أدان عضو الأمانة الوطنية وممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو, سيدي محمد عمار, أمس الخميس, وبشدة, في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي, إقدام الاحتلال المغربي على هدم وتدمير منازل وممتلكات العديد من الصحراويين في مدينة السمارة المحتلة, حسب وكالة الأنباء الصحراوية (واص). ونشرت الوكالة رسالة سيدي محمد عمار التي بعث بها إلى الممثل الدائم للبرازيل لدى الأممالمتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي, سيرجيو فرانسا دانيس, وأعرب فيها عن "إدانة جبهة البوليساريو بشدة عملية هدم منازل الصحراويين وتخريب سبل عيشهم في الصحراء الغربية المحتلة, التي تعد جزءا من سياسة الأرض المحروقة المتواصلة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربية, منذ بداية احتلالها العسكري غير الشرعي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975, بهدف معلن هو إبادة الشعب الصحراوي ومصادرة أراضيه وموارده". وذكر سيدي محمد عمار أنه وفقا لآخر التقارير الواردة من الصحراء الغربية المحتلة, قامت سلطات الاحتلال المغربية في مدينة السمارة المحتلة, الثلاثاء الماضي, بهدم وتدمير المنازل السكنية للعديد من الصحراويين باستخدام جرافات ترافقها عدة سيارات تابعة لقوات الأمن المغربية, مضيفا أن التقارير تضم شهادات شهود عيان تشير إلى أنه "تم إلى حد الآن هدم أكثر من خمسين منزلا بالإضافة إلى مبان أخرى تستخدم لإيواء المواشي والمستودعات". وأعاد الدبلوماسي الصحراوي التذكير بأن المخزن "يواصل انتهاج سياسة الأرض المحروقة واسعة النطاق وممارسات العقاب الجماعي ضد الأسر الصحراوية, وخاصة تلك التي تعيش حول المدن الصحراوية الكبرى المحتلة", مشيرا الى أن تلك الممارسات تشمل "تدمير المنازل وسبل العيش وتخريب الممتلكات وحرق الخيام وقتل المواشي بهدف اقتلاع الأسر الصحراوية من منازلها وأراضيها وتوطين المزيد من المغاربة في الإقليم كجزء من مخططات استيطانية استعمارية". أما فيما يتعلق بممارسات الاحتلال المغربي القمعية والعقابية والانتقامية ضد المدنيين الصحراويين في الصحراء الغربية المحتلة, فأشار محمد عمار إلى "تعرض النشطاء والحقوقيون والمدافعون عن حقوق الإنسان والصحفيون والمدونون باستمرار للمراقبة اللصيقة والمضايقة والتهديدات والاعتداء الجسدي والاختطاف والاعتقال التعسفي والاحتجاز, إلى جانب المنع من العمل والترحيل خارج الإقليم". ولفت إلى أن المخزن يفرض حصارا عسكريا وتعتيما إعلاميا كاملا على الإقليم ويمنع هيئات الأممالمتحدة ومقرريها والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية والمراقبين من الوصول إليه, من أجل "التغطية على جرائمه في الصحراء الغربية المحتلة" و هذا ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير حول الوضع فيما يتعلق بالصحراء الغربية, المؤرخ في 3 أكتوبر 2023. ومن هذا المنطلق, طالب سيدي محمد عمار, الأممالمتحدة بتحمل مسؤوليتها بجميع أبعادها إلى أن يمارس شعب الصحراء الغربية حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. كما توقف عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو عند وضع السجناء السياسيين الصحراويين, بما في ذلك مجموعة أكديم إزيك, التي أشار إليها الأمين العام في تقريره الأخير, مؤكدا أن "الوضع مقلق بسبب الظروف المزرية التي يعيشون فيها في سجون دولة الاحتلال المغربية, والممارسات المهينة والانتقامية التي يتعرضون لها يوميا". وقال محمد عمار أن السجناء السياسيين الصحراويين بمجموعة أكديم إزيك, شرعوا اليوم في إضراب تحذيري عن الطعام لمدة 48 ساعة, تضامنا مع السجين السياسي الصحراوي, الحسان محمد الراضي الداه, الذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام. وفي هذا السياق, دعا مجلس الأمن مرة أخرى, إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء السياسيين الصحراويين حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم ولم شملهم مع عائلاتهم. وأبرز سيدي محمد عمار, أن "الوقت قد حان لكي تدرك الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن صمتهما المطبق وفشلهما في التصدي بحزم لاستمرار الاحتلال غير الشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية من قبل دولة الاحتلال المغربية وانتهاكاتها الجسيمة المستمرة لحقوق الإنسان, يخلقان وضعا خطيرا قد تكون له عواقب وخيمة على السلم والأمن في المنطقة بأسرها".