إن كل من تتبع مباراة الخضر في بوركينافاسو بقي مذهولا أمام تصرفات الحكم الزامبي سيكازوي رفقة مساعده الموزمبيقي اللذين حسما الفوز لصالح الجياد بضربة جزاء خيالية و استفزازات بالجملة ضد لاعبينا، مما جعل كل «الخبراء» في عالم التحكيم والبزنسة الكروية يجزمون بأن الثنائي لم يكن محايدا ولم يقم بعمله بشكل نزيه، بقدر ما كان يريد هزم الخضر بأي طريقة كانت.. وقد سألني أحد العارفين بكواليس التحكيم الإفريقي قائلا :» أنتم في الجزائر لديكم شخص اسمه روراوة في الكاف وزنه من ذهب وكلمته من نار، فكيف لمثل هؤلاء الحكام أن يتصرفوا بهذا الشكل ضد الجزائر؟». إنه سؤال وجيه طرحه ملايين الجزائريين الذين كانوا يظنون بأن تعيين الزامبي سيكازوي ومساعديه من جنسيتين أنغولية وموزمبيقية سيكون في صالحنا ولن يخذلنا، بمعنى أنه إذا لم يساهم التحكيم في فوزنا، فإنه سيمنحنا على الأقل حقنا ولا يظلمنا، وهو المفهوم الشائع في أروقة التحكيم الإفريقي الذي يؤكد بأن كل الحكام يطلبون المال من الجميع، ليس من أجل ترجيح الكفة لصالحهم فقط، بل حتى من أجل إدارة المباريات بنزاهة، و من لا يدفع «الجزية» فإنه معرض لخطر الصافرات. ومن لا يعرف الحكم سيكازوي فإن المصريين يعرفونه تمام المعرفة، فهو من «أبناء» رئيس الاتحادية الزامبية كالوشا بواليا ومن أقرب مقربيه، ولم تعارض الجزائر تعيينه من باب أن كالوشا يكون قد ضمن في نزاهة سيكازوي وهو ما جعل مسؤولي الاتحاد الجزائري يرحبون بالتعيين، لكن ما شاهدناه في لقاء واغادوغو كشف بأن السيد سيكازوي جاء في مهمة رفقة مساعده الموزمبيقي، وبالتالي فإن كالوشا بواليا لم يف بوعده مرة ثانية وضربنا بطعنة خنجر في الظهر، حيث يتذكر الكل ما وقع في تصفيات مونديال 2010 عندما سهل الزامبيون مهمة مصر في لقاء العودة بزامبيا حتى يستعيد أشبال شحاتة فارق النقاط الذي كان يفصلهم عن تشكيلة سعدان، حينها تحركت أطراف جزائرية لتحفيز الزامبيين للعب بنزاهة وفعل المدرب الفرنسي إيرفي رونار المستحيل لهزم مصر، لكن كالوشا بواليا كان له رأي آخر، ورضخ للشكارة المصرية قبل أن يتنقل الزامبيون محفزين من القاهرة لفرملتنا في البليدة ضمن مخطط مصري رهيب انتهى بهدف صايفي لإنقاذ الخضر من التعثر في آخر لحظة ، و نفس السيناريو حدث للخضر في واغادوغو، حيث يد كالوشا بواليا في الهزيمة بارزة بوضوح . ويسأل الكثير عن مكانة رئيس الاتحاد البوركينابي في الكاف ، و الإجابة بسيطة، تتمثل في أن سانغاري عقيد في الجيش ويترأس الاتحاد المحلي منذ سنتين فقط، لكن حرب الكواليس في التحكيم الإفريقي لا تتعامل فقط بمنطق وزن الرؤساء بل بقوة المال وفعالية التحركات وكيفية صب المبالغ في أرصدة الحكام عبر أقاربهم و في الوقت المناسب . هذا في الحقيقة جزء بسيط من السيناريو الذي حبك ضدنا ، لكن في لقاء العودة سوف لن تبقى الجزائر مكتوفة الأيدي.