انتهى الحلم الذي عاشه ملايين الجزائريين طوال ثلاث سنوات، وتحولت تلك الصور الجميلة لزياني وبوڤرة وعنتر يحي إلى كابوس حرمنا جميعا من النوم ليلة أول أمس، بعدما وقف الكل على الكارثة التي حلت بالخضر في مراكش، كارثة من هندسة وتنفيذ الجنرال بن شيخة، والذي عوض أن يتحمل كامل المسؤولية، رمى بالكرة صوب اللاعبين، لكنه افتقد للشجاعة كي يواجه الجزائريين بمطار هواري بومدين، وفضل الذهاب من مراكش إلى باريس، ليتنعم ببعض الراحة رفقة تاسفاوت، تاركا "الزوالية" في الجزائر يندبون حظهم ويبكون على مصير منتخبهم، الذي تحول في ظرف ستة أشهر من فريق الأحلام إلى جماعة مرتزقة. يقول المثل الشعبي "تقطع البندير وتفرقوا المداحة"، ولعل هذا المثل ينطبق على حال منتخبنا المونديالي، الذي تلاعب به بن شيخة ومن كان وراء مجيئه، وعبثوا بمشاعر الملايين من الجزائريين، وحولوه إلى شبه ناد من نوادي الأحياء. انتهت حكاية بن شيخة مع الخضر، تماما مثلما انتهت مسرحية الجنرال، الذي تألق باستفزازاته وبطريقة لباسه من الفوق إلى التحت، إلى درجة أنه نسي نفسه يوم مباراة مراكش، ولبس سروالا لا يليق بسمعة مدرب منتخب بحجم المنتخب الجزائري. بن شيخة كانت "الخبر الرياضي" الوحيدة التي كشفت عوراته قبيل وبعد مباراة إفريقيا الوسطى، وهذا ليس كرها في الشخص، لكننا استندنا لتحليلات تقنيين مخضرمين، أكدوا بأن هذا المدرب الذي حاز على ديبلومه في ظروف خاصة، لا يفقه تقنيات تحضير المنتخبات، ولا يملك أدنى خبرة في العمل الميداني، غير أن روراوة تمسك به، ولم يراع مصلحة الخضر، فكانت الصفعة صفعتين، إقصاء من كأس إفريقيا، وإهانة على الأراضي المغربية. لم نكن نتحامل على بن شيخة مثلما ظن البعض، بل كنا نقوم بدورنا الإعلامي لتنوير الرأي العام لما يحدث داخل المنتخب، من بريكولاج على المكشوف، طاقم فني به مدربين اثنين للحراس، ومحضرين بدنيين اثنين، وشبه مساعد لا ندري ما دوره، ومستشار في الخفاء، ونعني به تاسفاوت، الذي تحول إلى مضيف مقيم في المطارات. الفاف تصرف مئات الملايين على هذا الطاقم، الذي لا نحتاج لعباقرة كي نزن مستواه وكفاءته، غير أن روراوة تمسك به على أمل كسب الرهان وتأهيل الخضر إلى كأس إفريقيا بأي طريقة، وبالتالي محو أسطورة سعدان. اليوم واقع المنتخب الوطني مطابق لما عشناه سنة 2005 مع نفس الرئيس، والشيء الذي يبقى مبهما، كيف يقع حضرة الرئيس في نفس الخطأ الذي وقع فيه بعد كأس إفريقيا بتونس سنة 2004، وتحطم الديناميكية التي ينجح سعدان في خلقها في كل مرة يتولى فيها مقاليد تسيير العارضة الفنية للخضر، سؤال سيبقى راسخا في ذهني، لأن الذين جلبوا فرڤاني سنة 2005 هم الذين جلبوا بن شيخة، وهم الذين همسوا في أذن روراوة لتنحية سعدان.. والتاريخ سيكشفهم لأن الجزائريين لن يرحموهم. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته