يستهل المنتخب الوطني الأول، عشية اليوم، مشوار تصفيات مونديال 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بمواجهة سهلة أمام منتخب الصومال المتواضع صاحب المركز 196 في التصنيف الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لتكون الفرصة لتحقيق فوز عريض وتحسين الأرقام الجماعية والفردية ومنها الرقم الخاص بالهداف التاريخي للمنتخب، إسلام سليماني، قبل تنقل صعب وشاق إلى الموزمبيق لخوض الجولة الثانية يوم 19 نوفمبر الجاري. ويعود "الخضر" إلى ملعب نيلسون مانديلا لثاني مرة بعد أول ظهور في 23 مارس الماضي والذي كان أمام منتخب النيجر في تصفيات كأس الأمم الإفريقية وعرف فوزا جزائريا معقدا بهدفين لهدف، علما أنها ستكون أول مواجهة في التاريخ بين المنتخب الجزائري ونظيره الصومالي الذي لا يملك أي إنجاز يذكر في تاريخه، بما في ذلك التأهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية وحتى بطولات إفريقيا للاعبين المحليين. وستكون مباراة الصومال المباراة التاسعة ل"الخضر" لعام 2023 وما قبل الأخيرة، وهي سنة كانت جيدة من ناحية النتائج بالنسبة لرفقاء القائد رياض محرز، حيث لم يعرف منتخبنا طعم الهزيمة رغم أن الأداء لم يكن مثاليا في بعض المباريات، خاصة تلك التي تعادل فيها مع منتخب تونس 1- 1 بعنابة والتي تعادل فيها بنفس النتيجة أيضا أمام مصر الشهر الماضي بالإمارات وقبلها التعادل السلبي أمام منتخب تنزانيا وكانت محصلتها 5 انتصارات و3 تعادلات. وإدراكا منه بصعوبة وتعقيدات المباراة الثانية بسبب مشقة السفر وقرب موعد "الخرجة" الثانية أمام الموزمبيق، من المرتقب أن يلجأ المدرب الوطني بلماضي للدفع بعدد من العناصر "البديلة" في مباراة اليوم، مع إشراك عدد من العناصر الأساسية لضمان الحد الأدنى من استقرار التشكيلة. وعلى ضوء هذا تبدو المباراة فرصة لتجريب الثنائي زغبة وحتى بن بوط ولو أن المنافس يبدو أضعف من قدرته على اختبار الحارسين البديلين لماندريا، كما أن الفرصة متاحة لتجريب بعض الخيارات المطروحة والتي أشار إليها الناخب الوطني ومنها تجريب أمين غويري على الرواق الأيسر للهجوم، وهو (بلماضي) الذي أشار في ندوته الصحفية السابقة إلى أن مهاجم ران سيكون في منافسة على هذا المنصب مع محمد أمين عمورة، وهي فرصة لغويري من أجل رفع المعنويات أمام منافس سهل وإحراز أول أهدافه (الأمر الذي لم يحققه في أول مشاركتين أمام الرأس الأخضر ومصر)، وهو الذي يعاني هذا الموسم مع فريقه ولا يشارك بصفة منتظمة، وهو الأمر الذي فرضته أرقامه التهديفية المتواضعة (2 هدفان و1 تمريرة حاسمة في 12 مشاركة). كما ستكون الفرصة ليوسف عطال من أجل استرجاع وتيرة المنافسة (آخر مشاركة له كانت في مباراة مصر الودية في 16 أكتوبر الماضي)، كون لاعب نيس تم إيقافه من طرف لجنة الانضباط لرابطة كرة القدم الفرنسية ل7 مباريات، على خلفية اتهامه بنشر خطاب الكراهية ومعاداة السامية. وسيتابع بلماضي جيدا ردة فعل اللاعب، مع إمكانية منحه دقائق أخرى في المباراة المقبلة أمام الموزمبيق. وستكون الفرصة متاحة أيضا لإسلام سليماني من أجل تحسين رقمه القياسي كأفضل هداف في تاريخ المنتخب ب43 هدفا في عامه رقم 11 مع المنتخب الوطني (أول ظهور في 26 ماي 2012)، وهو الذي سجل هدفين فقط هذا العام مع المنتخب بمناسبة المعسكر الأخيرة لشهر أكتوبر (هدف من ضربة جزاء أمام الرأس الأخضر وهدف أمام مصر)، وهي نفس حصيلة رياض محرز وحسام عوار لهذا العام (هدفان)، فيما يبقى محمد الأمين عمورة أفضل هدافي "الخضر" في 2023 بإحرازه 3 أهداف. وستكون الفرصة للجماهير الجزائرية لتسترجع أجواء الملاعب بعد شهر من المنع بقرار من السلطات العمومية والاتحاد الجزائري لكرة القدم تزامنا مع الحرب الصهيونية على غزة، وموعدا أيضا للجماهير الجزائرية الحاضرة بمدرجات نيلسون مانديلا للتعبير عن دعمها المطلق واللامشروط مع النضال المشروع للشعب الفلسطيني من أجل حريته.