حقّق المنتخب الوطني انطلاقة موفقة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث تمكّن يوم الخميس الماضي من تحقيق فوز بنتيجة (3 - 1) أمام منتخب الصومال، بملعب نيلسون مانديلا ببراقي لحساب الجولة الأولى من المنافسة، بالرغم من الأداء المتواضع للعناصر الوطنية أمام منتخب يحتل الصف 196 في الترتيب العام للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث أسال منتخب الصومال العرق البارد للمحاربين بعد تقليصه النتيجة، وصنع العديد من الفرص السانحة للتهديف. واصل "الخضر" سلسلة النتائج الإيجابية، رافعين رصيدهم إلى 9 مباريات متتالية دون تذوق طعم الهزيمة، بينها 6 انتصارات أبرزها الفوز على بطل أفريقيا منتخب السنغال في عقر داره، والتعادل في ثلاثة مناسبات ضد كل من منتخبات (تونس، تنزانيا، مصر) على التوالي. دخل رفقاء الوافد الجديد ياسر لعروسي مباراة الصومال بقوة، حيث تمكنوا من تسجيل هدف مبكر في (د 02) بعد عمل رائع من متوسط الميدان حسام عوار، الذي استحوذ على الكرة في الوسط وتنافس عليها مع لاعبيْن، قبل أن يراوغهم ويقدم كرة باتجاه رياض محرز، الأخير منح كرة في العمق للسريع فارس شعايبي، الذي وصل اليها قبل خروجها لضربة 6 أمتار، ونفذ باتجاه المرمى قبل أن تلمس قائد منتخب الصومال أحمد عبد الله عبدي وتغير مسارها باتجاه المرمى. تراجع نسق المباراة بحلول الدقيقة العاشرة، وتقدم "الخضر" المبكر في النتيجة، حيث اقتصر اللعب على تمرير الكرة ومحاولة صناعة الفرص، التي أضحت شحيحة بعد تجمع المنتخب الصومالي جيدا في الدفاع، وكاد الزوار أن يعدلوا النتيجة عن طريق هجمة خاطفة في (د 20)، قادها المهاجم عيسى أباتاري قبل أن يقدم كرة على طبق لزميله إبراهيم الياس، الأخير ينفّذ كرة قوية داخل الإطار من على بعد حوالي 25 مترا، كاد يسكنها في الشباك لولا براعة الحارس ماندريا الذي حولها بأناقة إلى الركنية. بقيت النتيجة على حالها إلى غاية (د 31) التي عرفت مضاعفة النتيجة عن طريق العائد بغداد بونجاح، الذي استغل كرة هوائية بعد تنفيذ ركنية قصيرة بين محرز وعطال، الأخير رفع الكرة باتجاه منطقة العمليات اسكنها ابن الباهية وهران في شباك الحارس مصطفى يوسف، كما جاءت على الطائر بطريقة جميلة مسجلا بذلك الهدف رقم 26 بألوان المنتخب الوطني. قبل نهاية المرحلة الأولى من المواجهة تلقى عطال كرة من لعروسي في وسط الميدان، ركض بعض الأمتار ونفّذ كرة قوية ارتطمت بالقائم الأيسر، لتنتهي المرحلة الاولى بتقدم الفريق الوطني بهدفين نظيفين، وهي المرحلة التي عرفت تألق زروقي الذي نشط في خط الوسط، في ظل عدم تألق الثنائي شعايبي وعوار وعدم تمكن غويري من البروز. قام مهندس التتويج القاري لسنة 2019 بثلاثة تغييرات كاملة قبل انطلاق المرحلة الثانية، حيث استبدل كل من (عطال، محرز، غويري) بالثلاثي (قيتون، وناس، عمورة)، وبعدها أخرج شعايبي في (د 61) وأقحم مكانه هشام بوداوي، لتدوير التعداد والسماح للرباعي الأساسي من الاسترجاع، بهدف دخول مباراة الموزمبيق منذ البداية. جلبت تغييرات بلماضي نفسا جديدا لهجوم المنتخب الوطني الذي أصبح أكثر نشاطا على الرواقين، لكن الخط الخلفي ارتكب العديد من الأخطاء، جعلت "الخضر" يتلقون هدفا من كرة ثابتة في (د 65)، وجد فيها متوسط الميدان البديل حسان ساك نفسه متحررا من الرقابة نفّذ باتجاه المرمى كرته، اعترضها القائم ليخطف يوسوف أحمد الكرة، ويسكنها الشباك مقلصا النتيجة إلى (2 - 1)، بعد خطأ مشترك في الرقابة بين قيتون ومحور الدفاع، الذين تركوا لاعبيْن في ظهرهما. سليماني في الموعد اعتمد الناخب الوطني على الهداف التاريخي للمنتخب اسلام سليماني مباشرة بعد تسجيل هدف تقليص النتيجة من طرف منتخب الصومال، وكعادته وضع سليماني الكرة في شباك منتخب الصومال بعد مرور 12 دقيقة من دخوله أرضية الميدان، برأسية محكمة مستغلا كرة دقيقة نفذها وناس من ركنية في (د 80)، لتسير العناصر الوطنية ما تبقى من المواجهة بصعوبة، قبل أن يعلن الحكم عن نهاية اللقاء بالفوز بنتيجة (3 - 1). يفصل سليماني هدفا وحيدا ليصبح الهداف التاريخي للتصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، حيث بهدفه المسجل ضد المنتخب الصومالي بات يتقاسم صدارة الترتيب، مع كل من الإيفواري ديدي دروغبا والكاميروني سامويل إيتو والبوركينابي داغانو موموني، برصيد 18 هدفا، ورقم سليماني مرشح للارتفاع بداية من لقاء الغد أمام منتخب الموزمبيق. رفع ابن مدينة عين البنيان رصيده إلى 44 هدفا بألوان المنتخب الوطني، ليعزز صدارته لجدول ترتيب أفضل الهدافين على مر التاريخ بألوان "الخضر"، ويؤكد مرة أخرى بأنه عنصر مهم في النهج التكتيكي للناخب الوطني جمال بلماضي في سن 35. عرفت مباراة الصومال حضورا جماهيريا قياسيا بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، هتفوا مطولا لنصرة فلسطين رافعين الرايات الفلسطينية، أين صنعوا أجواء مميزة بالمدرجات طيلة التسعين دقيقة، لكنهم امتعضوا من الأداء المقدم أمام منتخب الصومال، قبل أقل من شهرين عن انطلاق نهائيات "كان" 2023 بكوت ديفوار. المنتخب الوطني يجري اليوم آخر حصّة تدريبية بالموزمبيق يجري المنتخب الوطني لكرة القدم، عشية اليوم، ثاني وآخر حصة تدريبية له بالموزمبيق، هذه المرة بالملعب الوطني لمابوتو الذي سيحتضن مباراة الجولة الثانية لتصفيات كأس العالم 2026، بين "الخضر" ومنتخب الموزمبيق وصيف ترتيب المجموعة السابعة. يواصل رفقاء القائد رياض محرز تحضيراتهم لمباراة الجولة الثانية عن تصفيات مونديال 2026، المقررة غدا الأحد بملعب مابوتو أمام منتخب الموزمبيق بتعداد مكتمل، حيث جهز الطاقم الفني التشكيلة التي تضم أغلب العناصر التي غابت عن لقاء الجولة الأولى أمام منتخب الصومال. يعوّل الناخب الوطني جمال بلماضي كثيرا على الخماسي (آيت نوري، بن سبعيني، فغولي، بن طالب، سليماني) من أجل إيجاد الحلول المناسبة وتحقيق الفوز، والعودة إلى الجزائر بالنقاط الثلاث التي ستسمح ل "الخضر" بتعزيز صدارتهم للمجموعة السابعة بالعلامة الكاملة. وصل المنتخب الوطني إلى الموزمبيق يوم الجمعة في حدود الساعة التاسعة صباحا، بعد رحلة طويلة دامت أزيد من 10 ساعات كاملة، عبر رحلة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، أين توجّهت التشكيلة الوطنية مباشرة إلى الفندق، وبرمج بعدها الجهاز الفني حصة فيديو للحديث عن الأخطاء العديدة التي وقعوا فيها الخميس أمام منتخب الصومال، قبل التوجه لإجراء أول حصة تدريبية بالموزمبيق.