يتحدث الدولي المغربي السابق بادو الزاكي مدرب الكوكب المراكشي حاليا في حوار خص به «الخبر الرياضي» عن مواجهة المنتخب المغربي لنظيره الجزائري والمرتقبة يوم الرابع من شهر جوان القادم، كما يدافع عن اختيار الجامعة المغربية لكرة القدم إجراء الداربي المغاربي بملعب مراكش الكبير، كما يتحدث عن عديد القضايا التي تخص المجموعة الرابعة المؤهلة لكأس إفريقيا2012 المزمع إجراؤها مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية. أوّلا، أهلا بك سيد بادو الزاكي، مع جريدة الخبر الرياضي من الجزائر، نريد أن نتحدث معك عن مواجهة الخضر وأسود الأطلس تفضّل أنا تحت التصرف، ومرحبا بكم وبالأشقاء في بلد المليون ونصف المليون شهيد. عكست الجامعة الملكية كل التوقعات وبرمجت الداربي المغاربي المنتظر بمدينة مراكش، كتقني ومدرب سابق للأسود، كيف تعلق على الأمر؟ أعتقد أن أمر الملعب الذي سيحتضن هذه المواجهة نال قدرا كبيرا من الاهتمام غير المبرر في نظري، وأرى أن اختيار هيئة الفهري اختيار عادي بمنح مدينة مراكش وملعبها الجديد شرف احتضان هذا الموعد المغاربي، الذي ورغم خصوصيته وحاجة المنتخبين لنقاطه فإنه يبقى موعدا لالتقاء الأشقاء. لكن هذا الاختيار اعتبر غير بريء كونه خالف إرادة المدرب البلجيكي غيريتس وجاء بعد أيام عن التفجير الذي طال هذه المدينة السياحية، ما اعتبره البعض محاولة لتلميع صورة مراكش وفقط؟ أنا لا أوافق هذا الطرح، وأعتبره خيارا عاديا، كون كل ملاعب المملكة لها الحق في استضافة أسود الأطلس، ومحبو المنتخب المغربي لهم الحق في رؤية نجومهم عن قرب، أما بخصوص تفضيل غيريتس لمدينة الدارالبيضاء لاحتضان هذا اللقاء، فحسب رأيي وتجربتي المتواضعة فيغريتس أو حتى عبد الحق بن شيخة، لا يهمهما سوى أرضية الميدان الجيدة، لأن كل تقني ما يهمه سوى مسرح المواجهة، فالأرضية الجيدة تسهل على كل مدرب تطوير أسلوب لعبه والنهج التكتيكي الذي سيتبناه، وهو الأمر المتوفر بالملعب الجديد لمراكش كون أرضيته تعتبر الأحسن من بين كل ملاعب المملكة. كأنك تنتقد خيار غيريتس الذي أعجب بأجواء الداربي بين الرجاء والوداد،ويريد أن يواجه المنتخب الجزائري في نفس ظروف تلك القمة المحلية؟ يضحك .. . مواجهة مطلع شهر جوان القادم ستكون أمام منتخب صنع أنصاره أجواء رائعة في أم درمان، وتنقلهم كان الأكبر في إفريقيا، التي لم تتعود بعد على مرافقة 20 ألف مناصر أو أكثر مع منتخبها، أتذكر أن الجزائريين واجهوا المنتخب المصري وخطفوا منه تأشيرة المونديال في نفس أجواء ملعب تشاكر بالبليدة رغم أن المقابلة لعبت بأم درمان البعيد بأكثر من عشرة آلاف كيلومتر عن الجزائر، لهذا أقول لغيريتس أن جمهور الدارالبيضاء لا يناصر زملاء حسين خرجة بمركب محمد الخامس فقط، والجمهور الذي سيملأ مدرجات الملعب الجديد لمراكش سيكون موزايك من كل مدن المملكة. بما أنك خضت لقاءات عدة أمام الجزائريين، وتفوّقت عليهم بتونس، كمدرب كيف تصف لنا الأجواء التي سبق وعشتها؟ من وصف مواجهة الجزائر والمغرب بالداربي المغاربي الأكبر أو قمة شمال إفريقيا لم يخطئ... شخصيا سنحت لي الفرصة لمواجهة الجزائريين منذ 1979 سواء بالمغرب، الجزائر وحتى بالهند عندما شاركنا في دورة الرئيس نيهرو، ودائما ما كانت تتسم بالتنافس الكبير والاندفاع البدني ، لكنها لم يسبق أن خرجت عن إطارها الرياضي، وأظن أن أي لاعب سواء مغربيا أو جزائريا تسنح له المشاركة ولو في مواجهة واحدة، سيكتشف طعما آخر للتنافس الكروي، وحسب رأيي فإن لعب داربي الجزائر والمغرب يثري السيرة الذاتية للاعب. وما هي أحسن ذكرى تبقى تحتفظ بها من مواجهة الجزائريين؟ أعتقد أن تفوّقي على الخضر سنة 2004 بتونس الأحسن في حياتي رغم أنه سبق لي التفوق على الجزائريين كلاعب، أتذكر تلك المواجهة والأجواء الرائعة التي صنعها جمهور المنتخبين وخاصة الجزائريين، كما أن سيناريو المقابلة كان مجنونا، بعد أن كانت الجزائر الأقرب للتأهل قبل 30 ثانية من النهاية التي حملت أحسن مفاجأة لي ولأشبالي، الذين تمكنت من قيادتهم إلى النهائي لثاني مرة في التاريخ وبعد 28 سنة عن آخر نهائي لعبه منتخب المغرب في دورة 1976. قبل أقل من شهر عن هذه المواجهة ، كيف ترى هذا اللقاء؟ كما قلت سابقا... مواجهات الجزائر والمغرب تملك خاصية تميزها عن باقي المواجهات المحلية، وأراها جد صعبة على الطرفين المطالبين بتحقيق نتيجة إيجابية لضمان التواجد بالنسخة النهائية لكأس إفريقيا 2012، وأظن أنها ستكون أصعب على الجانب المغربي .. نقاطعه ولماذا المنتخب المغربي؟ في مواجهة الذهاب التي جرت بمدينة عنابة، غيريتس وأشباله لم يحسنوا الاستثمار في ضعف المنتخب الجزائري، الذي ربما أنهكته الغيابات الكثيرة لعدد من الركائز، فالجزائر واجهت المغرب بأضعف منتخب في تاريخها، لأنني وعلى مدار مشواري كلاعب ومدرب، لم أر وجها ضعيفا للجزائريين كذلك الذي شاهدته شهر مارس، لذا أعتقد أن غيريتس سيكون أمام مأمورية جد صعبةن لأن الانهزام في عنابة منح للجزائريين جرعة أوكسجين بعد التعثرين الأوليين، وسيكون أكثر ثقة بالمقارنة مع اللقاء الماضي، كما لا يجب أن نغفل الدعم الذي سيستفيد منه الخضر بعودة لاعبيهم المصابين على غرار مطمور، قادير وزياني، هذا الأخير الذي أعتبره مايسترو حقيقيا. وكيف تتوقع سيناريو هذا اللقاء؟ من دون شك، سيكون مغايرا بعض الشيء للقاء الذهاب الذي تميز بالاندفاع البدني وكان لقاء بدنيا أكثر منه فنيا، وأتوقع أن يكون مفتوحا بعض الشيء لأن منتخبنا المغربي مطالب بصنع اللعب وأخذ مساحات كبيرة فوق أرضية الميدان، إذا أراد التسجيل وضمان بقاء النقاط الثلاث في جعبته، ومن الجانب الجزائري فإن بن شيخة سيحاول تضييق الخناق على زملاء تاعرابت والاعتماد على الهجمات المعاكسة التي ستكون سلاح الجزائريين في هذه المواجهة. ما هو تكهنك بالنتيجة؟ التكهن في مثل هذه الداربيات أمر صعب للغاية، لكنني أرى النتيجة أقرب إلى التعادل رغم إيماني أن المنتخب الجزائري قادر على قلب الطاولة بمراكش والظفر بنقاط المقابلة. وما هو الشيء الذي جعلك مؤمنا بقدرة الجزائريين على إحداث المفاجأة رغم أنك وصفت منتخبنا بالضعيف؟ ضعف المنتخب الجزائري في عنابة كان واضحا، لكن أظن أن عوامل كثيرة ساهمت في أدائهم، منها تعثرا تنزانيا وإفريقيا الوسطى وما خلفاه من أثر سلبي على نفسية اللاعبين، ضغط المقابلة والغيابات الكثيرة، لكن الآن ومع زوال هذه المعيقات أرى أن بن شيخة وأشباله قادرون على قلب الطاولة على منتخبنا، وأتوقع تألق الثنائي كريم مطمور و كريم زياني اللذين سيعطيان بعودتهما أفضل الحلول للمدرب بن شيخة. كلمة أخيرة... أتمنى أن تجري المواجهة في ظروف حسنة، ويستمتع الجمهور الذي سيحضر المواجهة بفنيات خيرة لاعبي الجزائر والمغرب، وبالنسبة لي لا يهم الفائز لأني أشجع المنتخبين، وأظن أن وصولهما معا إلى نهائيات غينيا الإستوائية والغابون رغم صعوبته يبقى أحسن سيناريو لنا كمغاربة.