من نصدق رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة أم المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش؟ الأول نزل ضيفا على قناة فضائية فتية وبالصوت والصورة صرح بأن العقد الذي أبرمه المدرب البوسني مع الفاف يحتم عليه تأهيل الخضر إلى الدور الثاني من المونديال، وأضاف رئيس الفاف بأنه أمهل المدرب حتى نهاية جانفي للحصول على رد منه بخصوص تمديد عقده إلى غاية «كان 2015 » أو إعلان رحيله بعد العرس العالمي. لم يمر على كلام الرئيس في قناة المقاول حداد، أكثر من 15 ساعة ليأتي الرد السريع من البوسني ، وهذه المرة على أثير الإذاعة الوطنية عبر الهاتف المحمول لكن بالصوت فقط ، حيث نفى حاليلوزيتش كل ما قاله الرئيس في سهرة الخميس قائلا : «لست ملزما بتأهيل الخضر إلى الدور الثاني ولم يمنحني أي شخص مهلة للتفكير في أمر بقائي أو رحيلي، ولن أقدم الرد قبل نهاية المونديال». بالمختصر الحرب الباردة التي كانت سائدة بين الرجلين منذ قرعة المونديال في «ساووبي» البرازيلية تحولت إلى حرب حقيقية بواسطة وسائل الإعلام الثقيلة ، وما كان يصفه الكثير بكلام جرائد وتخمينات صحفيين أصبح حقيقة لا غبار عليها، يتفرج عليها ويسمعها ملايين الجزائريين. ومن يظن أن الخلاف بين الرئيس والمدرب هو خلاف بسيط حول حيثيات فنية وأخرى تخص مكان المعسكر أو مباراة ودية أو قضية مساعد وأجرة يجب رفعها فهو ساذج ، لأن روراوة الذي تحدى كل الجزائر و أبقى على حاليلوزيتش بعد نكسة كأس إفريقيا الفارطة و ظل يدافع عن خياره هذا لم يقلب الطاولة على التقني البوسني بمجرد كلام في قناة أو تصريحات غير مفهومة أو تم تأويلها خطأ، القضية تبدو أعمق بكثير وأسرارها لم تظهر إلى العلن بعد. لذلك فإن لعبة القط والفأر بين الرجلين والتي ظلت مستمرة لشهرين أو أكثر ، سجل فيها أمس البوسني نقاطا في صالحه بعدما أسقط مزاعم الرئيس، في انتظار كشف الفاف لنسخة العقد الرسمي بين الطرفين، وقد تستمر الأمور على هذا الإيقاع الساخن ،حيث كل شخص يترصد الآخر في المنعرج، والخاسر الأكبر لن يكون سوى المنتخب الوطني، لأنه لا المدرب أصبح قادرا على العمل لصالح الخضر بنية خالصة، ولا الرئيس يثق في مدربه الذي أهله إلى المونديال، ولم يتردد في النيل منه عبر «الأبواق» الإعلامية.