أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا تسعى إلى تحقيق أهدافها في أوكرانيا "سواء بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية"، وفق ما أفاد قصر الإليزيه. ونقل مسؤول في الرئاسة الفرنسية عن الرئيس الروسي قوله لماكرون إن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا "إما بالتفاوض وإما بالحرب"، مضيفا أن الرئيس الروسي شدد على أنه "لا يعتزم" مهاجمة المواقع النووية الأوكرانية. وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته إن الرئيس الفرنسي لمس لدى بوتين "تصميما كبيرا على تحقيق أهدافه" بما في ذلك "ما يسميه الرئيس الروسي نزع سلاح أوكرانيا وتحييدها". وطالب بوتين بالاعتراف بشرعية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014 واعتبارها أرضا روسية كما الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا. وقال المسؤول إن هذه المطالب "غير مقبولة" من جانب الأوكرانيين. ونفى بوتين أن يكون جيشه قد استهدف المدنيين، بعدما حضّه الرئيس الفرنسي على عدم تعريض المدنيين للخطر التزاما بالقانون الدولي. وقال المسؤول إن ماكرون رد على بوتين قائلا إن "الجيش المهاجم هو الجيش الروسي" وإنه "ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الجيش الأوكراني يعرّض حياة المدنيين للخطر". وكان ماكرون قد أعرب الأسبوع الماضي عن قلقه إزاء المخاطر التي تواجه المنشآت النووية في أوكرانيا بعد الهجوم الذي تعرّضت له منشأة زابوريجيا الذرية التي تعد الأكبر من نوعها في أوروبا، والتي أصبحت تحت سيطرة القوات الروسية. ونقل المسؤول في الرئاسة الفرنسية عن بوتين قوله إنه "لا يعتزم شن هجمات على منشآت الطاقة هذه"، مضيفا أن سيد الكرملين أعرب عن استعداده للالتزام بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلّق بحماية المنشآت النووية. والاتصال الذي استمر وفق المسؤول ساعة و45 دقيقة وبادر له ماكرون هو الرابع بين الرئيسين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فيفري. وكان التوتر قد طغى على الاتصال السابق الذي أجري بينهما في الثالث مارس والذي ترك، بحسب الإليزيه، لدى ماكرون انطباعا بأن "الآتي أسوأ" بالنسبة للنزاع في أوكرانيا وبأن بوتين يعتزم السيطرة "على كامل" البلاد. وبحسب الكرملين حمّل بوتين خلال الاتصال مع ماكرون كييف مسؤولية تعثّر إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية. وجاء في بيان الكرملين أن بوتين "لفت الانتباه إلى أن كييف لا تطبّق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في ما يتعلق بهذا الشأن الإنساني"، بعد تعثّر تطبيق اتفاقين تم التوصل إليهما لإجلاء المدنيين من ماريوبول على أثر اتّهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.