يهدد قرار عدد من الدول الغربية قطع تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إيقاف مساعدات تقدم بشكل دوري لنحو 6 ملايين فلسطيني منتشرين في عدة دول عربية. وعلى مدى اليومين الماضيين قررت 9 دول، بينها مانحون مهمون مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا، تعليق تمويلها لوكالة الإغاثة في قطاع غزة بعد أن اتهم الاحتلال 12 من موظفي الوكالة -الذين يبلغ عددهم عدة آلاف- بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي ضد الاحتلال الصهيوني ردا على الاعتداءات المتواصلة. وبعد أن أعلنت الوكالة فصل هؤلاء الموظفين محل الاتهامات المزعومة تعهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأحد ب"محاسبة أي موظف في المنظمة الدولية ضالع في أعمال إرهابية، بما في ذلك الملاحقة الجنائية" لكنه ناشد الحكومات الاستمرار في دعم الوكالة. وأونروا التي تأسست في أعقاب النكبة الفلسطينية عام 1948 بموجب القرار رقم 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقدم المساعدة للاجئين فلسطينيين في الأردنولبنانوسورياوالضفة الغربية وقطاع غزة. وتساهم الوكالة في توفير احتياجات التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية حاليا لنحو 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني. وتحصل الوكالة على الأموال اللازمة لنفقاتها السنوية في مناطق عملياتها الخمس، من خلال المنح المالية التي يقدمها أعضاء في الأممالمتحدة، أبرزهم: الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، والسعودية، والاتحاد الأوروبي، والسويد، واليابان، وقطر، والإمارات. وتمثل المساعدات المالية الدولية ما نسبته 93 بالمائة من مجمل النفقات، بينما تتوزع النسبة المتبقية على منظمات دولية إغاثية وإنسانية، بحسب البيانات المنشورة على موقع الوكالة. وبحسب ميزانية أونروا لعام 2023، بلغ إجمالي النفقات 1.6 مليار دولار، دون احتساب النفقات الإضافية التي تسبب بها العدوان على قطاع غزة، البالغة 481 مليون دولار في فترة الربع الأخير 2023، مما يعني أن المبلغ يتجاوز 2 مليار دولار. وتتوزع نفقات الأونروا بواقع 58 بالمائة على التعليم، و15 بالمائة لقطاع الصحة، و13 بالمائة لإسناد العائلات معيشيا، و6 بالمائة للإغاثة الاجتماعية، و4 بالمائة لتحسين البنية التحتية للمخيمات، و4 بالمائة لحالات الطوارئ. وتعمل أونروا في 58 مخيما للاجئي فلسطين، موزعة بواقع 19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة، و10 مخيمات في الأردن، و12 مخيما في لبنان، و9 مخيمات في سوريا. وفي مجال التعليم، هناك 706 مدارس تتبع الوكالة، تضم 544 ألف طالب وطالبة. وفي المجال الصحي، هناك 140 مركزا حتى نهاية 2023، تسجل سنويا قرابة 7 ملايين زيارة.