في واحدة من أفضل مباريات الموسم الكروي في إنجلترا حقق مانشستر سيتي فوزًا ثمينًا وصعبًا على تشيلسي بهدفين مقابل هدف على ملعب “ويمبلي الجديد” في قلب العاصمة لندن لحساب نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ليضرب “السيتي” موعدًا في نهائي البطولة مع ويجان أتليتك الذي ترشح للنهائي للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على ميلوول من الدرجة الثانية أمس السبت. وكان المعتاد في مثل هذه القمم أن تبدأ بفترة جس نبض، لكن السيتي دخل في صلب الموضوع مبكرًا فارضًا أفضليته على خصمه وكاد أن يفتتح النتيجة في مناسبتين في الدقائق ال15 الأولى لكن واجه عملاق يُدعى بيتر تشيك تألق وتصدى لفرصتين محققتين، الأولى بسرعة رد فعل لكرة تابعها سيرجيو أجويرو من مسافة قريبة، ثم وقف في وجه تسديدة من كارلوس تيفيز من داخل منطقة الجزاء أبعدها إلى ركلة ركنية. وضح بشكل كبير خلال الشوط انخفاض النواحي البدنية للاعبي تشيلسي نتيجة ضغط المباريات والاجهاد من رحلة روسيا، وهو ما ساعد السيتي على التحكم في زمام الأمور على مستوى خط الوسط بفضل كلاً من يايا توريه وجاريث باري، وبالدقيقة 20 تحصل أجويرو على تمريرة طولية استلمها على صدره وهو في مواجهة مرمى تشيلسي لكن برانيسلاف إيفانوفيتش تدخل في اللحظة الأخيرة ووضع قدمه في الكرة. رد تشيلسي بمحاولة خطيرة في الدقيقة 23 عندما لعبت ركلة حرة مباشرة خرج عليها الحارس كوستل وأبعدها دفاعه لتصل الكرة لهازارد على حدود منطقة الجزاء حاول التسديد في الشباك الخالية من حارسها، لكن قائد السيتي فينسنت كومباني أبعد الكرة من على خط المرمى. وجاءت الدقيقة 35 ليُترجم السيتي أفضليته في المباراة لهدف التقدم عن طريق الفرنسي سمير نصري، بعد هجمة قادها نجم المباراة يايا توريه الذي انطلق ووصل لحدود منطقة الجزاء ومرر كرة لأجويرو فوضعها بشكل رائع لنصري الذي حاول إعادتها له (وان تو) لكنها اصطدمت بقدم مدافع تشيلسي أثبيليكويتا لكن من حسن حظ نصري عادت له مجددًا فوضعها بنجاح داخل شباك تشيك. رد فعل تشيلسي كاد أن يتمخض عن هدف التعادل سريعًا عندما صوب الجناح الإسباني خوان ماتا كرة مقوسة من على حدود منطقة الجزاء لكن لسوء طالعه مرت بجوار القائم الأيسر ببضعة سنتيمترات في الدقيقة 37، بعدها بدقيقة أنقذ تشيك شباكه من هدف ثان بعد تسديدة من ميلنر من داخل المنطقة اصطدمت بقدم أجويرو لكن الدولي التشيكي أمسك الكرة بثبات. ولم يمنح السيتي منافسه اللندني سوى دقيقتين على بداية الحصة الثانية، قبل أن يلدغه بالضربة الثانية عن طريق النجم الأرجنتيني المتألق الفترة الأخيرة سيرجيو أجويرو صاحب هدف الانتصار في الديربي أمام اليونايتد، وذلك عندما أرسل له جاريث باري كرة عرضية رائعة من الرواق الأيمن سددها “الكون” برأسية ذهبت في أقصى الزاوية اليسرى للحارس بيتر تشيك الذي اكتفى بمشاهدة الكرة وهي تُعانق شباكه. حاول تشيلسي تجميع شتاته على أمل تدارك الأمور، وأطلق راميريز تصويبة قوية من مسافة 30 ياردة لكنها ذهبت أدراج الرياح، رد عليها كومباني بتصويبة من نفس المنطقة على المرمى الأخرى لكنها لم تكن أفضل حال، وواصل تشيلسي محاولاته عن طريق التسديدات وهذه المرة عبر هازارد بتسديدة مقوسة علت العارضة. وبالدقيقة 65 أرسل لامبارد كرة عرضية داخل منطقة الجزاء سددها راميريز برأسية ضعيفة وصلت سهلة في يد الحاري كوستل بانتليمون، ليتحرك بعدها المدرب رافائيل بينيتيز من خارج الخطوط ويدفع بالمهاجم الإسباني فرناندو توريس على حساب لاعب وسطه جون أوبي ميكيل لضخ المزيد من الفاعلية الهجومية لفريقه. وبالفعل نجح تشيلسي في العودة للمباراة مجددًا بفضل هدافه في المسابقة ديمبا با بهدف كربوني للهدف الذي سجله في شباك مانشستر يونايتد في المباراة المعادة من الدور السابق، مستفيدًا من كرة طولية أرسلها دافيد لويز سددها الهداف السنغالي بضربة خلفية بوجه قدمه استقرت داخل الشباك في الدقيقة 68، وكاد با أن يُكمل ما بدأه ويُحقق عودة مذهلة للأسود اللندنية بعدها بدقيقتين بعد مجهود رائع من هازارد الذي اخترق ومر بالكرة من الرواق الأيمن ثم مرر في الأخير كرة سددها با مباشرة لكن الحارس بانتليمون تعملق وتصدى للكرة. ومن مجهود فردي كاد يايا توريه أن يحسم المباراة بهدف ثالث للسيتي بمجهود فردي رائع بعد أن انطلق بالكرة من منطقة الوسط واخترق منطقة الجزاء ثم صوب في الأخير كرة مرت بجوار القائم بقليل في الدقيقة 81، وعاد “الفيل الإيفواري” في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة بإنطلاقة جديدة لكنه هذه المرة فضل التمرير لأجويرو الذي سدد كرة ضعيفة ذهبت سهلة لبيتر تشيك. وفي الرمق الأخير من المباراة بدأ السيتي في اللعب بواقعية ومحاولة امتصاص حماس لاعبي تشيلسي من خلال الاحتفاظ بالكرة والتأمين الدفاعي، حتى نجح في العبور ببطاقة النهائي لبر الأمان.