بعد معركة خاضها الاتحاد الجزائري لكرة القدم «الفاف» مع نظيره الفرنسي وكذا الإنجليزي، قرر الشاب نبيل بن طالب لاعب توتنهام هوتسبير الإنجليزي الرضوخ لخيار القلب واختار الدفاع عن قميص الخضر بداية من اللقاء الودي الذي لعبه ضد سلوفينيا يوم 5 مارس الماضي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حيث أبهر ابن مدينة ليل الفرنسية جميع المتتبعين بأدائه الرائع أمام زملاء «هاندانوفيتش»، مؤكداً أن الجزائر قد خطفت موهبة كروية تعد بالكثير، وسيكون من بين الوجوه المنتظر تألقها في مونديال البرازيل القادم. ولد بمدينة ليل الفرنسية، أصوله تعود إلى مدينة مستغانم ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ولد نبيل بن طالب، بمدينة ليل الفرنسية يوم 24 نوفمبر1994 من أسرة متوسطة الحال، أبواه جزائريان مغتربان تعود أصولهما إلى مدينة مستغانم، حيث أن كان اللاعب يزور عائلته الكبيرة بانتظام كل صائفة، قبل أن ينقطع عن فعل ذلك خلال السنوات القليلة الماضية بسبب ارتباطه مع الأندية التي حمل ألوانها، وكغيره من أبناء الجالية الجزائرية، اتجه «نبيل» نحو لعب كرة القدم، إذ يتمتع ببنية جسمانية قوية، وهي مواصفات جعلت منه لاعبا كبيرا مع «توتنهام» الذي صنع معه الحدث هذا الموسم في «البريمر ليغ". تعلّم أبجديات الكرة في حي «وازام»، التحق بمركز تكوين ليل قبل أن يخرج من الباب الضيّق بالعودة إلى مرحلة الطفولة التي مرّ بها نبيل، نجد أنه أبدع وتألق في المباريات التي كان يخوضها بشوارع حي «وازام» واضطر إلى مغادرة مقاعد الدراسة بسبب اهتمامه الزائد عن اللزوم بالكرة التي كان يعلم أنه سيأتي اليوم الذي ستنصفه فيه وتجعل منه لاعبا محترفا تتهافت عليه مختلف الأندية العالمية، حيث اصطحبه والده إلى مركز تكوين فريق ليل الفرنسي وسنه لم يتعد 14 سنة، كان ذلك عام 2009 لكن اللاعب سرعان ما غادر ذات المركز، بعد أن قام المسؤولون عليه بطرده بحجة عدم اقتناعهم بقدراته. انتقل إلى فريق «موسكورن» البلجيكي بحثا عن النجاح، فشل مجدّدا ثم عاد خائباً إلى فرنسا بعد أن تم الاستغناء عنه من قبل فريق ليل بحجة تواضع مستواه، وهو القرار الذي حزّ في نفس نبيل الذي خرج من الباب الضيق، اضطر الجزائري إلى البحث عن فريق جديد يعيد له البسمة، لم يجد إلا خيار مغادرة فرنسا نحو موسكورن البلجيكي وعمره لم يتعد ال 15 سنة علّه يحصل على فرصته هناك، لكنه فشل وغادر ذات الفريق سنة 2010 عائدا إلى فرنسا، وقرر الانضمام لفريق «دونكارك» لأقل من 17 عاماً موسم 2010-2011 قبل أن يدرك أنه يجب عليه تغيير الأجواء والبحث عن فريق طموح يمنحه فرصة التألق. قام بتجارب مع فريق «بيرمنغهام» في 2011 والمدرب «تيم شيروود» ضمّه لرديف «توتنهام" وهو لا يزال يحمل قميص فريق دوسكارك في نهاية الموسم الكروي لسنة 2011، اقترب أحد المناجرة من «بن طالب» الذي لم يكن يتعد سنه ال 17 عاماً آنذاك وعرض عليه تغيير وجهته نحو إنجلترا، وبعد تفكير طويل منح الضوء الأخضر لذات الوكيل الذي اصطحبه للقيام باختبارات مع فريق بيرمنغهام سيتي الإنجليزي لكن وجهته تغيّرت بعدها وانتقل إلى توتنهام هوتسبير، أين خاض تجارب مع الفريق الرديف وهي التجارب التي كللت بالنجاح نهاية سنة 2011 بعدما اقتنع «تيم شيروود» المسؤول الأول على العارضة الفنية لذات الفئة بإمكانات اللاعب الجزائري وقام بضمه. قام بترقيته إلى الفريق الأول وبرهن فيه عن علوّ كعبه في أول لقاء له ضد «ساوثهامبتون" بعدما قررت إدارة نادي توتنهام إقالة البرتغالي «فيلاش بواش» مدرب الفريق الأول كان الجميع في لندن يعتقد أن خليفته سيكون اسما كبيرا في عالم التدريب لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما قرر مسيرو ذات النادي ترقية مدرب الفريق الرديف «تيم شيروود» حتى يكون خليفة لبواش، وهي الفرصة التي كان ينتظرها «بن طالب» لكنه لم يكن يحمل بتاتا بأنه سيطرق أبواب فريق الأكابر ويلعب أمام كبار «البريمير ليغ»، بعدما قام «شيروود» بترقيته إلى الفريق الأول، حيث كان يوم 22 ديسمبر من عام 2013 تاريخيا بالنسبة ل «نبيل» الذي واجه آنذاك نادي ساوثهامبتون على أرض ميدان هذا الأخير. وقع عقدا احترافيّا ب 5 سنوات، «نوبيلو» أهانه ومدرب آمال «الديكة» استدعاه للقاء ودي بعد تألقه مع رديف توتنهام، سارعت إدارة نادي «السبيرز» إلى توقيع عقد احترافي ل «نبيل بن طالب» مدته 5 سنوات كونها كانت تعي جيداً أنه سيبرز في وقت قصير، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها، والتي رغم ذلك رفض المدرب السابق لأواسط الخضر «جون مارك نوبيلو» توجيه الدعوة له رغم أن عدة مناجرة مغتربين أكدوا له امتلاك اللاعب موهبة كبيرة، ليسارع مدرب آمال الديكة إلى استدعاء اللاعب لحضور مواجهة ودية جمعته بمنتخب ألمانيا شهر نوفمبر من سنة 2012 لكنه سرعان ما عاد ليهمّش اللاعب ويبعده عن بقية اللقاءات لكنه لم يكن يعلم أنه سيسهل مهمة «الخضر» في ضمه. مساعد مدرب «الخضر» التقى به في «لندن» وطلب رأيه في قضيّة حمله قميص بلد أجداده أما عن بداية اتصالات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «الفاف» بذات اللاعب، فقد كانت عن طريق بعض الوسطاء الذين منحوا عضو المكتب الفيدرالي «وليد صادي» رقم هاتف شقيقه الأكبر «كريم» لجس نبضه وهو ما تم فعلا بعد عودة الأخير إلى فرنسا بعد رحلة قادته إلى تايلاند، حيث رحب كريم بالفكرة من أولها وعرضها على شقيقه الأصغر الذي طلب مهلة للتفكير، في الوقت الذي سارعت فيه «الفاف» إلى إيفاد «نور الدين قريشي» مساعد المدرب الوطني «حاليلوزيتش» إلى عاصمة الضباب «لندن» أين جمعه لقاء باللاعب وشقيقه وكذا وكيل أعماله كريم يبدة لتتقدّم المفاوضات بين الطرفين شيئا فشيئا. روراوة وصادي أقنعا شقيقه الأكبر بضرورة اختياره الجزائر على حساب فرنساوإنجلترا بعد عودة رئيس الفاف «محمد روراوة» من جنوب إفريقيا ونهاية ارتباطه مع الكاف، كانت وجهته مباشرة عاصمة الجن والملائكة باريس وبمجرد فراغه من بعض الفحوصات الطبية التي قام بها هناك، اتصل بذراعه الأيسر «وليد صادي» الذي التحق به على جناح السرعة ليلتقي الرجلان بشقيق «نبيل بن طالب» بأحد مطاعم المدينة وهناك تحدث المسؤول الأول عن رغبته في رؤية نبيل بقميص الخضر بداية من لقاء سلوفينيا طالبا من شقيقه تحفيزه على اختيار الخضر، لأنها ستكون الأمثل بالنسبة إليه وستمنحه فرصة لعب المونديال وهي الفرصة التي قد لا تتاح له مع فرنسا أو إنجلترا أو حتى الجزائر مرة أخرى. رئيس «الفاف» التقى به في إحدى المقاهي الباريسية، وقع وثيقة الالتزام واللاعب جزائري رسميّاً في الوقت الذي بدأ البعض يتحدث عن تماطل اللاعب في توقيع وثيقة الالتزام التي يؤكد فيها اختياره الجزائر وفي الوقت الذي كان فيه رئيس «الفاف» قد منح نسخة عنها لمسؤولي «الفيفا» ب «زيوريخ»، بعد أن وصلته مراسلة إلكترونية من اللاعب لذات الوثيقة، كان بعدها اللقاء بين الرجلين بمدينة باريس، حيث منحه الوثيقة الأصلية الموقعة بخط يده، لينضم اللاعب إلى «الخضر» وينهي الجدل القائم بشأنه، ليتمكن «محمد روراوة» من خطف «بن طالب»، على حساب خصمين قويين يملكان كافة الإمكانات للإطاحة بالفاف، ألا وهما الاتحادية الإنجليزية التي كانت ترغب في تجنيسه وفرنسا التي كانت تود استدعاءه للمنتخب الأول. الجمهور الجزائري اكتشفه عن قرب في اللقاء الودي ضد سلوفينيا يوم 5 مارس الماضي بعدما وافق لاعب توتنهام هوتسبير الإنجليزي على تقمص ألوان الخضر، سارع الناخب الوطني لتوجيه الدعوة له للمشاركة في المباراة الودية التي جمعت الجزائر ضد منتخب سلوفينيا يوم 5 مارس الماضي بملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، حيث دفع به التقني البوسني من البداية في التشكيلة الأساسية، حيث كانت الفرصة مواتية للجمهور الجزائري لاكتشافه عن قرب لأول مرة، بعدما سبق لهم مشاهدته من قبل على شاشات التلفزيون في مباريات «البريمير ليغ»، حيث برز «نبيل بن طالب» في ذلك اللقاء بشكل ملفت للانتباه وأبان عن علو كعبه وساهم في فوز الجزائر بهدفين دون رد، كما كان حينها «الكوتش وحيد» من أشد الفرحين بأدائه. خاض 20 مباراة، قبل أن يتعرض لانتقادات لاذعة ويٌحال على الاحتياط في آخر 6 جولات بقراءة متأنية في مشوار اللاعب الاحترافي مع فريق توتنهام ورغم الالتحاق المتأخر لنبيل بالفريق الأول إلا أنه عرف كيف يكسب رقما مهما من التنافسية، كيف لا وهو الذي لعب 1365 دقيقة في 20 مباراة لعبها بألوان الفريق اللندني (15 لقاء في الدوري الممتاز و4 مباريات في الدوري الأوروبي ومواجهة في كأس الاتحاد الإنجليزي)، حيث كان لاعباً أساسياً في تشكيلة «السبيرز» قبل أن يتعرض إلى حملة انتقادات لاذعة من طرف الإعلام البريطاني الذي انتقد مستواه، وهو الشيء الذي جعل مدربه «تيم شيروود» يحيله إلى دكة البدلاء في آخر 6 جولات، حيث لم يلعب سوى 16 دقيقة كانت ضد فريق أستون فيلا في الجولة الختامية. «حاليلوزيتش» وضعه في قائمة الخضر الموسعة والجميع يتوقع أن يكون مفاجأة المونديال هذا ولم يفوت الناخب الوطني «وحيد حاليلوزيتش» فرصة استدعاء بن طالب ضمن القائمة الموسعة المعنية بمونديال البرازيل، حيث من المنتظر أن يتم اختياره بنسبة كبيرة ضمن قائمة ال 23 التي ستمثل الجزائر في العرس العالمي، خاصة أنه أظهر إمكانيات كبيرة رغم تهميشه في آخر الجولات من قبل مدربه، وأرقامه كانت أحسن من أرقام بعض الكوادر في شاكلة لحسن ويبدة رغم الخبرة الكبيرة التي يمتلكانها في الميادين مع فرقهما و»الخضر»، ويرى العديد من المتتبعين أن يكون «نبيل» أحد اللاعبين الشبان المتوقع تألقهم في كأس العالم، علماً أن تقارير إعلامية إيطالية كشفت مؤخرا أن الجزائري دخل دائرة اهتمامات ميلان الإيطالي من أجل انتدابه الموسم المقبل.