كشف المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش في حواره لقناة فرانس 24 أمس عن جزء هام من حقيقة الخلاف القائم بينه وبين الاتحاد الجزائري، حيث رفع البوسني النقاب عن حيثيات مهمة تؤكد الطرح القائم حول وجود خلافات جوهرية غير معلنة بينه وبين الرئيس محمد روراوة. وإذا كان «الكوتش وحيد» أكد على حسن علاقته بالرئيس فإنه وبالمقابل صرح بأنه «ليس كبشا كي يقول دوما نعم» وأنه «يختلف مع الرئيس في عدة أمور» رفض الخوض فيها. ولعل تصريح البوسني للخبر الرياضي من مرتفعات الألب، قبل يومين بأنه لم يرفض مواجهة نجوم البرتغال بل رفض مكان إجراء اللقاء ويفضل إسبانيا ولشبونة على ملعب جنيف بسويسرا، جعل الكثير من المتتبعين يجزمون بأن أطرافا تريد مسح الموس في المدرب بإيعاز من أشخاص نافذين في المنتخب تحرك الآلة الإعلامية الجزائرية، لتأتي خرجة حاليلوزيتش في فرانس 24 وتقدم مصداقية إضافية لهذا الطرح، من باب أن المدرب والرئيس ليسا على نفس الإيقاع منذ أسابيع. و لأن الرئيس محمد روراوة متهم منذ 2001 باستهلاكه المفرط للمدربين بداية من تنحية ماجر إلى رحيل سعدان وبعده بن شيخة، فإن كلام حاليلوزيتش يوحي بأن أشياء ما حدثت بين الرجلين، غير أن الحملة المنظمة ضد المدرب في الأسابيع الأخيرة جعلت الكل يتساءل عن الغرض منها، خاصة وأنها تصب كلها في خانة تسويد صورة البوسني قبل ستة أشهر من انطلاق المونديال ونهاية عقده. دون شك لمح «الكوتش وحيد» عن مغادرته للخضر بعد عرس البرازيل بعدما صرح لفرانس 24 بأنه: «اضطر لجلب تاسفاوت لأنه لا يوجد مدرب أجنبي يقبل بعقد لستة أشهر» ، مما يعني ذلك أن البوسني نفسه لن يبقى على رأس العارضة الفنية للمنتخب بعد هذه المدة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ضمن هذا السياق، لماذا احتفظ روراوة بحاليلوزيتش بعد نكسة جنوب إفريقيا، وهو غير مقتنع به الآن؟ وهل سنعيش نفس سيناريو سعدان في 2010 مع وحيد في 2014 ؟ ويتذكر الجميع الحملة المسعورة التي تعرض لها سعدان قبيل وبعد كأس إفريقيا في أنغولا ، ومحاولة دفعه للرحيل قبل مونديال جنوب إفريقيا ثم استخدام أبواق إعلامية لتسويد صورته بعد كأس العالم، فحدث الذي حدث وضيعت الجزائر موعد كأس إفريقيا 2012 . ومن ينسى مفعول آلة الدمار الشامل التي التهمت سعدان وبن شيخة وآيت جودي ونوبيلو وغيرهم، حيث الظاهر أن الدور قد حان لتأكل رأس البوسني وحيد حاليلوزيتش.