استقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، عمار بلاني، اليوم الخميس، سفيرة جمهورية تركيابالجزائر، ماهينور أوزديمير غوكتاس. وحبب بيان وزارة الخارجية، أعربت السفيرة، بإسمها الخاص وباسم الحكومة التركية، عن امتنانها العميق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وللشعب الجزائري ككل نظير هبتهم التضامنية الواسعة مع تركيا إثر الزلزال المدمر الذي ألم بها، مضيفة بأن الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة والشعب التركيين تأثروا كثيرا برسائل التضامن وبالمساعدات المادية والبشرية العاجلة القادمة من الجزائر، وأن تركيا لن تنسى أبدا وقفة الجزائر الأخوية إلى جانبها في هذه المحنة الأليمة. كما حرصت السفيرة التركية على التقدم بخالص عبارات الشكر والثناء لعناصر الحماية المدنية التي شاركت في عمليات الإنقاذ والإغاثة بالمناطق المتضررة بالزلزال، وأشادت بالمهنية الكبيرة والاحترافية العالية التي أبانوا عنها وبمساهمتهم القيمة في إنقاذ العديد من الأرواح. بدوره، جدد عمار بلاني تعازي الجزائر قيادة وشعبا للحكومة والشعب التركي الشقيق إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلد مخلفا آلاف الضحايا وخسائر مادية فادحة، مؤكدا أن تضامن الجزائر مع تركيا في هذه الظروف العصيبة غير مرتبط بالدوافع والاعتبارات الإنسانية فحسب بل هو واجب تمليه العلاقات التاريخية والروابط العميقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين. على صعيد آخر، شكل اللقاء فرصة للطرفين للتباحث حول العديد من المسائل الثنائية، حيث اتفق الجانبان على ضرورة الحفاظ على الديناميكية الإيجابية التي طبعت العلاقات بين البلدين والعمل على تعزيزها أكثر في المستقبل من خلال استكشاف مجالات أخرى للتعاون الثنائي تجسيدا للرغبة المشتركة للرئيسين عبد المجيد تبون ورجب طيب أردوغان في إرساء شراكة استراتيجية شاملة بين الجزائروتركيا. في هذا الصدد، تم التوافق على توطيد الحوار السياسي القائم بين وزارتي خارجية البلدين من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة وعقد مشاورات سياسية منتظمة، فضلا عن تطوير التعاون الاقتصادي والتقني والعلمي وتوسيع التبادل الثقافي والانساني بين الجزائروتركيا، بما في ذلك عبر تعزيز التكوين في مجال الأرشيف وكتابة التاريخ الملشترك الذي يجمع البلدين. المباحثات بين الطرفين تناولت أيضا أهم القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما القضية الفلسطينية والوضع في منطقة الساحل والصحراء الغربية المحتلة.