائل واتساب أم لا. نظرا لأن واتساب يستخدم تشفيرا من طرف إلى طرف، فمن المستحيل على فيسبوك قراءة محتوى واتساب، ومع ذلك، وفقا للمطور غريغوريو زانون، فإن هذا ليس صحيحا تماما؛ فحقيقة أن واتساب يستخدم التشفير من طرف إلى طرف لا يعني أن جميع الرسائل خاصة. فعلى نظام تشغيل مثل "آي.أو.إس 8" وما فوق، يمكن للتطبيقات الخبيثة الوصول إلى الملفات الموجودة في "حاوية مشتركة". وتستخدم تطبيقات فيسبوك وواتساب الحاوية نفسها على هاتفك لحفظ الملفات. ورغم أن الدردشات مشفرة عند إرسالها، فإنها ليست مشفرة بالضرورة على الجهاز الأصلي عندما تدخل الحاوية المشتركة؛ هذا يعني أن تطبيق فيسبوك يمكنه نسخ المعلومات من تطبيق واتساب.