بعد عودة المياه إلى مجاريها بين رئيس الفاف محمد روراوة والمدرب حاليلوزيتش عقب حرب إعلامية هوجاء بين الطرفين اللذين ملأت تصريحاتهما واجهات العديد من وسائل الإعلام، وهو ما جعل الرئيس يعرض على مدربه تمديد عقده إلى ما بعد المونديال وقيادة الخضر في تصفيات كان 2015 بالمغرب، العرض الذي قابله البوسني بالتماطل وعدم الرد قبل المونديال ، تأتي تصريحات المخضرم الإيطالي تراباتوني التي يؤكد فيها أنه رفض عرضا من الاتحادية الجزائرية لتدريب المنتخب في المونديال من منطلق أخلاق المهنة وأنه لا يريد خلافة مدرب كان وراء قيادة الجزائر للمونديال، وهي تصريحات من شأنها أن تشعل نار الخلاف من جديد بين الرجلين. هل كان روراوة يبحث عن الإطاحة بمدربه وفشل؟ تصريحات تراباتوني تؤكد ما سبق للخبر الرياضي الانفراد به من قبل، بوجود اتصالات بين روراوة والمدرب الإيطالي في ظل الأزمة التي كانت مندلعة بينه وبين مدربه البوسني، حديث الإيطالي عن تلقيه عرضا رسميا من الاتحادية الجزائرية والذي رفضه، له تفسير واحد وهو أن رئيس الفاف سعى بالفعل إلى الانقلاب على حاليلوزيتش وحرمانه من المونديال، ولم يكن مجرد كلام للاستهلاك أو لدفع البوسني إلى حزم حقائبه والمغادرة، غير أن رفض تراباتوني وضع روراوة في مأزق حقيقي وجعله يقترح على مدربه التجديد حتى جانفي من العام القادم من منطلق الحفاظ على الاستقرار. هل سيفجر الإيطالي الحرب الباردة بين الرئيس ومدربه ؟ سبق وأن أكدنا أن حربا باردة تعرفها علاقة الرئيس والمدرب بسبب قائمة 23 لاعبا التي ستسافر للبرازيل دون نسيان قضية تجديد العقد الذي عرض على حاليلو من قبل الفاف واقتناع روراوة بأن المدرب يماطل فقط ولا يرغب في التجديد، متحججا بزوجته وطلب زيادة في راتبه الشهري، خلاف وإن لم يخرج للعلن كسابقه، إلا أن تصريحات المدرب الإيطالي التي ستصل مسامع حاليلو ستفجر العلاقة الهادئة بين الرجلين والتي قد تعود من جديد إلى واجهة وسائل الإعلام. هل تراباتوني هو البديل الجاهز الذي يتحدث عنه روراوة؟ ما قاله تراباتوني بأن العرض الجزائري لا يزال قائما وهو بصدد دراسته لا يعني أنه رفض تدريب الجزائر نهائيا بل مؤقتا فقط ومن غير المستبعد أن يكون المدرب القادم للخضر بعد عهد حاليلوزيتش، خاصة أنه ربط سبب رفضه قيادة الجزائر في المونديال من باب أخلاقيات المهنة، وأنه لا يريد خلافة مدرب هو الذي أهل الخضر للبرازيل، دون ذكر أسباب أخرى، كلام تراباتوني مؤشر واضح على أن عودة الاتصال من جديد مع رئيس الفاف واردة جدا، فهل التقني الإيطالي المخضرم هو الورقة البديلة التي يتحدث عنها روراوة للإشراف على العارضة الفنية للخضر في حال رفض البوسني تمديد عقده؟