لم يسبق وأن أجهشت الملاكمة البطلة إيمان خليف بالبكاء عقب أي منازلة أجرتها، منذ بدايتها في جمعية الحماية المدنية قبل نحو 14 سنة، قبل موقعة اليوم برسم ربع نهائي أولمبياد باريس، إذ شاهد الجميع الحالة النفسية لإيمان عقب إعلان فوزها على المجرية ونزولها من الحلبة وهي تذرف الدموع، ويكفي تحليل كلمة "حقروها" التي عبر بها مدربها محمد شعوة مكتشفها، عند نزوله معها ومدربها الكوبي من الحلبة، ليؤكد حجم الضغط النفسي الذي عانت منه ابنة قرية عين مصباح بضواحي مدينة تيارت، جراء الحملة الشرسة التي تعرضت لها من قبل عدة أطراف خارجية رياضية، سياسية وإعلامية، في محاولة للنيل منها معنويا والتأثير على اللجنة الدولية الاولمبية، لكن بطلتنا أظهرت للجميع أنا عازمة على تحقيق وعد قطعته قبل هذا الموعد الرياضي الهام لرفع الراية الوطنية وعزف النشيد الوطني في سماء باريس بإحراز الميدلية الذهبية الأولى من نوعها في الملاكمة النسوية العربية والإفريقية والجزائرية في الاولمبياد، لتضع حدا لكل المشككين، وتؤكد أنها مثال يقتدى به في الرياضة النسوية الجزائرية، وهي التي تنحدر من ولاية لها شرف تأسيس أول فريق نسوي في كرة القدم بالجزائر، وكان ذلك بمناسبة عيد المرأة في 8 مارس من سنة 1976، تشكلت نواته الأولى من طالبات ثانوية ابن رستم العتيقة الواقعة قبالة لملعب الشهيد أيت عبد الرحيم بأعالي مدينة تيارت، وهذا برهان آخر على أن الرياضة النسوية في الجزائر لها جذور وليس وليدة البارحة فقط.