يواصل جيش الاحتلال الصهيوني، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث يقصف محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين ويدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، مع إحباطه ل 91 عملية لإدخال المساعدات إلى القطاع. حذرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الخميس، من أن ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 65 إلى 75 ألف شخص يقدر أنهم ما زالوا في شمال غزة. وقالت الأونروا في تغريدة على موقع إكس "من بين 91 محاولة قامت بها الأممالمتحدة لإيصال المساعدات إلى شمال غزة المحاصر في الفترة من 6 أكتوبر إلى 25 نوفمبر، رفضت إسرائيل الموافقة على 82 محاولة وعرقلت 9 محاولات أخرى". وأمس الأربعاء، أكدت الوكالة، أن الجوع في قطاع غزة وصل إلى مستويات حرجة، حيث يبحث الناس عن بقايا الطعام في النفايات التي مضى عليها أسابيع. وأضافت أن الأوضاع تتدهور بسرعة مع دخول فصل الشتاء، ويصبح بقاء الأهالي مستحيلا من دون مساعدات إنسانية عاجلة مطالبة بوقف إطلاق النار فورا. ومن جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن جميع المخابز في وسط قطاع غزة أغلقت أبوابها بسبب النقص الحاد في الإمدادات، مما يفاقم معاناة السكان إذ يعد الخبز شريان حياة للأسر في غزة وغالبا ما يكون الطعام الوحيد المتوفر لديهم. بدوره، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات الإنسانية ومعدات الإسعاف والدفاع المدني إلى شمال غزة.
2500 طفل بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل
كما كشف الناطق باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف"، كاظم أبو خلف، اليوم الخميس، أن 2500 طفل في قطاع غزة، الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا، بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل. وأوضح أبو خلف في تصريح صحفي، إن "الوضع في شمال قطاع غزة في غاية الصعوبة والمأساوية ويزداد سوءا"، مشيرا إلى أن "30 بالمائة من الأطفال في قطاع غزة يعانون سوء التغذية الحاد". وكشف في السياق ذاته، أن 95 بالمائة من المدارس التي تؤوي نازحين في قطاع غزة دمرت بشكل كامل. هذا وقد حذّر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من تدهور الوضع الغذائي في أنحاء القطاع، مشيرا إلى أن ثلثي الأطفال الذين تلقوا العلاج من سوء التغذية الحاد منذ بداية عام 2024 تم تسجيلهم خلال الأشهر الخمسة الماضية. وقد "توجه أكثر من 3400 طفل لشركاء الأممالمتحدة للعلاج من سوء التغذية الحاد بين الأول والثالث والعشرين من الشهر الحالي فقط". ومنذ السابع أكتوبر 2023، خلف العدوان، أكثر من 44 ألف شهيد و أزيد من 104 ألف جريح وخلق كارثة إنسانية غير مسبوقة تسببت في نزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص.