صرح أمس رئيس شبيبة القبائل، محند شريف حناشي، بأنه مستعد للتخلي عن كرسي الرئاسة، في حالة تقدم مستثمر كبير للنادي القبائلي، مضيفا بأنه سيدرس إمكانية بيع أسهمه للمستثمر الذي يرغب في تولي مقاليد النادي، ومحددا مبلغ التنازل بنحو 80 مليار سنتيم. كلام حناشي لإذاعة تيزي وزو، جاء بعد الحملة الكبيرة التي يقودها مشجعون للنادي، والذين يطالبون بتنحية القائد السابق للفريق، سيما بعد رحيل المدرب مزيان إيغيل، حيث يعيش حناشي أياما عصيبة، وغضب الأنصار يتزايد بشكل كبير. والغريب في طرح حناشي، أنه يتحدث عن 80 مليار سنتيم كسقف أدنى لبيع أسهم الشبيبة، وكأن الرئيس الحالي هو الوصي على مستقبل الشبيبة، في الوقت الذي يقول فيه معارضو حناشي أن أسهم هذا الأخير لا تتعدى ال50 مليون سنتيم، والملف المودع من قبل شركة النادي لدى الرابطة المحترفة يمكنه إثبات ذلك، وبالتالي تحديد مبلغ 80 مليارا، ما هو سوى وسيلة لقطع الطريق أمام المستثمرين الذين يريدون دعم وتمويل أسود جرجرة. وحتى إن كانت السلطات الولائية في تيزي وزو تتابع بحذر ما يقع في بيت الشبيبة، فإن والي الولاية مطالب بالتحرك، حتى لا يعيش أبناء القبائل كابوسا آخر، هم في غنى عنه ويتحول موضوع حناشي والأنصار الغاضبين إلى شيء آخر. ولعل الوضع السياسي في الجزائر خلال العشرية والنصف المنصرمة، سمح لكثير من رؤساء النوادي ببسط أيديهم على كرة القدم، وما يحدث في الشبيبة تعيشه معظم الفرق الجزائرية، التي يرفض رؤساؤها الحاليون والذين قادوا فترة «العشريتين السوداء ثم الحمراء»، تسليم المشعل لمرحلة الاحتراف، فهؤلاء «المسيرون» يعلمون جيدا بأنه لن يكون لهم موقع في المجتمع بدون رئاسة هذه النوادي، التي تعد سجلا تجاريا لديهم، ويرفضون التنازل عنه، وبسبب الشركات التجارية احتكروا سلطة القرار، بعدما ألغوا سلطة الجمعيات العامة لنوادي الهواة، ومن ثم لا أحد يمكنه مراقبتهم، بالرغم من أن كل الفرق تتلقى في دعم الدولة عبر الولاية والبلديات ومديريات الشبيبة وغيرها، وبالتالي البقرة الحلوب لا زالت تزودهم «بحليب الجبن»، بالمختصر رؤساء النوادي تحولوا إلى «ملوك» بدون تاج في جمهورية الجزائر. ما يحدث في بيت الشبيبة، هو صورة حية عما تعيشه كرة القدم الجزائرية، ودليل آخر على أن مشكل الكرة ليس في المدربين ولا اللاعبين، ولا في الفاف ولا في الرابطة، بل في مسيري النوادي الذين يعيثون فسادا في الفرق، ولن تستقيم أمور الكرة عندنا، ما دام هؤلاء الرؤساء يتحكمون في المقاليد، يذهب وزير ويأتي بعده عشرة، ويرحل رئيس الفاف ويستخلفه عشرة رؤساء، وتبقى عصابة الرؤساء كالغراب الذي يحوم من أعلى السماء على «جيفته» ينقض عليها ويتلذذ بها.