باتت خطة النتن وحكومته في رفح واضحة على ضوء ما يكشفه الإعلام العبري نفسه، وهي تقوم على ثلاث أسس، قصف وتقتيل، تدمير للسياج مع مصر، فتهجير قسري. الاحتلال عازم على مباشرة عملية عسكرية واسعة في رفح أين يحتشد أكثر من مليون و400 ألف نازح فلسطيني، وهي آخر رقعة في القطاع لم تمسسها العملية البرية لجيش الاحتلال، رغم التحذيرات الدولية بحكم أن أي عمل عسكري في هذا المكان سينجم عنه "هولوكوست" حقيقي، فيقول خبراء أن شن عملية عسكرية في منطقة صغيرة مثل رفح يتمركز فيها قرابة المليون ونصف المليون مدني هي عملية إبادة فعلية ومهما كانت الحروب قاسية فان لها حدود أخلاقية لا يمكن تجاوزها، غير أن الاحتلال الصهيوني وشركائه لا يأبهون إطلاقا بهذه الاعتبارات. وشرعت "بروباغاندا" الاحتلال الصهيوني في تسويق العملية بالتركيز على أن أهم 4 كتائب للقسام تتواجد في منطقة رفح وعدم القضاء عليها يعني فشل الحرب على غزة. ويتضح أن العملية ستبدأ بعمليات تقتيل مرعبة وواسعة تليها تدمير السياج الفاصل بين قطاع غزة ومصر، ما سيدفع، حسب اعتقاد الاحتلال النازي، بالنازحين إلى الهروب إلى سيناء ليتحقق حلم التهجير وإعادة احتلال غزة كما يدفع اليه بن غفير وسموتريتش علنا ويصبو إليه نتنياهو في الخفاء. هذا الأخير وحسب الإعلام العبري دائما، طلب من الجيش تقديم خطة لإجلاء المدنيين من رفح للقضاء على حماس، ويفهم من كلمة "إجلاء".. التهجير، فالنتن رفض جملة وتفصيلا عودة النازحين إلى الشمال، فأين يريد إجلائهم، حسب تعبيره.. إلى سيناء. هذه الخطة طرحت بكل تأكيد على إدارة بايدن التي وافقت عليها وشرع في التحضير لها عبر تصريحات الرئيس الأمريكي بأن الاحتلال تجاوز كل الحدود في غزة وهذا ليغسل يديه من المجازر القادمة في رفح، فالاتفاق بين الطرفين تضمن بكل تأكيد تحمل الكيان "عار" هذه العملية في ما ستسعى واشنطن لاستظهار رفضها حفاظا على ما تبقى لها من مصداقية وإنسانية مزعومة ومواصلة حمايتها سياسيا وعسكريا للزائدة الدودية للغرب في منطقة الشرق الأوسط. يبقى فقط المجهول الأول في هذه الخطة، هي ردة فعل الجانب المصري إن أقدم الاحتلال على تدمير السياج؟ هل القاهرة وافقت هي الأخرى عكس ما تدعيه منذ بداية العدوان عن رفضها استقبال الفلسطينيين أم أن صفقة أبرمت؟. كما أن اتهامات بايدن للرئيس السيسي دون احترام أدنى قواعد الدبلوماسية برفضه منذ أول يوم من العدوان فتح معبر رفح، يمكن أن تفهم على أنها ضغوطات لقبول الأمر الواقع القادم في سيناء. أما المجهول الثاني وهو الأهم يتمثل في ما ستكون ردة فعل النازحين الفلسطينيين في رفح؟. الأيام المقبلة ستكون فاصلة ومعركة رفح ستكون أم المعارك، وسيكتب التاريخ أن المدد وصل إلى الكيان لإنجاح خططه الخبيثة عبر طريق، الإمارات، الأردن، السعودية.