بعد تواجده في المربع الذهبي لكأسي العالم وأوروبا بين عامي 2006 و2016، عاش منتخب ألمانيا لكرة القدم خيبة تلو الأخرى في السنوات الأربع الأخيرة، ما يشير إلى تراجع مخيف تأكد بشكل واضح في مونديال قطر 2022. ومُني "دي مانشافت" بخسارة مفاجئة في مستهل مشواره في النسخة الحالية أمام نظيره الياباني 1-2، ثم قدّم أداء جيدا لينتزع التعادل من إسبانيا 1-1، قبل أن يحقق فوزا من دون طائل على كوستاريكا الضعيفة 4-2 ويخرج من الباب الضيق للمرة الثانية تواليا. وصبّت الصحف الألمانية جام غضبها على منتخبها الكروي الذي خرج بخفّي حُنين من الدور الأول لمونديال قطر. وكانت مجلة "كيكر" الأكثر شراسة في توجيه الانتقادات الى المسؤولين عن الاتحاد الألماني وفي المنتخب وقالت "المنتخب الالماني أصبح قزما تدريجاً وأسوأ من ذلك عدم تطوّرنا وكأس أوروبا المقبلة (تستضيفها ألمانيا من 14 يونيو إلى 14 يوليو 2024) على الأبواب". وتحدّثت عن "غرق الاتحاد الألماني بالكامل وهو أمر لا يمكن أن يستمر. المسؤولية تطال بعض المسؤولين الكبار بدءا بالمدرب هانزي فليك مرورا بالمدير الرياضي أوليفر بيرهوف وصولا إلى رئيس الاتحاد برند نويندورف". أما صحيفة "بيلد" فقالت "انها بلا شك، نهاية دولة كروية عظمى". وأضافت "يعتبر هذا الخروج المبكر أحد أسوأ الأمسيات في تاريخنا. يجب ألا نبحث بعيدا عن المسؤولين عن هذا السقوط: الاتحاد، المدرب واللاعبون ولا أحد آخر. سيبقى تاريخ الأول من ديسمبر 2022 في الأذهان وسيمثل نهاية حقبة لدولة كانت كبيرة وفخورة في كرة القدم أحرزت كأس العالم 4 مرات وكأس أوروبا 3 مرات. هذا الأمر بات بعيدا". ورصدت وكالة فرانس برس "ما أسمته الانحدار الرهيب لألمانيا في آخر أربع سنوات"، مشيرة إلى أن ألمانيا دخلت نسخة مونديال 2018 وهي مرشحة للاحتفاظ بلقبها التي أحرزته في البرازيل قبل أربع سنوات، عندما سحقت البرازيل المضيفة 7-1 في نصف النهائي وأرجنتين ميسي في النهائي، لا سيما بأنها ضمت تسعة لاعبين بين أبطال العالم. كما أن القرعة أوقعتها في مجموعة سهلة ومنتخبات من الصف الثاني هي المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية، لكنها خسرت أمام المكسيك وأمام كوريا الجنوبية لتحتل المركز الأخير وتخرج من الدور الأول. لقيت حينها مصير المنتخبات حاملة اللقب وهذا ما حصل لفرنسا عام 2002، وإيطاليا عام 2010، وإسبانيا عام 2014.