يخوض عملاقيّ كرة القدم الإسبانية بل والعالمية ريال مدريد و برشلونة كلاسيكو الأرض الليلة على ملعب سانتياجوبيرنابيو، في مباراة لديها حسابات فنية وجماهيرية مختلفة عن فكرة الثلاث نقاط المعتادة في أي مباراة في العالم. وسنقدم لكم تقريراً فنياً عن أبرز نقاط القوة والضعف بالناديين قبل مباراتهما معاَ الليلة.. نقاط قوة برشلونة .. 1- ميسي : أفضل لاعب في العالم لأربع مرات متتالية لديه الكثير من الجوع لفعل الكثير اليوم في الكلاسيكو فضلاً أنه سيكون أكبر رد على المشككين به منذ عودته من الاصابة، الا انه يدخل المباراة بطموح التسجيل هدف يكفل له الانفراد بصدارة هدافي الكلاسيكو وازاحة الاسطورة دي ستيفانو المتشارك معه رقم ( 18 هدف)، كما أن الهدف سيجعله يتساوى مع هوجوسانشيز في وصافة هدافيّ الليغا التاريخيين. 2- انييستا : الرسام عاد بقوة في مباراة فريقه الأخيرة في الليغا أمام أوساسونا بأداء ولا أروع وسيبقى ورقة رابحة مغموسة بالخبرة الكروية خاصة في الكلاسيكو. 3- بيدرو : هذا اللاعب لديه حافز كبير في الظهور بشكل قوي في الكلاسيكو حتى يظل في الصورة في منتخب بلاده اللاروخا كلاعب أساسي به، فضلاً على حجز مكانه الأساسي في البلاوجرانا في ظل المنافسة الشرسة مع نيمار و اليكسيس، لذا ستجده شعلة نشاط وحيوية في المباراة وربما تكون له بصمة تهديفية بها. 4- بوسكيتش : صمام أمان الفريق سيتحمل عبء كبير وهو المواجهة الدفاعية لدي ماريا ومودريتش وهو لاعب ليس كأي لاعب في مركزه في العالم يعتمد على القوة البدنية في المقام الأول ولكنه لاعب صاحب فكر ولا تجده يشتت او يلعب تمريرات عرضية أو للخلف، بل يقطع الكرة ثم يتحول لصانع لعب ومساند هجومي لفريقه وهو ما قد يجعل خط وسط الميرينجي يتقهقر خاصة مع ضعف لياقة الونسو في الشطر الاخير من المباريات. 5- ألفيش : أحد أفضل لاعبي مركز الظهير الأيمن في العالم بالرغم من تقدمه في العمر، لكنه صاحب إنطلاقات هجومية صاروخية تجبر أي جبهة يسرى أمامه لعمل حسابات لسرعاته وضغطه ودعمه الهجومي والتي غالباً ما تسفر عن صناعة أهداف لفريقه من ناحيته في مبارياته. نقاط ضعف برشلونة .. 1- ظهيرين مندفعين هجومياً : البا والفيش يجيدان تنفيذ الشق الهجومي من متطلبات مركزيهما، لكن غالباً ما يكون على حساب الإهتمام بالشق الدفاعي، مما يجعل هناك مساحات كبيرة خلفهما بسبب ثقل ارتدادهما للدفاع عند فقدان الكرة. 2- ثقل دفاعي : لا يختلف أحد في العالم حتى محبي برشلونة أن الفريق يعاني من ثقل دفاعي لقلبيه بيكيه و ماسكيرانو وبطء في التحركات وأن أي هجمة مرتدة أو سريعة سواء من العمق أو من الأطراف تتحول لمشكلة خطيرة للفريق، بجانب الكرات العرضية العالية من كرات ثابتة التي مُني مرمى الفريق من ورائها أهداف عديدة. 3- إعتماد كلي على ميسي : عندما لا يكون ميسي في حالته وتوهجه يصبح أداء الفريق رتيب وبلا ابداع، نظراً لأن ميسي هو قلب الفريق النابض هجومياً بالأهداف، حتى لو كان العقل يعمل ممثل في تشافي وانييستا لكن ميسي لو كان خارج الخدمة يصبح البرسا بالتبعية مثله، وهي مشكلة خطيرة ولو استطاع ريال مدريد شل حركته ستميل الكفة لهم، لكنه أمر صعب وقلما يحدث خاصة في مباريات الكلاسيكو. 4- ضغط على نيمار: اللاعب البرازيلي الشاب يعاني من ضغوطات نفسية وجماهيرية كبيرة قبل المباراة ومنذ فترة طويلة بسبب مشكلة صفقة انتقاله والاتهامات التي طالت والده، كما انه لا يشارك كأساسياً مؤخراً، لذا سيكون الدفع به أساسياً أمراً من أمور المغامرة الأقرب للمقامرة، فهو ليس بالنضج ولا الخبرة التي تجعله يفصل نفسه عن أية ضغوطات ويتعامل مع المباراة بذهن صاف. 5- قراءة فنية سلبية لتاتا : في كل المباريات التي لقى برشلونة خسارة من منافسيه كانت تحدث في الشوط الثاني غالباً وبدون أي تدخل لتاتا بين الشوطين أو بتبديلات أو تغييرات وتعليمات داخل الفريق، وهو أمر يدل على فقر في قراءة المباراة فنياً ووضع حلول تساعد الفريق على العودة للمباراة. نقاط قوة ريال مدريد .. 1- رونالدو : أفضل لاعب في العالم والقوة البدنية والفنية الغاشمة والطامح دوماً لتسجيل الأهداف يدخل المباراة بأرقام مبهرة له هذا الموسم سواء على الصعيد الأوروبي في الشامبيونزليغ أو محلياً في الليغا، ويسعى لإثبات للجميع أنه أفضل من ميسي واستحق الكرة الذهبية في أول مواجهة بينهما هذا الموسم. 2- مودريتش – الونسو: ثنائي يشبه '' الكماشة ‘‘ يغلق منطقة وسط الفريق بشكل مثالي ويتحكم في ايقاع الفريق هجومياً ودفاعياً ويعطي أريحية للثلاثي الهجومي بعدم الارتداد للمساندة الدفاعية دوماً والحفاظ على قواهم وتركيزهم فقط للشق الهجومي. 3- مارسيلو : أحد أفضل لاعي مركزه في العالم وصل لقمة مستواه الفني هذا الموسم بعدما ابتعدت عنه لعنة الاصابات التي أصابته الموسم الماضي، هو أحد أمهر لاعبي الفريق ويقدم حلولاً هجومية للفريق بكرات عرضية واختراقات في وسط وطرف الملعب بشكل رائع وكأنه طائر يرفض أن يكون حبيساً في الدفاع فقط. 4- تماسك دفاعي : قد لايكون ثنائي قلب دفاع ريال مدريد هو رقم واحد في الليغا ( رقم 2 ) ولكنه بلاشك أحد أهم وأقوى خطوط الدفاع في الليغا والعالم ووصل لمستوى من الانسجام والتفاهم والنضج يجعله يؤدي بشكل منيع كحائط صد تتكسر عليه هجمات الفرق المنافسة. 5- مدرب خبير ومحنك : وجود الايطالي انشيلوتي على رأس الجهاز الفني للفريق أعاد الأمور الى نصابها سواء في غرفة خلع الملابس أو في الملعب عن طريقة خبرته العريضة كمدرب محترف مع أكبر فرق العالم وهو ما أكدته نجاحاته معهم الى جانب نجاحه في الوصول بريال مدريد الى مستوى فني أصبح ممتع مع أنه بنفس التشكيلة السابقة للفريق وهو ما يدل على لمسته وتدخله الفني الثاقب. نقاط ضعف ريال مدريد .. 1- ضعف الجبهة اليمنى دفاعياً : كاربخال لاعب شاب مؤكد مشاركته في الكلاسيكو بعد اصابة المخضرم اربيلوا، وكاربخال يفتقد للخبرة والمساندة الدفاعية العرضية وبمعنى اخر القدرة على التحول لقلب دفاع عن الهجمة المغايرة من الجبهة اليسرىمثلما كان يفعل اربيلوا، كما انه سيكون أضعف حلقات الفريق الملكي لو شارك نيمار ومن خلفه البا، في ظل تفرغ بيل للهجوم ولو قرر البقاء وعدم الاندفاع هجومياً سيكون بيل وحيداً ومحاصراً بدون دعم. 2- تهور بيبي : بالرغم من خبرته الطويلة في الملاعب على أعلى المستويات الدولية، لكن غالباً تجده يتصرف تصرفات نزقة بلا داعي وبتهور لا يتناسب مع تلك الخبرة ويكلف فريقه الكثير والغالي بسبب هذه العصبية في الأداء مع المنافسين و الاعتراض على التحكيم. 3- الاجهاد البدني : وضح من مباراة ريال مدريد الأخيرة في الليغا أمام ملقا صاحب المراكز التأخرة مدى الاجهاد البدني المسيطر على اللاعبين وخاصة في الشوط الثاني حيث شعرنا بأن الفريق يبحث عن الأوكسجين الفني والبدني لانتشاله من هذا المأزق لتعاقب المباريات في البطولات الثلاث خلال الشهرين الماضيين، وهو أمر ربما يحدث ويتكرر في الكلاسيكو في شوطه الثاني ما لم يفطن انشيلوتي لهذه المشكلة ويعمل على حلها. 4- دكة بدلاء ضعيفة فنياً : عندما تشاهد دكة بدلاء الفريق الملكي تشعر بمدى الفقر الفني بها، والورطة التي قد يقع بها انشيلوتي لو أصيب أياً من نجومه أو كان غير موفق في المباراة، فقط ايسكو هو الذي ممكن أن نطلق عليه نشاز عن قاعدة دكة بدلاء اللوس بلانكوس وباقي اللاعبين لا يمكن أن تعول عليهم في استخدامهم لتعديل نتيجة أو تحقيق تفوق فني خاصة على فريق مثل برشلونة. 5- ضغط الجمهور المطالب بالفوز: أشعر أن جمهور ريال مدريد واثق من الفوز ومتحفز لفريقه وقدرته على حسم الكلاسيكو لصالحه، وهو أمر لو تعدى الحدود الطبيعية في المدرجات ووصل للملعب بعقول اللاعبين وأصبحت فكرة الفوز فقط التي صدرها لهم الجمهور ويضغط عليهم ولا يقبل بغيرها نتيجة على أرضه لتعويض هزيمة مباراة الذهاب على كامب ستكون عواقبه وخيمة وتسبب التوتر للاعبين واستعجال الفوزوهو أمر قد يستغله لاعبو برشلونة جيداً في المباراة لصالحهم، لتتحول ميزة الجمهور الى رمح في ظهور وعقول لاعبي ريال مدريد.