يبدو من خلال الصور أو على شاشات التليفزيون أو في لوحات الإعلانات، إن أوزفالدو قد تكونت لديه فكرة واضحة عن كاستيلاو في نسخته الجديدة، هذا الملعب الواقع في مدينة فورتاليزا والذي سيكون واحداً من الملاعب التي ستحتضن كأس القارات 2013 وكأس العالم 2014. بعد استدعائه للمرة الأولى للمباراتين الوديتين اللتين خاضهما المنتخب البرازيلي ضد كل من إيطاليا وروسيا في شهر مارس الماضي، بات هذا المهاجم يقترب أكثر فأكثر من تحقيق حلمه بالظهور فوق أرضية هذا الملعب حاملاً قميص السيليساو. ذلك أن هذا الصرح الكروي الجميل، الذي أعيد بناؤه بالكامل، سيستضيف مباراة المنتخب البرازيلي ضد المكسيك يوم 19 يونيو المقبل. وسواء شارك فيها كلاعب أما لم يشارك، فإن نجم ساو باولو الحالي لديه الكثير من النصائح لجميع المشجعين الذين يخططون لزيارة عاصمة ولاية سيارا بعد شهرين. وقد حاور نجم ساو باولو موقع فيفا مغتنماً الفرصة لاستحضار بداياته في كرة القدم وهو طفل صغير في هذه المدينة ذات الشواطئ الجميلة.. وجاء نص الحوار كالتالي: فيفا: حياة لاعب كرة القدم حافلة بالأنشطة والتحديات والرحلات المتكررة. هل تتاح لك الفرصة للعودة إلى فورتاليزا من وقت لآخر؟ وما هي علاقتك بهذه المدينة اليوم؟ أوزفالدو: عائلتي تعيش هناك. جميع أفراد عائلة أمي يعيشون هناك. أما من جانب والدي، فالبعض يعيش هناك والبعض الآخر في ساو باولو، ولو أن الغالبية مستقرة في فورتاليزا. حالما يتاح لي بعض الوقت أو أحصل على عطلة، أعود إلى هناك. إنها مدينة جميلة جداً. الناس ودودون جداً، ويتميزون بحفاوة كبيرة للغاية. هذه المباريات سوف تكون هامة جداً لإظهار كل ذلك. هل سبق لك أن وجهت الدعوة لأحد زملائك لقضاء العطلة هناك؟ نعم، سبق لي أن دعوت زميلاً لي عندما كنت ألعب في البرتغال. كما أن جادسون وجانسو حلا هناك أيضاً قبل فترة قصيرة. من الجيد أن يذهب المرء إلى هناك ليكتشف قليلاً ثقافة مناطق شمال شرق البلاد، التي تتميز بمطبخها الرائع. عندما تسنح لي الفرصة، أدعو أحد الأصدقاء لأعرفه على المدينة وشواطئها الجميلة. من مطبخ شمال شرق البلاد، الذي يعد ثروة رائعة، بماذا تنصح السياح؟ هناك أكلة الباياو، وهو طبق تقليدي من الشمال الشرقي. إنه لذيذ جداً. هناك أيضاً كُسكس نورديستينو، الذي أحبه بصفة خاصة، وكذلك التابيوكا. هذه هي الأطباق المحلية الثلاثة التي أنصح بها أي شخص لم تتح له الفرصة بعد لتذوق روائع مطاعمنا. هذه هي الأطباق المميزة حقاً. وماذا عن الشواطئ، هل من شاطئ معين تنصح به السياح؟ هناك العديد من الشواطئ الجميلة حول فورتاليزا. جيريكواكوارا رائع جداً. قضيت شهر العسل هناك. إنه شاطئ أنصح به الناس الذين أعرفهم، لأنني متأكد من أنهم سيقعون في حبه. كانوا كيبرادا جميل جداً هو الآخر. العديد من الفنانين البرازيلين يذهبون إلى هناك لأنهم يحبونه كثيراً. فورتاليزا تُعتبر واحدة من المراكز السياحية الرئيسية في البرازيل. ما هي أبرز الأماكن الجذابة التي تستحق الزيارة؟ اليوم، تعيش فورتاليزا على السياحة بشكل خاص. لقد تغيرت الآن تماماً. ومن هذا المنطلق، لا يوجد شيء أفضل من استضافة مباريات كأس القارات. هناك عدة مسارح يحيي فيها فنانو الكوميديا عروضهم الرائعة، وإذا كانت لديكم الفرصة لحضور بعضها، فلا تفوتوها خصوصاً في شاطئ إيراسيما. الشواطئ تزخر أيضاً بالكثبان الرملية. يجب الإستمتاع بها. يمكنكم ممارسة رياضة ركوب الأمواج بواسطة ألواح البوجي مع استنشاق الهواء النقي. إنها متعة حقيقية. ما تأثير الشواطئ على طفولتك وعلى المدينة بشكل عام؟ هنا في ساو باولو، ونظراً لاتساع المدينة وضخامتها، يبدو أن السكان يعيشون فقط من أجل العمل. في فورتاليزا، ولكن ليس هناك فقط، بل في مختلف مدن شمال شرق البلاد أيضاً، يمكن للناس أن يستمتعوا أكثر بالحياة. هناك نوعية أفضل من الحياة. بالنسبة لي كان من المهم أن أنمو في بيئة من هذا القبيل. في ساو باولو، هناك الكثير من العائلات التي يتعين فيها على الآباء النهوض في وقت مبكر للذهاب إلى العمل والعودة في وقت النوم. هكذا يعيش بعض من أفراد عائلتي. هناك، في فورتاليزا، بإمكانك التنفس بشكل أفضل بكثير، لأن الهواء أنقى. إنها مدينة جميلة جداً، كما أن هناك أيضاً الكثير من المدن التي تشبهها في شمال شرق البلاد. أين بدأت لعب كرة القدم؟ على رمال الشاطئ، في الشارع، أم في النادي؟ بدأت اللعب في الشارع، ولكن والدتي لم تكن تحب ذلك خوفاً من السيارات. وكانت الخطوة التالية هي اللعب في الحدائق العامة حيث كانت هناك مرافق رياضية. وفي وقت لاحق، بدأت ممارسة كرة الصالات في فريق كان يلعب في شاطئ إراسيما، إذ كلما أنهينا التدريب في وقت مبكر، كنت أذهب للسباحة قليلاً. في تلك الفترة من طفولتك عندما كبرت مع عشاق كرة القدم في فورتاليزا، ماذا كانت طبيعة علاقتك باللعبة؟ هل لديك ذكريات خاصة؟ عندما كنت صغيراً، كنا نعيش في حي استاد فارجاس. في الطابق العلوي، كان هناك رجل يطلب دائماً من والدتي أن يأخذني معه إلى الملعب. قبلت في أحد الأيام. لا أتذكر اسمه الآن، كنت صغيراً جداً، ولكني أتذكر أنه كان يطلق عليه "تريكولور" لأنه كان يرتدي دائماً قميص فورتاليزا. كان يأخذني لمشاهدة المباريات حيث لم أدفع ثمن التذكرة أبداً لأنني كنت طفلا صغيراً. في ذلك الوقت، كان يضم فورتاليزا في صفوفه (المهاجم) كلودوالدو، الذي كان في قمة مستواه. كان لاعباً كبيراً. ما زلت أحتفظ بالكثير من الذكريات عن تلك الحقبة. بعد ذلك، سار كل شيء بسرعة كبيرة، وانتهى بي الأمر في النادي حيث أصبحت أتدرب تحت إمرته. لعبت للناديين الرئيسيين في المدينة، سيارا وفورتاليزا. كيف تشعر حيال هذا الوضع؟ سألني العديد من الناس عن ذلك عندما وصلت إلى سيارا، لأني ظهرت في فورتاليزا أول مرة وكانت لي انطلاقة جيدة هناك. هناك العديد من اللاعبين الذين فشلوا في اللعب بشكل جيد لكلا الفريقين. ولكني كنت قد وصلت إلى سيارا وأنا في مرحلة حاسمة من مسيرتي، حيث كان علي أن أجازف، إذ كان قد مضى عامان وأنا خارج سوق الإنتقالات. وقد عُرضت علي بعض الأندية، وأخيراً فتح لي سيارا أبوابه. اليوم، لدي العديد من الأصدقاء في كلا الفريقين وأنا سعيد جداً. لقد كان من الصعب علي حينها التجول في المدينة بعدما بلغت النجاح مع كلا الناديين. ولاية سيارا، على الرغم من كثافتها السكانية وثقافتها العالية في كرة القدم، إلا أنها لم تكن ممثلة بالكثير من اللاعبين في السيليساو. لقد تم استدعاؤك للتو. هل يمكن القول إن وقتكم قد حان؟ هناك ثمانية أو تسعة لاعبين من هذه الولاية سبق لهم أن انضموا إلى السيليساو. أحدثهم هو دودو سيارينزي، الذي لعب في فريق الشباب وفاز بكأس أمريكا الجنوبية. هناك أيضا جارديل، والآن جاء دوري لتمثيل سيارا، حيث كانت الولاية بأكملها سعيدة جداً بعد اختياري في المنتخب. آمل أن أحظى بفرص أخرى للعب في السيليساو لأن ذلك أمر مهم جداً بالنسبة لي. أتمنى أن أمثل سيارا والبرازيل في مباراة ضمن كأس القارات ، و من يدري، ربما أيضاً في 2014. سواء مع السيليساو أو مع ساو باولو، ستكون لديك الفرصة للعب في كاستيلاو بحلته الجديدة. ما هي توقعاتك حول ذلك؟ أن تأتي عائلتي إلى الملعب لرؤيتي ألعب في المنتخب البرازيلي، فإن ذلك سيكون بمثابة حلم يتحقق. يقول الجميع بأن الملعب جميل. فيروتشيو (فيتوزا، سكرتير حكومة سيارا الخاص المكلف بملف كأس العالم البرازيل FIFA 2014) هو أحد أصدقائي. خلال أول كلاسيكو بين سيارا وفورتاليزا في كاستيلاو بعد تجديده عُرضت صورتي على الشاشة العملاقة وأنا أحمل قميص كلا الفريقين. لم يُصدر أحد أي صافرات استهجان. في نفق الملعب، يوجد أيضا ملصق كبير يعرض صورتي بقميص كلا الفريقين. إنه أمر يبعث على الفخر والإعتزاز. إنه يدل على أن تجربتي مع الفريقين كانت إيجابية للغاية.