يتواجد الفوج الأول من بعثة المنتخب الوطني منذ ليلة أمس بمركز “لامانغا كلوب” بمورسيا من أجل إجراء تربص تحضيري للمباراة المهمة التي تنتظره في الرابع من الشهر المقبل ضدّ نظيره المغربي، ولم يكن وصول البعثة الأولى إلى إسبانيا عاديا مثلما توقعنا بحكم قصر المسافة بين الجزائر و«أليكانت” الإسبانية، لأن البعثة قضت تقريبا نصف يوم من أجل الوصول إلى مركز التحضيرات فضلا عن المشاكل التي عرفتها الرحلة والبرودة التي استُقبلت بها البعثة في المطار. ضباب كثيف في السماء ورحلة 40 دقيقة صارت طويلة البداية كانت توحي بأن الرحلة ستكون جيدة وهادئة بما أن 40 دقيقة من الطيران فقط تفصل مدينتي وهران و«أليكانت” الإسبانية، غير أنّ الرحلة صراحة كانت طويلة جدا بسبب الضباب الكثيف الذي جعل ارتجاجات الطائرة لا تتوقف منذ الإقلاع من أرض الوطن إلى حين الوصول لإسبانيا، فتحولت 40 دقيقة إلى 40 يوما على حد قول بعض المسافرين ممن تعودوا على السفر بين الجزائر وأليكانت. كارثة في مطار أليكانت وساعة ونصف لمغادرة المطار وبعد الوصول إعتقدنا أن المتاعب انتهت لكن كارثة حقيقية و«تمرميدة” سوداء كانت في انتظارنا في المطار، حيث اضطر الوفد إلى البقاء ساعة ونصف في بهو المطار بسبب الإجراءات المشددة التي يلجأ لها الإسبان في ختم جوازات الضيوف، فضلا عن تخصيص شباك واحد من أجل ختم جوازات كافة المسافرين الذين كانوا على متن هذه الرحلة. بن شيخة وبوڤرة في طابور يضم 300 فردا .. كارثة ما حدث كان يبدو غريبا على منتخبنا الذي تعوّد في الماضي القريب فقط على مغادرة أي مطار يحل به من الساحة التي تحط بها الطائرة، حيث تخصص له حافلة تقله من الساحة إلى الفندق مباشرة، لكن في “أليكانت” ولأسباب مجهولة تعرض إلى ما يشبه الإهانة، ولعل صورة “الجنرال” عبد الحق بن شيخة والعملاق مجيد بوڤرة وهما واقفان في طابور طويل من 300 مسافر من أجل ختم جوازيهما لخير دليل على ذلك. حتى من رافقوا “الخضر” في الرحلة لم يحتملوا المشهد ذلك المشهد الذي أقلق بن شيخة وبوڤرة لم يرق حتى المسافرين العاديين الذين لم يعجبهم أن يروا مدرب منتخبهم الوطني وأحد أحسن لاعبيه واقفين في طابور طويل لا ينتهي ينتظران الوصول إلى الشباك المخصص لختم جوازات الدخول إلى التراب الإسباني كأي مسافر عادي. أين هم أعضاء السفارة؟ وراح الحضور يتساءلون عن دور أعضاء السفارة الجزائرية في إسبانيا وإن كانوا لا يقدرون على التنقل إلى أليكانت من أجل استقبال المنتخب الوطني وتسهيل عملية دخوله التراب الإسباني عبر شرطة حدوده عوض أن يعيش بن شيخة وبوڤرة وكل من تنقلوا رفقة البعثة تلك “التمرميدة” التي عاشوها أمس، ثم أن الجميع هنا ظل يتساءل عن سبب هذا التغير المفاجئ في الاهتمام بمنتخبنا الذي كانت تخصص له حافلة من ساحة المطار أين تحط الطائرة كي تقله مباشرة إلى الفندق في وقت سابق. تعالي صوت الزغاريد بعد الخروج أنسى “الجنرال” وبوڤرة المتاعب وبعد ساعة ونصف أنهت البعثة جميع الإجراءات القانونية لدخول تراب إسبانيا، فخرج الجميع إلى بهو المطار وهناك تعالت أصوات زغاريد النساء الجزائريات فرحة بمجيء منتخبنا إلى إسبانيا فضلا عن تهافت الجزائريين على الجميع من أجل التقاط صور للذكرى معهم، وهو ما أنسى بن شيخة ومساعديه وبوڤرة همومهم ومتاعبهم بعض الشيء. تاسفاوت جلب حافلة خاصة والوجهة مباشرة “لامانغا كلوب” وكما سبق أن كشفنا عنه فإن مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت استقبل البعثة الأولى هناك في مطار “أليكانت” وجلب حافلة خاصة نقلتها من هناك إلى مركز “لامانغا كلوب” الذي وصلته بعد ساعة من السير، على أن يبدأ التربص اليوم ولو بتعداد مبتور من أغلبية اللاعبين. -------------- “الخضر” قد يلعبون أمام قرطجنة أكدت مصادر مقربة من “الخضر” أن اللقاء الودي الذي كانت “الهداف” قد انفردت بخبر إجرائه يوم 27 أو 28 ماي سيكون بنسبة كبيرة أمام نادي قرطجنة، وهو ناد ينشط في القسم الثاني الإسباني، وكان من بين الأندية التي تصارع من أجل الصعود إلى القسم الأول قبل أن تتضاءل حظوظه في الجولات الأخيرة. أمن المطار حاول منع التلفزيون من التصوير بعد وصول البعثة الجزائرية إلى مطار أليكانت الجديد، حاول مبعوثو التلفزيون أن يصوروا بعض اللقطات عن الوصول، خاصة أن العديد من الجزائريين كانوا موجودين هناك وصنعوا أجواء جميلة مع بوڤرة وبن شيخة، لكن أمن المطار حاول منع بعثة التلفزيون من التصوير بدون سبب، حيث طلب من المصور الابتعاد 20 مترا لبدء التصوير، دون أن يفهم أحد سبب ذلك، قبل أن يتراجع ويسمح لها بالتصوير. بوڤرة كان يقرأ القرآن في الطائرة وبن شيخة استسلم للنوم جلس المدافع مجيد بوڤرة رفقة المدرب الوطني بن شيخة عبد الحق في الدرجة الأولى، على متن الطائرة المتوجهة من وهران إلى أليكانت، وقد استسلم بن شيخة للنوم خلال هذه الرحلة، بينما كان “بوڤي” يقرأ القرآن عبر جهاز إلكتروني، وهذا طيلة الرحلة، ما يؤكد تعلق نجم “ڤلاسڤو” بدينه الحنيف وتعاليمه.