فاجأ الحضور العربي إلى الكلاسيكو الإسباني أكثر من ملاحظ أوروبي بمدريد، حيث برزت الرايات العربية بالقرب من ملعب سنتياغو بيرنابيو إلى درجة جعلت أحد المتخصصين الإعلاميين في الشؤون الكروية بإسبانيا يقول:" الكلاسيكو تحوّل إلى مباراة عالمية شبيهة بنهائي المونديال". "الخبر الرياضي" الصحيفة الجزائرية الوحيدة في مدريد بمجرد أن علم المناصرون الجزائريون بوجود ممثل الخبر الرياضي بالقرب من الملعب عن طريق زملائنا في الجزيرة الرياضية، حتى تهافت علينا عشرات الجزائريين القادمين من وهران وسيق وسفيزف والبرج والبليدة وتسبة والعاصمة وتيزي وزو، فنقل كل واحد وحسب طريقته إحساسه بحضور مثل هذا الكلاسيكو، وأجمع محدثونا على مصداقية الخبر الرياضي قائلين: " رغم أن جريدتكم فتية إلا أننا أصبحنا نتابعها باهتمام لصحة أخبارها ومصداقيتها ". كما أضاف البعض:" أنا مقيم في فرنسا وأصبحت أتابع جريدتكم عبر النت بشكل يومي". وكانت "الخبر الرياضي" الصحيفة الجزائرية الوحيدة التي غطت الحدث ببيرنابيو. "وان تو ثري فيفا لالجيري" دوّت شوارع بيرنابيو ساعة قبل موعد المباراة تجمع عشرات الجزائريين رفقة المغاربة رافعين الرايات سويا، وبطبيعة الحال ردد أبناء وطننا الشعار الأبدي لمناصرة الخضر إلى درجة أن "وان تو ثري" دوّت أركان شارع بيرنابيو، مما دفع بكاميرات الجزيرة، العربية والقنوات الأوروبية للإسراع في أخذ صور صوتية عن الظاهرة الجزائرية، وحتى أنصار الريال لم يفهموا شيئا وطلبوا منا تفسيرات عن ذلك فكان الجواب واحدا: " الريال والبارصا فريقان عالميان وليست لهما جنسية". راية الجزائر خطفت أنظار المتتبعين الأوروبيين خطف الجزائريون الأضواء بالقرب من ملعب مدريد ساعات قبيل انطلاق الكلاسيكو، حيث جاب العشرات أنحاء الملعب رافعين الرايات الجزائرية بشكل جعل معظم الصحفيين الأوروبيين يتساءلون عن سبب تهافت الجزائريين على هذا الكلاسيكو، فمنهم من ربط ذلك بتواجد الفرانكو جزائري كريم بن زيمة في تشكيلة الريال، ومنهم من أشار إلى تعلقهم بزيدان، غير أن الكل أجمع على أن الجزائريين وباختلاف مستوياتهم يعشقون البارصا والريال. الجزائري والمغربي "خاوة خاوة" قبل واقعة "كازا" وفي خضم تحركات المناصرين الجزائريين التحق بهم عدد كبير من المغاربة الذين كانوا يرفعون راية أسود الأطلس، وكم كان المشهد جميلا عندما جاب الجزائريون والمغربيون أرجاء الملعب برايات ملتصقة، فعلق أحمد القادم من الدارالبيضاء على هذا بالقول:" نحن أشقاء، واليوم ليس هناك حديث عن مباراة الخضر والأسود لأننا نريد معايشة التاريخ في مدريد، وفي جوان سيكون لنا حديث عن داربي المغرب العربي". من جهته هواري القادم من سيق قال:" رانا خاوة خاوة في مدريد نشاهد قمة الكرة العالمية، وفي كازا هناك كلام آخر". مدلك الخضر في بيرنابيو عند تجوالنا بملعب بيرنابيو عثرنا على أحد أعضاء الطاقم الطبي للمنتخب الوطني والذي يعد أحد أقدم المدلكين في الخضر كونه يعمل في الفاف منذ 11 سنة، وقال محدثنا بأنه وككل عشاق الكرة المستديرة كان يحلم بحضور الكلاسيكو، واليوم عايش الحدث عن قرب مضيفا: " لو تتاح لي فرصة حضوره سنويا فلن أبخل نفسي لأنه يوم رائع تقضيه في مثل هذه الأجواء". "مصروف عام" لمشاهدة ميسي ورونالدو اقتربنا من الجزائريين الذين أبوا إلا أن يشاهدوا هذا الكلاسيكو فرد علينا عمر من وهران رفقة صديقيه بن عيسى وعواد: " ليست هذه المرة الأولى التي نحضر فيها الكلاسيكو، فنحن نحضّر لمثل هذه المواعيد قبل ستة أشهر،حيث نضبط أمر تذاكر الملعب ثم نجمع مصروف تذكرة الطائرة، وبصراحة حضور الكلاسيكو لا يقدر بثمن، فأنا أفضّل مشاهدة هذه المباراة بالملعب بدل قضاء عطلتي الصيفية"، ليستطرد قادوري من مدينة سيق:" أنا أعمل طوال السنة من أجل شراء تذاكر حضور الكلاسيكو، اليوم ضمنت مشاهدة هذه المباراة وسأعود السنة المقبلة بحول الله". ميزانية ب15 مليون سنتيم " ما شي خسارة " حسب معظم الجزائريين الذين قطعوا مئات الكيلومترات فإن تكاليف مشاهدة البارصا والريال سواء في مدريد أو برشلونة لا تقل عن ألف أورو، حيث يقول عبد السلام القادم من تبسة : "عدا تذكرة الطائرة التي اقتنيتها بشكل عادٍ، تذكرة الملعب اشتريتها في السوق السوداء ولا يهم الأكل والشرب والمبيت في مدريد فالتكاليف فاقت الألف أورو". من جهته قال أحمد الذي قطع مسيرة من البرج إلى مدريد:" تعلم بأن اليورو أصبح يساوي 150 دينار، وصدقني صرفت أكثر من 15 مليون سنتيم من أجل مشاهدة الكلاسيكو". ... وتذكرة الملعب فاقت 3000 أورو في السوق السوداء أما مجموعة سيق التي تنقلت بنحو ستة أصدقاء فترى بأن تخصيص هذا المبلغ مرة في السنة ليس خسارة، حيث يقول عبد القادر: " أنا أعمل في التجارة والحمد لله هذه السنة فيها خير، ولو نعمل في السنة القادمة بهذا الشكل سأحضر المبارتين في مدريد ونوكامب". ورغم أن بعض الجزائريين تمكنوا من شراء تذكرة الملعب عن طريق أصدقاء مقيمين في مدريد فإن الأغلبية أكدوا بأنهم أشتروها بأسعار خيالية فاقت 3000 أورو، حيث علق محفوظ وأمين قائلين:" لم يكن أمامنا حل آخر غير شراء التذكرة ولو ب5000 أورو، فعندما تصل مدريد لا يمكن أن تضيّع فرصة مشاهدة الكلاسيكو". مشاهدة الكلاسيكو حلم كل الجزائريين من جهته ذهب حمداد القادم من سفيزف بالقول:" هذه المرة الأولى التي أعيش فيها الكلاسيكو وما شاهدته بأم عيني قبل وبعد المباراة لا يمكن تقديره بأي ثمن، ولو يكلفني ذلك عشرين مليون سنتيم سنويا سأعود إلى مدريد أو برشلونة رغم أنني أحب الريال ". وبنبرات السعيد جدا قال عبد الرحيم وهو طبيب بمستشفى مصطفى باشا في الجزائر العاصمة : " إنها ليست مباراة عادية وفي ملعب غير عادٍ، إنها مباراة تاريخية وحلم يتحقق بالنسبة لي ولكثير من عشاق الكرة العالمية والتنقل من أجل معايشة مثل هذا الحدث يعد إنجازا، والسنة المقبلة سأحضر بحول الله". مبعوثنا إلى مدريد عدلان حميدشي