خرج الدولي الجزائري السابق «عنتر يحيى» مدافع نادي الترجي الرياضي التونسي عن صمته، وأدلى بتصريح لجريدة «التونسية» الذائعة الصيت في الجارة الشرقية أمس، تحدث فيه عن حظوظ المنتخب الوطني الجزائري وشقيقه التونسي في التأهل إلى مونديال البرازيل عام 2014. وأكد صانع ملحمة أم درمان بأن العديد من الصحفيين التونسيين أصبحوا الآن بمثابة سماسرة من خلال الترويج في كل مرة إلى إمكانية تسريحه من فريق «الدم والذهب» خلال الميركاتو الشتوي، خصوصاً عقب إقصاء «الترجي» من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا على يد أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي. مشيرا إلى أن الجزائري الآخر وزميله في الفريق يوسف بلايلي لديه موهبة كبيرة إلا أن عدم استدعائه ل «الخضر» يبقى ضمن خيارات المدرب «وحيد حاليلوزيتش»، التي لابد من احترامها لأنه المسؤول الأول على العارضة الفنية. بداية دعنا نطمئن عن حالك؟ أنا على أحسن ما يرام وأتدرب بانتظام بعد عودتي من الإصابة وأعمل على استعادة مكاني كأساسي في التشكيلة، صحيح أنني عشت أوقات عصيبة للغاية بعد الانسحاب المر من مسابقة رابطة الأبطال، ولكن تلك هي أحكام الكرة وكما نسعد بالفوز علينا التعلم من الهزيمة، أعلم جيداً ماذا يعنيه الانسحاب من رابطة الأبطال بالنسبة لجماهيرنا الغالية، ولكن لا يجب أن يستغل البعض هذه الفرصة للقدح في اللاعبين والتشكيك في إمكانياتهم وحقيقة يؤلمني أن يتحول اللاعب في البلدان العربية بين عشية وضحاها من معشوق للجماهير إلى أسوأ لاعب في التاريخ، ولكنني تعودت على هذا الوضع واكتسبت مناعة من هذه التصرفات. بعد الانسحاب، كثر الحديث عن قرب نهاية علاقتك بالترجي وتحدث البعض عن فسخ عقدك في الأيام القادمة، أين الحقيقة من كل هذا؟ قلت أنني والحمد للمولى، اكتسبت طوال مسيرتي الكروية خبرة كبيرة تجعلني قويا وأكبر من أن تؤثر في مثل هذه الشائعات التي لا أدري ماذا سيجني منها أصحابها، فهنا في تونس للأسف لا يكتفي بعض الصحفيين بلعب دورهم الأساسي وهو نقل المعلومة بعيدا عن كل الخلفيات بل صار السواد الأعظم منهم يمتهن «السمسرة» والمتاجرة حتى ولو كان ذلك بهتك أعراض الناس. شخصيا ليس لي الوقت لأرد على مثل هذه التفاهات ولكن فقط أقول لهؤلاء اتقوا الله واحترموا قليلا قيم ومبادئ مهنتكم النبيلة. ولكنك لم تجبني عن سؤالي؟ أستغرب حقيقة أن يقع الحديث عن مستقبلي مع الفريق والحال أنني مازلت مرتبطا مع الفريق بعقد إلى غاية نهاية جوان القادم، مسألة بقائي أو مغادرتي للترجي هي مسألة شخصية بالأساس خاصة بيني وبين مسؤولي الترجي، فعندما قدمت للترجي تحدثت كلام رجال مع الرئيس «حمدي المدب» الذي أكن له احتراما كبيرا تماما كما هو الحال مع بقية المسؤولين في الترجي وعندما يأتي الوقت للحديث عن العقد فإنني سأجلس مع الرئيس وسنتفق على كل الأمور. يعني هذا أنك لم تتحدث بعد إلى حمدي المدب؟ الوقت مازال مبكرا وأنا مهتم الآن بالتمارين ولاشيء غير ذلك وكما قلت في الوقت المناسب سنحسم الأمور، مسألة تجديد العقد هي مسألة تهمني وتهم مسؤولي الترجي، فإن كان لهم الحق في التقييم وتحديد احتياجاتهم فأنا كذلك يحق لي أن أقيّم مسيرتي وتجربتي مع الفريق وبعدها نتخذ القرار الذي يخدم مصلحة الطرفين. يوسف بلايلي لم يسلم بدوره من التشكيك، فهل هي حملة موجهة؟ حملة …لا، ولكن هي عادة سيئة لدى الصحفيين العرب بصفة عامة ، فمع الخيّبات ينهال الكل بسياط النقد على اللاعبين الأجانب لأنهم الحلقة الأضعف ولأنهم شماعة يعلق عليها الكل خيباتهم وفي الترجي الآن، النقد اقتصر على شخصي المتواضع ويوسف بلايلي ويانيك نيانغ وهاريسون أفول. وهذا مؤسف ومؤلم حقيقة، فالجميع يتحمّل مسؤولية الخيّبة ولكن ماذا نفعل هذا منطقنا نحن العرب وشخصيا لا يقلقني هذا الوضع لأنني أعرف من أكون ولدي ثقة كبيرة في إمكانياتي التي سعيت منذ وصولي للترجي إلى توظيفها خدمة للفريق وشخصيا أعتقد أنني قمت بواجبي وسأواصل على نفس المنوال . هل ندمت على التحاقك بالترجي؟ قطعا لا، فالترجي رقم صعب في الكرة الإفريقية ويتشرف كل لاعب بالانتماء إليه. لقد استغرب الكثير من أصدقائي من تركي للبطولة الألمانية وتحولي للترجي ولكنني لم أعر ذلك اهتماما كبيرا لأنني كنت أود الفوز بلقب رابطة الأبطال الإفريقية، ولكنني خسرت رهاني الشخصي وهو ما أحزنني كثيرا ولكنها كرة القدم وعلينا تقبل منطقها لأنها ليست بالعلوم الدقيقة. أنا مرتاح في تونس وأحظى باحترام مسؤولي الترجي وأحبائه وهذا هو المهم. كيف يقيّم يحيى أداء اللاعبين الجزائريين في تونس؟ أعتقد أن سفراء الجزائر في تونس نجحوا مع فرقهم وهذا بشهادة الجميع، فجابو يصنع ربيع الإفريقي وبونجاح متألق مع النجم وبلايلي لاعب فنان وموهبة حقيقية وعليه أن يتعلم ويكسب الخبرة و يدرك أن الجماهير التي صفقت له طويلا ستنتقده في أحيان أخرى أما عنتر فالحكم على مردوده يبقى للجماهير والمحللين وليس لأشباه الصحفيين. وماذا عن حظوظ تونسوالجزائر في «باراج» المونديال؟ أعتقد أن حظوظهما وافرة لبلوغ المونديال فتونس قدمت مباراة كبيرة ضد الكاميرون وبإمكانها الفوز هناك في ياوندي ونفس الشيء للجزائر التي أربكت بوركينا فاسو على ميدانها ونحن نملك كل ممهدات الفوز في الجزائر وإن شاء المولى سنذهب بمعية تونس إلى البرازيل. مدرب الجزائر «حاليلوزيتش» لا يعترف كثيرا ببطولة تونس وهو ما جعله يستبعد بلايلي من التشكيلة ولم يشرك جابو كثيرا في اللعب مع المنتخب، هل من تعليق؟ هذه فلسفة المدرب واختياراته ولسنا مخولين لمناقشتها بل علينا احترامها فالأرقام تخدم مصلحة حاليلوزيتش وبالتالي ليس من الممكن الاعتراض على قراراته والأكيد أن بلايلي سيكون آجلا أم عاجلا في المنتخب الجزائري. وماذا عن عنتر؟ عنتر يستمتع الآن بمتابعة محاربي الصحراء وسيظل دوما مشجعا وفيا للجزائر التي تزخر بالمواهب الكروية والتي تبقى مطالبة بتشريف البلاد في كبرى التظاهرات العالمية والقارية أما الاختيارات فلا يمكنني الحديث عنها. بخوش أمين محمد نقلا عن جريدة «التونسية»