ينتظر ريال مدريد أن يحل ضيفاً على شالكه في 26 من الشهر الجاري في ذهاب دور الستة عشر من بطولة دوري الأبطال، قرعة عندما عرفناها اعتقدنا أن الريال في نزهة لأن حال شالكه آنذاك كان مخزياً من الناحية الدفاعية والتكتيكية والنتائج والترتيب المحلي، لكن ولأن المباريات يتم لعبها في الحاضر وليس في الماضي فإن شبح صعوبة يلوح بالأفق المدريدي هذه الأيام. في أخر 7 مباريات رسمية خاضها شالكه استطاع الفوز بستة مباريات وتعادل في واحدة فقط خارج ملعبه، ويوم أمس كانت النتيجة الأبرز بالفوز خارج ملعبه 2-1 على باير ليفركوزن، وبهذه النتائج الإيجابية قفز شالكه إلى المركز الرابع برصيد 40 نقطة وبفارق 3 نقاط عن المركز الثاني حيث يمكث ليفركوزن ذاته. على صعيد القيادة الفنية فإن شالكه ربح رهان الإبقاء على مدربه ينز كيلر رغم المطالبات الكثيرة للغاية برحيله، فالفريق الآن ثاني أفضل فريق في المانيا من حيث استقرار النتائج بعد بايرن ميونخ وهو يخطو بثبات للتواجد من جديد في دوري الأبطال، ومما يلفت الانتباه إلى أن هذا الفريق تغير فعلاً هو قلة عدد الأهداف التي تلقاها في أخر 7 مباريات حيث اهتزت شباكه مرتين، وهذا يعود لأمور عديدة منها: - الانسجام مع الخطة التي باتت أكثر مرونة في هذا الموسم، والتنسيق الأفضل بين اللاعبين في خلق توازن هجومي ودفاعي. - الأمر الأخر الذي لا يمكن إنكار أهميته هو عودة هونتيلار التي ساعدت الفريق على تغيير عقليته الهجومية بالبناء الأكثر عقلانية وأقل تسرعاً، كما أنها سمحت بعودة كيفن برينس بواتينج إلى خط الوسط في مراكز متعددة ساعدت الفريق على اللعب بشكل متوازن وأكثر ذكاء في خط الوسط. - النقطة الثالثة الملفتة للنظر في شالكه إلى أن الفريق بات يخسر الكرة متعمداً عندما لا يستطيع الاستحواذ عليها بشكل آمن، الفريق عاد المانياً ولم يعد "فوضوياً" كما كان الحال في البدايات، فعندما يشعر أن الاستحواذ يضره يغير شكله مباشرة، والالتزام التكتيكي في محاور الوسط بات أعلى بل ملفتا للنظر، وكل ذلك جعل شالكه أفضل بكثير. يجب أن لا ننسى بأن شالكه يملك لاعبين قاتلين مثل دراكسلر "المصاب حالياً" وفارفان وبواتينج وهونتيلار، وكل ذلك يجعلهم قادرين على خلق المشاكل لأي خصم كان عندما يلعبون بعقل أكبر!