لا يعرف خبايا الأندية و»العقلية» الكروية في فرنسا سوى الفرنسيون، هكذا أعلنت إدارة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بطل «الليغ1» هذا الموسم بعد غياب طويل عن طموحها وتحديها الجديد بإبرامها عقدا مع مدرب جديد يكون خير خلف للمدرب الراحل للنادي الملكي الإسباني كارلو أنشيلوتي، هو المدافع والدولي الفرنسي السابق لوران بلان، ربما هو اسم غير معروف على مستوى الإدارة الفنية أوروبيا ولكنه يزن كثيرا في بلاد «الجن والملائكة»، المالك القطري للنادي الباريسي ناصر الخليفي وباستشارة من مقربيه في النادي أنهى الجدل القائم بخصوص إدارة شؤون بطل فرنسا هذا الموسم الفنية خلال الأيام القليلة الماضية بمجرد وضع اسم بلان على طاولته، معتبرا أن مدرب بوردو السابق يعد من بين أفضل المدربين الفرنسيين حاليا، ويملك مزايا في قبول مهام ومسؤولية كالتي منحها له وهي الطموح وروح التحدي. بلان مطالب بتحقيق نتائج أفضل من أنشيلوتي وسيتمّ تمديد عقده في حالة نجاحه رغم التفاؤل والاتفاق شبه الرسمي بين إدارة الفريق الباريسي ومدرب منتخب فرنسا السابق إلا أن مصادر مقربة من بيت «البي أس جي» أشارت إلى أن مسؤولي الفريق أسرعوا نوعا ما في تعيين بلان خليفة للتقني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فهذا الأخير غني عن التعريف ومسيرته في عالم الساحرة المستديرة مليئة بالإنجازات والألقاب العالمية، ومقارنة برولان بلان، فالفرنسي سيجد صعوبة تقول ذات المصادر في رفع التحدي والاستمرار نحو تسجيل اسم الفريق الباريسي بين طينة كبار الأندية الأوروبية، خاصة على مستوى بطولة رابطة الأبطال الأوروبية التي وضعها الخليفي على رأس أهداف النادي الفرنسي الموسم المقبل، الأمر الذي جعل مسؤولي الفريق حسب تقارير إعلامية فرنسية يحددون عقد بلان لمدة سنة واحدة فقط، وفي حال نجاحه سيتم تمديده لسنوات إضافية. نقص الخبرة في التّعامل مع لاعبين من طينة زلاتان يخيف الباريسيّين تحد آخر ومسؤولية كبيرة في انتظار نجم المنتخب الفرنسي السابق رولان بلان على المستوى الفني دائما، وهو التعامل مع لاعبين نجوم وكبار ينشطون في نادي العاصمة الفرنسية، فبلان على حد زعم وسائل الإعلام لا يملك خبرة على الأقل في التعامل مع لاعبين من طينة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، هذا الأخير المعروف بمزاجه المتغيّر طوال الوقت، فهل سينجح بلان في فرض الانضباط ونهج عمله الصارم كما فعل سلفه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وهل سينجح قائد دفاعات منتخب «الديوك» السابق في رهان تحقيق ألقاب إضافية للنادي الباريسي والتي غابت عن خزائن الفريق لعدة سنوات، تساؤلات كثيرة لا تزال تطرحها وسائل الإعلام الفرنسية، وهي كلها تسير نحو رفع الضغط أكثر فأكثر على الرجل الملقب في فرنسا ب»الرئيس». رهان الفوز بالبطولة الفرنسيّة لا نقاش فيه بخصوص التحديات التي لا تقبل النقاش لا مع إدارة الفريق الباريسي ولا مع محبي وجماهير النادي، هو عدم خسارة درع البطولة الفرنسية من جديد خصوصا وأن الفريق وجد معالمه أخيرا في البطولة المحلية بانتهاج سياسة جديدة كان الفضل في إنجاحها المصادر المالية الوفيرة والتي أهلته لأول مرة بإحداث زوبعة على مستوى الأندية الفرنسية، بانتداب لاعبين كبار أمثال إزيكويل لافيتزي، تياغو موتا، زلاتان إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا، من جهة ثانية عودة نادي موناكو إلى حظيرة الكبار في الدوري الفرنسي، إذ رجحت الصحف الفرنسية أن صراعا جديدا ستشهده البطولة الفرنسية خصوصا مع اعتماد نادي إمارة موناكو نفس السياسة بانتهاجه هو الآخر سياسة النجوم بعد أن أعلن مسبقا دخوله سوق الانتقالات الحالية بقوة، والذي نجح فيها لحد الآن بانتداب أسماء لاعبين كبار يتقدمها الهداف الكولومبي رادميل فالكاو. قاد فرنسا للتتويج بكأس العالم ويملك شعبيّة كبيرة في بلاده لمن لا يعرف «الرجل الأبيض» لوران بلان فهو لاعب أفنى نصف عمره في تشريف العلم الفرنسي كمدافع وكقائد مثالي، حقق إنجازات رفقة «الديوك» ظلّ الفرنسيون ولا يزالون يشيدون بها إلى غاية اليوم، جعلته يملك منذ ذلك الوقت شعبية كبيرة في فرنسا، ومن هذه الإنجازات كأس العالم 1998 التي أقيمت على الأراضي الفرنسية وبطولة كأس أوروبا للأمم 2000 التي نظمت مناصفة على الأراضي البلجيكية والهولندية، بلان كان لاعبا محترفا نشط في العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة كان آخرها مانشستر يونايتد الإنجليزي وتحت قيادة مدربه الأسكتلندي السير ألكس فيرغسون، وشاءت الأقدار أن يختم بلان مسيرته كلاعب بالفوز بدرع «البريميرليغ» مع الشياطين الحمر موسم (2002-2003). ابن «آلي» وبدأ مسيرته في نادي مونبوليي لوران بلان الملقب عند الفرنسيين بال»رئيس» هو من مواليد ال19 من شهر نوفمبر من عام 1965 في مدينة «آلي»، بدأ بلان مسيرته الرياضية في نادي مونبوليي حيث وقع على أول عقد احترافي له في سنة 1983، نشط أولا في مركز وسط ميدان هجومي كما ساهم في صعود نادي مونبوليي إلى الدرجة الأولى موسم (1986-1987)، وبنصيحة من مدرب ناديه ميشيل ميزي آنذاك وافق بلان على التراجع للخلف واللعب في مركز «الليبرو» الذي يتناسب مع طوله البالغ 1.92 سم ووزنه البالغ 82 كلغ، استطاع بلان أن ينسجم مع أسلوب الكرة الفرنسية بتسجيله 12 هدفا في الموسم بسبب استغلال طوله الفارع في تسديدة الكرة برأسه وركلات الجزاء، هذا وحقق أول بطولة في مسيرته الاحترافية المتمثلة ببطولة كأس فرنسا موسم (1989-1990) بعد الفوز في المباراة النهائية على نادي باريس سان جيرمان( 2-1)، أين سجل بلان هدف الفوز لفريقه في الد103. انتقل لنابولي قبل أن يعود للتألّق مع أكسير بقيادة المدرب «غيرو» خوض تجربة جديدة وتغيير أجواء البطولة الفرنسية كان قرار رولان بلان مع بداية موسم 1991، أين توجه إلى إيطاليا للانضمام إلى نادي نابولي، وفي خلال موسمه الوحيد هناك استطاع بلان تسجيل ستة أهداف في 31 مشاركة رسمية مع فريقه الإيطالي، ليقرر بعدها العودة إلى بلاده والالتحاق بنادي نيم وفي سنة 1993 انتقل إلى نادي سانت إتيان، حيث استطاع من خلال هذين الناديين أن يصبح أحد أفضل المدافعين الفرنسيين في ذلك الوقت وأيضا برز في تسجيل الأهداف، حيث سجل لنادي سانت إيتيان 13 هدفا في موسم (1993-1994)، قبل أن يخطفه «غيرو» الذي استطاع أن يقنعه بالانتقال إلى نادي أوكسير سنة 1995 وعاد بلان سريعا إلى الملاعب وساهم في تحقيق نادي أوكسير لثنائية بطولة دوري الدرجة الأولى وكأس فرنسا موسم (1995-1996). انتقل لبرشلونة، عانى من إصابات كثيرة وفاز معه بلقب وحيد بدأ رولان بلان يجذب اهتمام عدة أندية أوروبة كبيرة بعدما أن قدم أداء عالي المستوى ومواسم استثنائية مع أكسير، ليكون نادي برشلونة الإسباني وجهته الجديدة عام 1996 ليكون ثاني تجربة احترافية له خارج فرنسا، وساهم بلان في تحقيق بطولة كأس السوبر بتغلبه على نادي أتليتيكو مدريد (6-4)، وفي مباراة الإياب تعرض بلان لإصابة أبعدته عن بداية الدوري ولكنه عاد سريعا ليشارك في مسابقة رابطة أبطال أوربا،غير أنه تعرض للإصابة مما أجبره على الغياب عن مباراة الداربي الشهيرة أمام نادي ريال مدريد والغياب أيضا عن المباراة النهائية لبطولة كأس أبطال الكؤوس الأوروبية أمام نادي باريس سان جيرمان، خلال موسمه الأول في نادي برشلونة المليء بالغياب إما بسبب الإصابة أو الإيقاف وقبل بداية بطولة كأس العالم بسنة كاملة قرر بلان الرحيل عن ملعب «كامب نو» مع نهاية موسم 1996-1997. عاد إلى فرنسا ليقود مرسيليا وخاض موسما مخيّبا رولاند كوربيس مدرب نادي مرسيليا الفرنسي عام 1997، نجح في إقناع رولان بلان بالعودة إلى فرنسا والانضمام إلى نادي الجنوب الفرنسي، ليصبح بلان قائد الفريق رغم افتقاده للثقة بالنفس، كما ساهم في احتلال مرسيليا المركز الرابع في البطولة بفضل أهدافه 11، الموسم الذي تلا بطولة كأس العالم كان ناجحا وسيئا بالنسبة لبلان ونادي مرسيليا في الوقت نفسه، حيث نجح في قيادة ناديه للمنافسة على لقب بطولة دوري الدرجة الأولى ولكنه في النهاية احتل المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن نادي بوردو المتوج بالبطولة كما أن بلان ساهم في تأهل نادي مرسيليا إلى المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي ولكنه خسر أمام بارما الإيطالي (0-3). لعب للإنتر ومانشستر قبل أن يقرّر اعتزل الكرة في سن ال35 بعد موسمين مع مرسيليا قرر بلان مغادرته متوجها إلى إنتر الإيطالي وتم اختياره كأفضل لاعب في النادي من قبل المشجعين موسم 1999/2000، هذا ومنذ سنة 1996 كان المدير الفني الأسكتلندي لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي السير أليكس فيرغسون يحاول التعاقد مع بلان ولكنه في كل مرة يفشل لعدة أسباب حتى نجح في هذا الأمر سنة 2001، على الرغم من أن عمره بلغ 35 سنة، في الأشهر الأولى كان أداء بلان دون المستوى المطلوب مما أدى إلى انتقاده بشدة، غير أنه استمر مع «الشياطين الحمر» وساهم في تتويجه ببطولة الدوري الممتاز موسم (2002/2003) ليعلن في نهايته عن اعتزاله لعب كرة القدم بشكل نهائي. تجربة تدريبيّة ناجحة مع بوردو الذي حقق معه ثلاث بطولات محليّة في الثامن من شهر جوان 2007 تم تعيين بلان مدربا لنادي بوردو خلفا للبرازيلي ريكاردو غوميز، وفي موسمه الأول استطاع بلان أن يقود نادي بوردو لاحتلال المركز الثاني في بطولة الدوري بفارق نقطتين على البطل نادي ليون، ونتيجة لذلك تم اختياره كأفضل مدرب عن ذلك الموسم، وفي موسمه الثاني حقق النجاح من بابه الواسع بالتتويج بثلاث بطولات محلية وهي كأس الأبطال الفرنسية ثم كأس الدوري الفرنسي ثم بطولة دوري الدرجة الأولى متفوقا على نادي مرسيليا بفارق ثلاث نقاط، على الرغم من هذه البطولات إلا أن بلان خسر لقب مدرب الموسم لصالح البلجيكي إريك غيريتس من نادي مرسيليا، ليعين بعدها مدربا للمنتخب الفرنسي بعد خروج فرنسا من الدور الأول لكأس العالم 2010، غير أنه انسحب في 2012 بسبب تراجع مستوى كتيبة «الديوك» في بطولة كأس أوروبا للأمم.