بعد أن اتضحت الرؤيا وتقرّر بقاء حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية بعد مرور عاصفة الانتقادات عليه بسلام، بدأ الحديث عن البرنامج التحضيري الذي ينوي «الكوتش» وحيد تجسيده قصد الاستعداد الأمثل لمونديال الصيف القادم، وهو البرنامج الذي يثر مخاوف الأخصائيّين بعد أن تسربت مسودته، البرنامج الذي يريد «حاليلو» تنفيذه بداية من منتصف شهر ماي قد تكون عواقبه وخيمة على أداء رفقاء بوقرة في المونديال. البوسني سيجمع لاعبيه بسيدي موسى 15 يوما في ماي المقبل بداية البرنامج الذي ينوي الناخب الوطني الشروع في تطبيقه مع لاعبيه سيكون في منتصف شهر ماي، أين سيكون جميع اللاعبين على موعد مع الالتحاق بالجزائر وبالضبط في مركز تحضير المنتخبات بسيدي موسى الذي سيكون محطة لتجميع اللاعبين قبل الشروع في الأمور الجدية وهو التاريخ الذي سيستغله «الكوتش» وحيد للحديث مع لاعبيه وإعلامهم ببرنامج التحضير وتواريخ اللقاءات الودية وكذلك موعد التوجه إلى ساو باولو مقر إقامة الخضر في البرازيل. الهدف إجراء الفحوصات والتّحاليل التي تطلبها «الفيفا» تجميع اللاعبين في الخامس عشر من شهر ماي هدفه القيام بالإجراءات الروتينية التي تطلبها الاتحادية الدولية للعبة من كل منتخب مشارك في كأس العالم وهي الفحوصات والتحاليل الطبية للاعبين المعنيين بالتواجد في النهائيات والتي يجب أن ترسل إلى هيئة بلاتير قبل انقضاء شهر ماي، لهذا قررت «الفاف» تجميع اللاعبين في التاريخ المذكور لكي تنهي هذه الأمور الضرورية سريعا وفتح المجال بعدها للطاقم الفني للشروع في تطبيق برنامجه الإعدادي. …ثم تحضير اللاعبين بدنيّا ولعب لقاء وديّ يوم 31 ماي بتشاكر بعد الانتهاء من التحاليل والفحوصات الطبية، سيشرع اللاعبين رفقة الطاقم الفني في العمل البدني الذي سيخصص له النصيب الأكبر أو ما يسمى بالتجديد البدني عند أهل الاختصاص، خاصة بالنسبة للاعبين الذين لم يلعبوا كثيرا مع نواديهم ويعانون من نقص حجم المنافسة وهو البرنامج الذي لن يخضع له اللاعبون الأكثر مشاركة مع نواديهم قبل أن يشرع الطاقم الفني في التحضير التكتيكي للقاء الودي المزمع إجراؤه نهاية شهر ماي في ملعب تشاكر بالبليدة. التربّص الثاني من الفاتح جوان إلى 4 منه بجنوب إسبانيا ولقاء وديّ نهاية التربص الأول الذي سيدوم 15 يوما إضافة إلى لعب لقاء ودي لا يعني أن اللاعبين سيستفيدون من أيام للراحة، بل سيتجهون مباشرة إلى جنوب إسبانيا للدخول في تربص جديد ينطلق من الفاتح جوان وإلى غاية الرابع منه مع لعب لقاء ودي آخر في نفس المكان مع منتخب لم يحدد بعد حسب البرنامج الذي يريد الناخب الوطني تجسيده لتحضير الخضر لنهائيات المونديال حسب ما أكدته مصادر جد مقربة من الطاقم الفني وهو ما يعني أن التربصين سيبلغان حوالي 20 يوما دون انقطاع مع تغيير المكان فقط. السفر يوم 5 جوان إلى البرازيل مغامرة كبيرة لأن أول لقاء سيلعب في ال17 من نفس الشهر حسب البرنامج دائما فقد برمج الناخب الوطني تاريخ التوجه إلى البرازيل وبالضبط إلى مدينة ساو باولو التي اختارتها «الفاف» لإقامة الخضر يوم 5 جوان وهو التاريخ الذي زاد من مخاوف الأخصائيين الذين يعرفون جيدا أن طول التربصات دون انقطاع يؤثر سلبيا على اللاعبين من الناحية المعنوية وإمكانية حدوث مشاكل وخلافات داخل المجموعة ورادة جدا، سواء بين اللاعبين أنفسهم أو بين أطقم المنتخب بالنظر إلى طول الإقامة في البرازيل إذا كنا ندرك مسبقا أن أول لقاء أمام بلجيكا سيكون بتاريخ 17 جوان وهي مغامرة غير محمودة العواقب. بقاء اللاعبين في وتيرة التربّصات من 15 ماي إلى غاية 17 جوان أي أكثر من شهر خطر ما يجب على الناخب الوطني أن يعرفه وحسب حديثنا للعديد من الأخصائيين في التحضيرات وحتى المدربين الكبار المتابعين للعديد من الدورات في طريقة تحضير هذا النوع هو أن إبقاء اللاعبين في جو التربصات لأكثر من شهر دون انقطاع له عواقب نفسية جد وخيمة على اللاعبين الذين قضوا موسما كاملا وهم داخل عالم كرة القدم، كما أن نهاية الموسم عادة ما تكون شاقة ويحتاج فيها اللاعبون للراحة والاقتراب من العائلة وهو ما سيحرمون منه هذه المرة مع كثافة العمل الذي يريد البوسني تجسيده قبل المونديال. نفس الأخطاء التي ارتكبها البوسني مع كوت ديفوار في كان 2010 ثم مع الخضر في كان 2013 يعيدها في مونديال 2014 بالعودة قليلا إلى الوراء وقبل أربع سنوات من هذا التاريخ نجد أن حاليلوزيتش لا يغيّر برنامجه التحضيري للدورات المغلقة وعادة ما يرتكب نفس الأخطاء التي تكلف غاليا إلا أنه لا يعتبر منها ويبحث عن مكمن الخطأ بل يصر على إعادة نفس الأخطاء أو ربما لا يتقن إلا برنامجا واحدا، فما وقع له مع كوت ديفوار في أنغولا 2010 ثم مع الجزائر في جنوب إفريقيا أين كان الخضر أول الواصلين إلى بلد الراحل مانديلا قبل أن يكونوا أول المغادرين ويبدو أن «حاليلو» يسير إلى اعتماد نفس البرنامج في مونديال البرازيل. البوسني يقول بأنه يريد العمل مطوّلا مع لاعبيه لربح الوقت رغبة البوسني في إبقاء لاعبيه بالقرب منه لأكثر من شهر يبررها بربح الوقت والاستفادة أكثر من العمل معهم بما أن تواريخ «الفيفا» طيلة الأشهر التي تسبق انطلاق المونديال لا تتيح له الوقت الكافي للعمل أكثر مع المجموعة ويريد الاستفادة من فترة التحضير كما ينبغي، غير أن ما يعاب على «حاليلو» حسب المدير الفني السابق لعروم أنه يفتقد لمنهجية في التدريب وخاصة في التربصات الطويلة، الأمر الذي قد ينقلب عكس ما يتمناه البوسني ولا يجني الفائدة المرجوة منه، لأن اللاعبين في نهاية الموسم في حاجة للاسترجاع البدني والبسيكولوجي والابتعاد عن كرة القدم ولو مؤقتا. من الأحسن تسريح اللاعبين بين كل تربّص وتأخير التنقل إلى البرازيل في ظل التخوفات التي تسود الأخصائيين في التحضير من البرنامج الذي يريد «حاليلو» تجسيده، ينصح العديد منهم بضرورة تسريح اللاعبين بين كل تربص من أجل التوجه إلى عائلاتهم والابتعاد قليلا عن ريتم كرة القدم والتدريبات والحياة داخل مقر التربص، بالإضافة لتأخير السفر إلى البرازيل حتى 7 أو 8 جوان أو إقامة تربص قصير في أمريكا مثلما تفعله بقية المنتخبات أو بشمال البرازيل قبل التوجه إلى مقر إقامة الخضر بساو باولو وذلك لتفادي الملل الذي قد يسترب إلى اللاعبين من جراء طول الإقامة في مكان واحد. الاجتماع المبرمج بين «حاليلو»، زفزاف وصادي نهاية الشهر سيحدّد كل شيء دون أدنى شك فإن الاجتماع المزمع انعقاده نهاية الشهر بين رئيس «الفاف» ونائبه جهيد زفزاف والمكلف بالمنتخبات الوطنية وليد صادي سيخرج بالعديد من القرارات النهائية التي تخص البرنامج التحضيري للخضر للدخول بأكثر جاهزية لمونديال البرازيل وهو الاجتماع الذي سيحدد أمكنة تربص رفقاء تايدر وتاريخ التوجه إلى البرازيل.