عبّر الدولي الجزائري إسلام سليماني، مهاجم نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي في حوار مع صحيفة «العربي الجديد» الصادرة في العاصمة البريطانية «لندن» أمس عن سعادته الكبيرة لاقتراب تحقق حلمه المتمثّل في المشاركة لأول مرة مع «الخضر» في نهائيات كأس العالم، وقال:»يعلم الجميع بأنني قبل نحو ثلاث سنوات كنت لاعباً في فريق هاو في الجزائر من الدرجة الثالثة اسمه شبيبة الشراقة من ضواحي العاصمة الجزائرية، ولم أكن أتوقع إطلاقاً أن أخطو خطوات عملاقة وبسرعة البرق في عالم الكرة وأتحوّل إلى لاعب دولي محترف ينشط في إحدى البطولات الأوروبية، انتقلت إلى فريق شباب بلوزداد من الدرجة المحترفة الأولى الجزائرية ولعبت لموسمين ثم تحوّلت إلى نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وخلال هذه الفترة انتزعت مكانة أساسية في تشكيلة المنتخب الجزائري ومنحني المدرّب الوطني وحيد حاليلوزيتش ثقة كبيرة وأعتقد أنها كانت نقطة تحوّل في مشواري الكروي لأن أدائي المتميز مع المنتخب والأهداف الحاسمة التي سجّلتها خدمتني كثيراً». «انتقالي إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي كان خياراً صائباً ولم أندم عليه» سليماني أوضح بأنه قام بالاختيار الأفضل في أول تجربة احترافية له في القارة العجوز بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من التعاقد مع نادي نانت الفرنسي الذي تفاوض رفقة وكيل أعماله «شكري يوسفي» مع مسؤوليه في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يختار في نهاية المطاف الانتقال إلى الدوري البرتغالي الممتاز من بوابة نادي سبورتينغ لشبونة الذي تقمص ألوانه العديد من اللاعبين الممتازين على غرار الثنائي البرتغالي الشهير «لويس فيغو» و»كريستيانو رونالدو» مهاجم ريال مدريد الإسباني إضافة إلى عناصر أخرى مميزة من مختلف أقطار العالم، وصرح في هذا الشأن قائلاً :»لم أندم على اختياري واليوم أنا ألعب لأحد أكبر الأندية البرتغالية الذي تخرّج منه لاعبون كبار على غرار كريستيانو رونالدو ولويس فيغو، وأعترف بأن البداية في البطولة البرتغالية كانت صعبة عليّ وعانيت قبل أن أؤكد جدارتي وأضمن اللعب أساسياً، كوني كنت أسجّل أهدافاً حاسمة كلّما أشركني المدرّب بديلاً». «خشيت أن أخسر مكانتي مع الخضر بسبب بدايتي الصّعبة مع سبورتينغ» صاحب ال 25 ربيعاً كشف بأنه كان متخوفا كثيراً من إمكانية تضييعه لمكانته مع المنتخب الوطني تزامناً مع بدايته السيئة مع ناديه سبورتينغ، أين كان لا يشارك سوى نادراً، على اعتبار أن المدرب كان يشرك في بادئ الأمر الدولي الكولومبي «فريدي مونتيرو»، قبل أن يستغل مرور هذا الأخير بفترة فراغ ويقتنص سليماني مكانة أساسية ويسجل عدة أهداف حاسمة، جعلت مدربه «ليوناردو جارديم» يبقي عليه في التشكيلة الأساسية، وقال :»البداية الصعبة مع سبورتينغ لشبونة أثّرت عليّ كثيراً من الناحية النفسية، وخشيت أن أخسر مكانتي مع المنتخب بسبب بقائي في مباريات كثيرة في دكة البدلاء في مباريات البطولة البرتغالية، كنت أرى أن حلم المونديال بدأ يتبخّر لو أعجز عن العودة بقوة، لذلك ضاعفت الجهود حتى أكسب ثقة مدرّب الفريق وقد نجحت في ذلك، ما جعلني أرتاح خاصة بعدما كسب المنتخب الجزائري رسمياً تأشيرة المشاركة في مونديال البرازيل». «المونديال حلم والمسؤوليّة ستكون على عاتقنا لتشريف الجزائر والعرب» عن المشاركة التي تنتظره رفقة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم المقرر إجراؤها في البرازيل الصيف المقبل، قال المهاجم الجزائري أنه يعي جيداً أن الجميع يعول عليه وعلى زملائه الآخرين من أجل تشريف كرة القدم الجزائرية على وجه الخصوص والعربية عامة، بما أنّ الخضر هو المنتخب العربي الوحيد في هذه الكأس العالمية، وقال :»المونديال كان حلماً بالنسبة إليّ واليوم هو في طريقه لأن يتحقق، أعتقد أنني أعيش أفضل فترات مشواري الكروي رغم أنني في بداية تجربتي الاحترافية وفي بداية مشاركاتي مع المنتخب الجزائري، المسؤولية ستكون كبيرة علينا في المونديال لأننا مطالبون بتشريف الكرة الجزائرية والعربية أيضاً، ونعلم بأن قلوب العرب كلها مع المنتخب الجزائري، لذلك علينا ألا نخذل مناصرينا والمناصرين العرب، وسنعمل المستحيل حتى تكون مشاركتنا مشرّفة ونحن نهدف لبلوغ الدور الثاني ليكون إنجازاً تاريخياً للكرة الجزائرية». «شيكابالا شخص رائع ولاعب متميّز، وتواجده معي في البرتغال آنسني» كما تطرق «سليماني» في حديثه إلى تواجد المصري «شيكابالا» الذي التحق بالفريق في فترة الانتقالات الشتوية، وصرح في هذا الشأن قائلا :»لا أخفي عليكم سعادتي بتواجدي مع اللاعب شيكابالا، فقد أصبح أنيسي في أوروبا، ووجوده خدمني من الناحية المعنوية، فنحن لا نفترق تقريباً، اكتشفت شيكابالا اللاعب الخلوق والمتواضع، إنه شخص رائع فعلاً ونحن نلتقي كثيراً ونتحدث إلى بعضنا البعض، فقد وجدت لاعباً عربياً يمكن أن أتجاذب معه أطراف الحديث وأنا في غربتي بالبرتغال، فهو يملك قدرات كبيرة جداً، وأنا على يقين بأنه سيفجّر كل طاقاته بداية من الموسم المقبل، ومشكلة شيكابالا قدومه المتأخّر إلى الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، فقد وجد الفريق يلعب الأدوار الأولى ونحن حالياً في المركز الثاني، وأعتقد أن ذلك هو السبب الرئيسي في عدم استفادته من فرصة مع المدرّب، الأمر لا يتعلق إطلاقاً بالجانب الفني لأن قدرات شيكابالا الفنية كبيرة، لكن تزامن التحاقه مع تحقيق الفريق لنتائج إيجابية كان وراء عدم استفادته من فرصته، وأنا على يقين بأنه سيصنع الحدث بداية من الموسم المقبل». «لم يصلني أي عرض من مرسيليا ولست متحمسا لتغيير الأجواء هذا الصيف» عن صحة الأنباء التي تتحدث عن اهتمام أولمبيك مرسيليا الفرنسي به. قال:»حديث فريق كبير عني يعني بالضرورة أنني في الطريق السليم، حتى أصارحكم القول، ليس لدي أي عرض رسمي من نادي أولمبيك مرسيليا، فقد بلغني فقط عبر وسائل الإعلام بأن مسؤولي النادي يتابعونني، ولا تفاصيل أخرى، لذلك لا يمكنني التعليق على ذلك في غياب أي عرض رسمي، لكن اللعب لفريق كبير مثل نادي أولمبيك مرسيليا يشرّفني طبعاً، لكن في الوقت الحالي من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، فقد تلقيت عدة عروض في الأسابيع الأخيرة من أندية أوروبية مختلفة، لكنني لست متحمّساً لتغيير الأجواء، أعتقد أن الحديث عن تغيير الفريق لن يكون قبل الموسم الكروي المقبل، فأنا أؤدي في موسم جيد مع سبورتينغ لشبونة، وأعتقد بأنه مؤشر إيجابي للاعب ينشط لأول مرة في أوروبا، وكل حلمي الآن هو المشاركة في رابطة أبطال أوروبا، ونحن نقترب من تحقيق هذا الهدف، لذلك لن أضحي بمشاركة في رابطة أبطال أوروبا من أجل تغيير الأجواء رغم أنني كلاعب أعشق البطولة الإنجليزية كثيراً».