واصلت القوات الروسية، عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وفيما سقط عشرات القتلى في مدينة تشيرنيغيف شمال البلاد، استمرت محاولات محاصرة ماريوبل، وفي حين تعهد الرئيس فلاديمير بوتين، بمواصلة الهجوم، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن روسيا تطلق النار دون تمييز في أوكرانيا، في حين أعلنت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على بوتين والمحيطين به بسبب استمرار دعمهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرغم من غزوه الوحشي لأوكرانيا، حسب البيت الأبيض. كما أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون أن "الأسوأ لم يأت بعد"، وذلك تزامنا مع بلوغ عدد الفارين من البلاد المليون شخص.واتهم رئيس بلدية مدينة ماريوبول الأوكرانية الاستراتيجية، القوات الروسية والقوات الموالية لروسيا بالسعي إلى محاصرة المدينة، ومنع عمليات الإجلاء وإمداد المدينة الساحلية. وكتب فاديم بويتشنكو، على تليغرام "لقد دمّروا الجسور ودمّروا القطارات لمنعنا من إخراج النساء والأطفال والمسنين. إنهم يمنعوننا من الحصول على الإمدادات. إنهم يسعون إلى فرض حصار، كما كانت الحال في لينينغراد" في إشارة إلى المدينة السوفياتية التي أصبحت تعرف اليوم بسانت بطرسبرغ، والتي حاصرها النازيون. وتابع "منذ سبعة أيام يدمرون عمدا البنى التحتية الحيوية للمدينة. ليس لدينا كهرباء ولا ماء ولا تدفئة. الجحافل العسكرية لفلاديمير بوتين تقصف المدينة ولا تسمح بإجلاء الجرحى ولا النساء ولا الأطفال". وفي كييف، سُمع دوي بضعة انفجارات ليل الأربعاء الخميس كما أفادت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتوجه آلاف الأشخاص الى المترو الذي تحول إلى ملجأ. كذلك سقط 33 قتيلا في غارة روسية على مدينة تشيرنيغيف في شمال البلاد أصابت مدرستين وأبنية سكنية، على ما أفادت حصيلة جديدة لأجهزة الطوارئ. وأظهرت مشاهد نشرها جهاز حالات الطوارئ دخانا يتصاعد من شقق مدمرة وركاما على الأرض ومسعفين ينقلون جثثا. في الموازاة، أكد مسؤولون أوكرانيون ليل الأربعاء – الخميس وجود الجيش الروسي في خيرسون، المدينة التي تعد 290 ألف نسمة والقريبة من شبه جزيرة القرم، بعدما كانت موسكو أعلنت السيطرة عليها صباح الأربعاء إثر معارك عنيفة. لكن مسؤولا دفاعيا أمريكيا قال إن الولاياتالمتحدة تعتقد بأن القوات الروسية لم تسيطر بعد على مدينة خيرسون الأوكرانية لكنها قد تستخدمها في إطار استراتيجية لدعم احتمال التحرك إلى ميكولايف ثم صوب أوديسا. كما أفادت وزارة الخارجية الأوكرانية بأن 19 دولة تقدم لها بشكل منتظم مساعدات عسكرية، تتضمن أحدث الأسلحة والذخيرة، وكذلك الوقود. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا ستدفع كلفة الأضرار التي لحقت بأوكرانيا جراء الغزو وتعهد "إعادة بناء كل مبنى" دمره القصف الروسي. ودعا، في تصريحات موازية، في مؤتمر صحافي، الغربيين إلى زيادة مساعداتهم العسكرية، مؤكدا أنه في حال هزمت روسياأوكرانيا، ستستهدف موسكو بقية دول أوروبا الشرقية بدءا من دول البلطيق وصولا "إلى جدار برلين". كذلك دعا الغربيين إلى فرض منطقة حظر جوي فوق بلاده. وأضاف "وإذا لم تكن لديكم القوة لإغلاق الأجواء فأعطوني طائرات!". وأكد أنه مستعد للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما أعلن أن 16 ألف مقاتل أجنبي متطوع سيأتون لمساعدة أوكرانيا ضد التدخل العسكري الروسي. في المقابل أصدرت روسيا تحذيرا للأجانب الذين يعتزمون قتال القوات الروسية في أوكرانيا، مشددة على أنهم سيواجهون إجراءات جنائية إذا وقعوا في الأسر. وتعهد بوتين بمواصلة غزوه لأوكرانيا، وأعرب عن عزمه مواصلة هجومه "بدون هوادة" ضد "القوميين" في أوكرانيا، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي مانويل ماكرون، وفق الكرملين. وبعد محادثاته الهاتفية مع نظيره الروسي، أفاد الإليزيه أن ماكرون يعتقد أن "الأسوأ لم يأت بعد" في أوكرانيا، وأن الهدف من غزو اوكرانيا هو "السيطرة" على كل البلاد حسب الإليزيه. وبخصوص المفاوضات التي عقدت جلسة ثانية منها أمس، قال رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي إن روسيا وافقت على دعم إقامة ممرات إنسانية للمدنيين وعلى وقف محتمل لإطلاق النار حولها، ووصف ذلك بأنه "تقدم جوهري". وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الخميس، إنه تأكد من مقتل 249 مدنيا وإصابة 553 آخرين في أوكرانيا خلال الأسبوع الأول من الصراع بعد الغزو الروسي، فيما قدرت الولاياتالمتحدة، أعداد الفارين بأكثر من مليون شخص حتى الآن. في الموازاة، أرسلت الجنائية الدولية فريقا للتحقيق في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا، حسب ما قال، كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. الوسوم بوتين وبايدن