علاوة على أحكام المادة 16 من الفصل 11 من قانون كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذي يُسقط "الظرف القاهر" على نادي نهضة بركان المغربي، ويبرز بوضوح رفضه، مع سبق الإصرار والترصد، دخول أرضية الميدان لمواجهة إتحاد الجزائر في ذهاب كأس "الكاف" بملعب 5 جويلية 1962 بالجزائر، فإن نفس قانون المسابقة يتضمن مواد قانونية أخرى تدين الفريق المغربي وحتى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. القمصان الخالية من الإشهار يورط الكاف وبركان وبالاحتكام إلى المادة 4 من الفصل 6 من نفس القانون، فإن "كل فريق وجب عليه أن يحوز على نوعين من القمصان من باب الاحتياط، على أن تكون ألوانهما مختلفة عن القمصان الأساسية"، وهو إجراء معروف معمول به في كل المباريات في العالم، في حين أن الجزئية المهمة في الفصل السادس المتعلقة ب"قمصان اللاعبين"، موجودة في المادة 7 من هذا الفصل والتي تنص على ما يلي "الفريق الزائر عليه وجوبا التنقل بنوعين من القمصان، نوع واحد عليه الإشهار ونوع آخر خال من الإشهار"، فيما تنص المادة 6 من الفصل 6 دائما على ضرورة احترام قوانين البلدان من طرف الأندية الزائرة بخصوص الإشهار الموجود على القمصان، حيث جاء فيها "قبل مباريات المجموعة، الإشهار على قمصان اللاعبين مسموح به بشرط "أن يكون مطابق لقوانين البلد المنظم"، وأيضا "أن يكون مطابق لقانون الألبسة للكاف"، ما يعني، منطقيا، أن احترام قوانين البلد من طرف الأندية الزائرة، بشأن الإشهار على قمصان اللاعبين مفروض أيضا حتى خلال مباريات دور المجموعة وخلال الأدوار المتقدمة. وحين يلجأ نادي نهضة بركان والإتحادية المغربية لكرة القدم لأسلوب المراوغة والتحايل على القانون، بدعم واضح من هيئات الكاف التي اختارت الدوس على مبادئها وقوانينها، فإن القول إن الخريطة ليست إشهار، وإنما هي رمز لحدود المغرب، وبأن الإشهار الوحيد هو ذلك المتعلق ب"الشاي"، فإن هذا "السبونسور" نفسه "خارج عن القانون"، طالما أنه نشاطه مرتكز داخل الأراضي الصحراوية المغتصبة، فيما يعترف الإتحاد الإفريقي بدولة جمهورية الصحراء الغربية، والتي تعتبر عضوا مؤسسا، ويعترف أيضا بسيادتها وحدودها وإقليمها، وهو اعتراف المغرب أيضا بذلك، كون المغرب انضم رسميا للاتحاد الإفريقي سنة 2017، واعترف أيضا بحدود جمهورية الصحراء الغربية وبسيادتها. الكاف تمنع حتى عزف النشيد الوطني لبلدان الأندية كما أن العودة إلى المادة 2 من القانون الأساسي للكاف، وتحديدا في البند 13 الفقرة 2، فإن ثمة اعتراف واضح وصريح من كل الأعضاء، بما في ذلك المغرب، على إلزامية دعم الإتحاد الإفريقي في مساعيه، ومن بين ما وجب دعم الكاف وبكل أعضائها للاتحاد الإفريقي، هو الاعتراف بجمهورية الصحراء الغربية وبحدودها وإقليمها واحترام ذلك، على اعتبار أن الأفارقة، خلال مؤتمر لومي بالطوغو سنة 2000، جددوا الاتفاق الحاصل على مستوى منظمة الوحدة الإفريقية في مؤتمر القارة في 21 جويلية 1964 المبني على "مبدأ احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار".
وتُلزم المادة 2 البند 1 من لوائح الكاف أيضا احترام أعضاء الكاف لقوانين بورد الدولية، وهي الهيئة المشرعة لقوانين كرة القدم، وتقدم المادة 4 البند 5 من قانون بورد "أمرا" للفرق بعدم وضع صور أو شعارات أو كتابات على قمصان اللاعبين لها بُعد سياسي أو ديني أو شخصي، فيما جاءت قمصان نهضة بركان حاملة خريطة ذات بُعد سياسي واضح، تغتصب فيها الأراضي الصحراوية، العضو المؤسس في الإتحاد الإفريقي، في وقت تفرض الكاف على أعضائها احترام ودعم مساعي الإتحاد الإفريقي. وحين يتم الاحتكام، من جديد، لقانون كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فإن قطع الشك باليقين بأن الأندية، خلال المسابقات، لا تمثل بلدانها إنما تمثل نفسها، يتجلى بوضوح في الفصل 9 من القانون، وتحديدا في المادة 17 البند 13 الفقرة 9 والتي تنص على ما يلي "يُمنع عزف النشيد الوطني خلال مباريات منافسة ما بين الأندية للكاف، وكل فريق يخالف ذلك ويعزف النشيد الوطني لبلاده خلال مسابقة الأندية للكاف، يتم تغريمه بقيمة 10 آلاف دولار أمريكي". الخريطة المزيفة غائبة على قمصان بركان "محليا" وعلى ضوء أحكام هذه المادة الصريحة، فإن قدوم نادي نهضة بركان إلى الجزائر بقمصان خالية فقط من الإشهار وتضم تلك الخريطة المزيفة، هو في حد ذاته دوس على القانون، كون المعنى من إلزامية حيازة الفرق بقمصان احتياطية خالية من الإشهار، هو ضمان إجراء المباريات في حال تم تسجيل خلاف حول الشعرات أو الصور أو الرسومات أو الكتابات مع البلدان التي تنظم المباراة. وحين يلعب نادي نهضة بركان مبارياته "المحلية" بالمغرب دون تلك الخريطة، لكن بنفس الإشهار، ثم يفرض الخريطة المزيفة في منافسة كأس الكونفدرالية، وحين تقبل لجنة مسابقات الكاف ذلك وتمنح ترخيصا للفريق بحمل خريطة مزيفة، ثم لا تعتبره خاسرا على البساط لعدم حيازته على قمصان خالية من أي شيء، تضمن به إجراء المباراة وعدم إلغائها إلى حين النظر في القضية، فإن ذلك يفضح الكاف وهيئاتها أمام التاس، ويضع نادي نهضة بركان، على ضوء شكوى اتحاد الجزائر والإتحادية الجزائرية لكرة القدم على مستوى التاس، تحت طائلة أحكام المادة 16 من الفصل 11 التي تنص صراحة على ما يلي "في حال، ولأي سبب كان، انسحاب فريق من المنافسة أو أنه لا يحضر خلال مباراة، عدا الظرف القاهر الذي تقره لجنة المسابقات ما بين الأندية، ترفض اللعب أو تغادر أرضية الميدان قبل انتهاء الوقت القانوني للمباراة دون ترخيص من الحكم، فإن الفريق سيتم اعتباره خاسرا ويتم إقصائه نهائيا من المنافسة". والمقصود من سقوط الظرف القاهر على نادي نهضة بركان المغربي، والذي ترفض الكاف الإقرار به، هو عدم التزام نادي نهضة بركان بأحكام المادة 7 من الفصل 6 والتي تُلزم الفريق الضيف، نهضة بركان، على تنقله بقمصان بديلة خالية من الإشهار، سواء ذلك المتعلق بالشاي"، أو بالخريطة المزيفة التي هي في حقيقة الأمر تتعدى "الدعاية" المزيفة، إنما هو استفزاز لبلد يُفترض على الفريق الضيف احترامه، بل واحترام أيضا مبادئ الكاف والإتحاد الإفريقي. وتلتقي كل الأدلة التي تدين نهضة بركان والإتحادية المغربية والكاف، في الدوس على مبادئ الهيئة الكروية القارية وعلى الإتحاد الإفريقي، والإصرار على استغلال كرة القدم لأغراض سياسية من خلال القمصان التي تحمل الخريطة المزيفة، هو ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال بالخريطة الحقيقية للمغرب التي لا تضم حدود جمهورية الصحراء الغربية، بينما جاءت خريطة إسبانيا حاملة لسبتة ومليلية، وهو ما يؤكد أن المغرب مقتنع ومعترف بأن أراضي جمهورية الصحراء الغربية لا تخصه، وقد خشي من التشويش على فرصه في احتضان مونديال 2030 لو غامر بالترشح بخريطة يغتصب فيها أراض ليست بأراضيه. إيميل عماد شنودة أقوى دليل ويحرص محامو نادي اتحاد الجزائر على وضع كل هذه التفاصيل في الملف وكل الأدلة التي تبرز البُعد السياسي لتلك الخريطة المزيفة لنادي نهضة بركان، فضلا على أن "المعركة القانونية" سترتكز على إسقاط الظرف القاهر على الفريق المغربي وعلى مسببات قرار هيئات الكاف (لجنة الاستئناف)، وذلك بتقديم الدليل المادي على قبول المصري عماد شنودة، مسؤول لجنة المسابقات على مستوى الكاف، وعن طريق الإيمايل، قمصان الطرف الجزائري الذي أحضرها إلى ملعب 5 جويلية 1962 في مباراة الذهاب، والخالية فقط من الخريطة المزيفة. وتحمل مراسلة شنودة، الذي وافق على القمصان وتلقى ضمانات من "الفاف" على أنها من جودة عالية، على مطالبة الكاف، في مراسلته، بمنح القمصان للمنسق العام لتلك المباراة، وهو من مالي، وقد حدث ذلك فعلا، ثم تم وضع القمصان بغرف تغيير ملابس نادي نهضة بركان، تحت أعين محضر قضائي، وقد تم تصوير ذلك أيضا، حيث استبق الطرف الجزائري كل الأحداث وأحبط منذ البداية كل المخططات المحتملة للكاف ولنادي نهضة بركان وللاتحادية المغربية لكرة القدم، ولرئيسها فوزي لقجع، بما أحرج هؤلاء كثيرا غير أن حرجهم لم يجعلهم يتراجعون ويقرون بجسامة خطئهم، وهو ما أفضى اليوم إلى احتكام الطرف الجزائري إلى محكمة لوزان التي سيكون لها نظرة أخرى بعيدة عن التعسف، كون قضية الخريطة المزيفة الموضوعة على طاولة التاس لها من الحساسية ما يجعل منها مرجعا وقياسا لأي فريق في المستقبل يتم اغتصاب أراضيه بالقمصان أو يغتصب أراض ليست من حقه بالقمصان أيضا. سقوط الظرف القاهر يضع اتحاد الجزائر في النهائي وحين تقتنع التاس بصحة شكوى الفاف ضد الكاف وبصحة شكوى اتحاد الجزائر ضد الكاف، فهي ستلجأ، حتما، وهي تنظر في شكوى الفريق الجزائري، إلى اتخاذ قرار تجميد نهائي كأس الكاف إلى حين النظر في عريضة اتحاد الجزائر، على اعتبار أن شكوى الفريق الجزائري تتعلق بالجانب الرياضي، فيما تقدمت الفاف بشكوى ضد القمصان، بما جعل التاس ترفض طلب تجميد المنافسة قبل إياب الدور نصف النهائي. وبما أن المادة 16 من الفصل 11 من قانون كأس "الكاف"، حين يتم إسقاط الظرف القاهر على نهضة بركان، تنص صراحة على أن رفض أي فريق اللعب يترتب عنه خسارته للمباراة وإقصائها نهائيا من المنافسة، فإن اتحاد الجزائر سيرتكز على ضرورة إقامة الحجة من طرف التاس على نادي نهضة بركان برفضه اللعب خلال مباراة الذهاب التي سجل فيها الفريق الجزائري حضوره فوق أرضية الميدان، وسيطلب الفريق الجزائري من التاس أيضا اعتبار برمجة مباراة الإياب غير قانوني، طالما أن مجرد رفض نهضة بركان خوض مباراة الذهاب، يترتب عنه من الناحية القانونية إقصائه دون برمجة مباراة الإياب بالمغرب بين الفريقين، وهو القرار الذي ستتخذه محكمة لوزان بنسبة كبيرة.