في اتصال هاتفي مع الدولي المغربي السابق مصطفى الهداوي، أكد أن لقاء الذهاب بين الجزائر والمغرب لم يرق إلى المستوى المطلوب، بسبب عدة عوامل من بينها ضربة الجزاء المبكرة التي تحكمت في مسار اللقاء، فضلا عن الإفراط في اللعب التكتيكي، ما ساهم في غياب النسوج الكروية، معرجا على خيارات المدرب غيرتس التي اعتبرها غير منطقية، مؤكدا أن لقاء العودة سيكون مصيريا للفريقين... ------------------------------------------------------------------------ أهلا مصطفى الهداوي معك صحيفة "الخبر الرياضي" الجزائرية... أهلا وسهلا بكم... سنعود معك إلى الوراء بعض الشيء لنتحدث عن رأيك في لقاء الذهاب الذي جمع بين الجزائر والمغرب في ملعب عنابة؟ لقاء الذهاب لم يرق إلى المستوى المطلوب ولسوء حظنا وحظ كل الجمهور العربي، شاهدنا مباراة تكتيكية وتقنية أكثر منها فرجة وكرة قدم، والسبب ربما يعود إلى طابع الداربي الذي يقتل في بعض الأحيان المواهب. كيف كان المنتخب المغربي، حسب رأيك في هذا اللقاء؟ المنتخب المغربي دخل في المواجهة كما ينبغي، قبل أن يتأثر اللاعبون بقرار الحكم الذي أعلن عن ضربة جزاء في الدقائق الأولى من المباراة، فأرى أن لاعبينا خرجوا عن المواجهة مباشرة بعد ضربة الجزاء التي تم تسجيلها من طرف اللاعب يبدة حسان. لكن كان أمامكم وقت كبير للعودة في النتيجة؟ هذا صحيح، فلاعبونا صعدوا وحاولوا تعديل النتيجة بعد تلقيهم الهدف الأول، فضلا عن ذلك فإن لاعبي المنتخب الجزائري عادوا إلى الوراء كي يحافظوا على النتيجة، هذا شيء عادي ومنطقي، لأن كل واحد كان يبحث عن الفوز، والجزائر سجلت وعادت للحفاظ على نتيجتها. بمناسبة الحديث عن حكم المباراة، ربما صفر العديد من المخالفات للجزائر وحرم المغرب من البعض منها، لكن ضربة الجزاء، ألا ترى أنها كانت شرعية؟ لا يمكنني الحكم عن ضربة الجزاء، ولم نلوم الحكم على تصفيرها، لأنها جاءت بعد رأسية من يبدة، واللاعب هرماش لمس الكرة باليد، فالحكم هنا هو الذي يقرر رغم أن حكم التماس هو الذي شاهد اللقطة وليس الحكم الرئيسي، لكن القرار صعب في مثل هذه الوضعيات، ويعود دائما لأصحاب البذلة السوداء، لكن هذا لا يعني أنه كان في المستوى. تبدوا ناقما على الحكم ؟ لا ننسى أنه حرم المغرب من ركلة جزاء بعد سقوط الشماخ داخل منطقة العمليات، كما قام بالعديد من الأمور الأخرى على غرار حرمان المغرب من مخالفات خطيرة جدا، والدليل أن المدرب غيرتس هو الآخر لم يتقبل قرارات المدرب. العديد من التقنيين أرجعوا الهزيمة إلى خيارات المدرب البلجيكي التي لم تكن في المستوى، ما رأيك باعتبارك لاعبا سابقا في المنتخب المغربي؟ حسب رأيي، فإن المدرب غيرتس أخطا كثيرا في لقاء الجزائر، فأول شيء لم أفهمه من الناحية التكتيكية هو عدم إقحام اللاعب يوسف العربي مباشرة بعد نهاية الشوط الأول، فكان على المدرب إقحامه لمساعدة الشماخ، سيما أن العربي يوجد في أحسن أحواله كما أن هناك العديد من الأمور التي لم يحسن غيرتس استغلالها. ما هي حسب رأيك؟ إقحام اللاعب الشماخ لوحده في الهجوم شيء غير مفهوم، فأمام دفاع جزائري قوي في الخلف لم يكن قادرا على تحقيق نتيجة إيجابية حتى لو لعب اللقاء ليومين متتاليين، فكان على غيرتس أن يطلب من بلهندة مثلا اللعب كمهاجم ثاني لمشاهدة الشماخ لكن المدرب واصل بهذه الطريقة التي لم نتمكن من تحقيق أي نتيجة بتطبيقها. وما هو الشيء الذي جعل الخضر أحسن من رفقاء الشماخ؟ في الكرات العالية، المنتخب المغربي اعتمد على كرات طويلة ناحية الشماخ لكن اللاعبين الجزائريين كانوا في كل مرة يتفوقون بها، حيث حرموا مروان من الكرة، وكلنا انتظرنا أن يقوم المدرب بتغييرات جيدة لكنه تأخر كثيرا، والدليل أن دخول العربي قلب الموازين. وماذا عن الحمداوي الذي غاب عن المواجهة؟ منذ الوهلة الأولى، قلت أن عدم استدعاء الحمداوي خطأ كبيٍر، فهو لاعب موهوب واختار اللعب للمغرب ويجب مساعدته، لأنه يعاني حاليا من مشاكل مع مدربه، لكن يجب أن نساعده للخروج من محنته، وصدقني أنه لو حضر لقاء عنابة ودخل في الشوط الثاني لصنع الفارق، لأنه بكل بساطة قناص للأهداف وتسجيله في تنزانيا أحسن دليل على صحة ما أقول. ومن هم اللاعبون الجزائريون الذين لفتوا انتباهك في لقاء الذهاب؟ من دون أي تفكير هو اللاعب حسان يبدة، فهو لاعب ممتاز ويعجبني كثيرا مع ناديه نابولي، وقدم مباراة كبيرة في عنابة، من دون الإنقاص من قيمة اللاعبين الآخرين، لكن يبدة لاعب أنيق ويجيد اللعب في العديد من المناصب في وسط الميدان. لنترك لقاء الذهاب الذي لعب في عنابة، ونطير مع بعض للمغرب للحديث عن لقاء العودة، كيف تراه؟ لقاء العودة سيكون صعبا للغاية، حيث سيلعب بين فريقين سبق لها التواجه منذ شهرين فقط ، أظن أن المغاربة سيلعبون بأكثر قوة وعزيمة من أجل تحقيق الفوز، لأنها فرصتهم الوحيدة لمواصلة المشوار، والتعادل لا يخدمهم بقدر ما يخدم الفريق الخصم. ألا ترى أنها ستشبه مواجهة الذهاب؟ من ناحية الحماس والضغط نعم، فالجزائريون جهزوا أنفسهم للمواجهة وعرفوا كيف يضغطون على المغرب، وكانوا متأكدين من الفوز وحققوا ذلك في بلدهم، لهذا فإن المغاربة أيضا سيحضرون كل أسلحتهم من أجل الفوز. وفيما سيكمن الفرق بين المقابلتين؟ المدرب غيرتس حاليا يعرف جيدا المنتخب الجزائري، يعرف كيف يلعب وما هي نقاط ضعفه وقوته، بعدما واجهه في عنابة، فالأخطاء التي ارتكبها في الجزائر لن يعيدها في المغرب ، والأمور لن تكون مثل السابق، لهذا أتكهن أن يحقق المنتخب المغربي الفوز في لقاء العودة. وماذا سيغير غيرتس هذه المرة مقارنة بلقاء الذهاب؟ أظن أنه سيغير الكثير من ناحية الخطة التي سيعتمد عليها، سيلعب هذه المرة بخطة هجومية لأنه يلعب على أرضه وأمام جمهوره، سيقحم مهاجمين وسيحاول التسجيل منذ الوهلة الأولى، كل هذه التغييرات سنراها في لقاء العودة بحول الله، لكن حتى المدرب عبد الحق بن شيخة له أسلحته، وسيغير هو الآخر في خطته، لأنه في حال حقق التعادل سيكون الأحسن في الترتيب، والمغرب سيفقد نهائيا الأولوية، باعتباره انهزم في عنابة وتعادل في الدارالبيضاء، وهي الحسابات المباشرة التي تعتمد عليها الكاف. المنتخب الجزائري سيسترجع زياني وبوقرة مقارنة بلقاء الذهاب، دون نسيان بعض اللاعبين الذين عادوا من الإصابة على غرار قادير وقديورة، ما رأيك في هذا الموضوع؟ أولا... اللاعبون الذين شاركوا في لقاء الذهاب لم يكونوا سيئين، حيث خلفوا بوقرة وزياني دون أي مشكل، والدليل أنهم حققوا الفوز في آخر المطاف، لهذا فإن المنتخب الجزائري قوي ولا أعرف إن كان الثنائي قديورة وقادير سيكونان أساسيين في المغرب بالنظر للأداء الجيد لبعض اللاعبين في عنابة. وماذا عن زياني وبوقرة؟ بوقرة لاعب يستحيل الاستغناء عن خدماته، هو صخرة في الدفاع وقائد في الميدان، فهو قوة المنتخب الجزائري وأتكهن أن يقحمه بن شيخة في لقاء العودة، أما زياني فهو قائد وسط الميدان، هو لاعب ممتاز من الناحية الفنية، يعرف كيف يراوغ وينقل الخطورة إلى مرمى الخصم، وقوته الكبيرة في الاحتفاظ بالكرة، فبعودة هذا الثنائي الخضر سيكونون أكثر قوة. باعتبارك مغربيا، أين تتمنى أن يجري اللقاء ...في الدارالبيضاء، في مراكش أو طنجة؟ المشكلة ليست أين أتمنى أن يجري اللقاء، لكن المقابلة ستلعب في الدارالبيضاء والقرار نهائي، والسبب يعود إلى الحماس الجماهيري الكبير هنا في الدارالبيضاء، والمدرب المغربي غيرتس حضر مؤخرا داربي الرجاء والوداد، وانبهر كثيرا بأنصاره الذين يصنعون الفرجة، ويساعدون كثيرا المنتخب على الفوز والضغط على المنافس. وأين سيحضر المنتخب المغربي للقاء الجزائر؟ التحضير سيكون في الرباط، حيث سيغلق المدرب غيرتس على لاعبيه في هذا المكان، كي يتمكن من شحنهم وتحضيرهم الجيد للمواجهة. الجزائر ستحضر في مدينة منطقة كوستا بلانكا، وبالضبط في مدينة مورسيا الإسبانية، ما رأيك في مكان التحضير؟ هو مكان رائع وممتاز، سيكون المنتخب الجزائري مرتاحا هناك، وسيحضر بشكل ممتاز للداربي المغاربي، فالمناخ الحالي في مورسيا مشابه تماما للمناخ في مدينة الدارالبيضاء المغربية، وأرى أنهم أحسنوا الاختيار. كلمة أخيرة مصطفى الهداوي؟ أتمنى أن يجري اللقاء في ظروف جيدة، ونشاهد مباراة كبيرة جدا، ليس كلقاء الذهاب الذي افتقد للعروض الكروية والنسوج الجميلة، ونتمنى أن يكون الفوز للأحسن فوق الميدان بحول الله..