في حوار أجرته الزميلة كومبيتسيون في العدد الصادر اليوم، أقر الظهير الأيمن مهدي مصطفى سبع، بالوجه الشاحب الذي ظهر به في المواجهة التي جمعت الخضر بالمنتخب المغربي، كما اعتبر الدولي الجزائري الخسارة مسؤولية كل اللاعبين وليس بن شيخة فقط.. لنعد إلى مجريات اللقاء أمام المغرب، ماذا حدث للخضر في تلك المباراة؟ قبل الحديث عن مجريات اللقاء أريد أن أقول لك ولكل الجزائريين أننا نشعر بإحباط شديد بسبب الوجه الشاحب الذي قدمناه في ذلك اللقاء.أما بالنسبة للمباراة فقد بدأنا جيدا وتمكنا من فرض طريقتنا في اللعب لمدة 20 دقيقة كاملة وجعلنا المغاربة يعودون إلى منطقتهم إلا أننا لم نتمكن من المواصلة على نفس النسق الأمر الذي أدى بنا إلى الرجوع إلى الوراء و تلقينا للهدف الأول أثر على معنوياتنا بصفة كبيرة وأخرجنا من اللقاء الأمر الذي جعل أداءنا يتراجع بصفة ملحوظة مما نتج عنه تلقي أربعة أهداف كاملة. ما ذا قال لكم بن شيخة بخصوص اللقاء؟ كما يعلم الجميع فقد تنقلنا إلى مراكش من أجل لعب ورقة الهجوم حتى نعود بنقاط المباراة ونعزز مركزنا في الترتيب العام للمجموعة ، وحتى نتيجة التعادل ستكون جيدة بالنسبة لنا. و بالعودة إلى سؤالك المدرب بن شيخة طلب منا أن نلعب بكل أريحية وأن لا نعود للوراء حتى ندخل الشك في نفوس المغاربة و نستغل الفرص المتاحة لمباغتة الخصم إلا أن ذلك لم ينفع و تلقينا خسارة بفارق كبير أمام المغاربة في ذلك اللقاء خاصة بعد أن تلقينا هدفين في الشوط الأول الأمر الذي عقد مهمتنا مع نهاية اللقاء. بداية اللقاء كانت ممتازة أما النهاية فكانت كارثية، فما تعليقك؟ صحيح فقد فرضنا أنفسنا في بداية اللقاء وأدخلنا الشك للمغاربة خاصة بعدما صفر المغاربة على النشيد الوطني الجزائري الأمر الذي حفزنا أكثر من أجل تحقيق نتيجة إيجابية إلا أننا لم نتمكن من ذلك و المغاربة كسبوا الكثير من الثقة بعد تسجيلهم لأول هدف في اللقاء وأنا متأكد أنه لو انتهت النتيجة بالتعادل السلبي في الشوط الأول لاختلفت النتيجة في نهاية المباراة. لماذا اختار بن شيخة المجازفة بالهجوم بالرغم من أن نقطة التعادل كانت تكفينا؟ فيما يخص الخيارات التكتيكية فقد دعم المدرب وسط الميدان جيدا بعدة لاعبين لأننا لعبنا بمهاجم واحد فقط وهو رفيق جبور فالهدف كان حرمان المغاربة من الكرة في وسط الميدان وتضييق المساحات عليهم حتى لا يتمكنوا من صناعة اللعب إلا أنهم تمكنوا من مخادعتنا عن طريق كرة ثابتة الأمر الذي شكل منعرج اللقاء. بعد أيام من الخسارة، كيف تصف فشلكم الذريع في ذلك اللقاء؟ أنت محق إنه فشل ذريع بأتم معنى الكلمة ونتحمل مسؤوليته بالكامل، فمن المفروض أبدأ عطلتي السنوية الآن إلا أنني لا أستطيع أن أعتبر نفسي في عطلة لأني لم أف بوعدي للشعب الجزائري في تلك المباراة فقد تسببنا في آلام شعب بالكامل و خيبنا ظنه فينا وهو أمر حز في نفوسنا وأثر على معنوياتنا بصفة كبيرة. كيف أحسستم مباشرة بعد انتهاء اللقاء؟ لا أجد الكلمات المناسبة لأعبر لك عن مدى الإحباط الذي عانيناه مباشرة بعد نهاية اللقاء فهتافات الجماهير المغربية أثرت علينا كثيرا بعد نهابة اللقاء وتمنينا لو ابتلعتنا الأرض في تلك اللحظة لأننا لا نستحق تمثيل المنتخب بهذه الطريقة و بعد عودتنا للفندق عرفنا أننا ارتكبنا أخطاء لاعبين هواة. ويجب أن يعرف الجميع أننا لم نتمكن من فعل أي شيء ولم نستمتع بأي لحظة بعد سقوطنا في مباراة مراكش. هل تعرف أن الشعب الجزائري غاضب إلى أقصى حد من أداء اللاعبين؟ بطبيعة الحال أنا أتفهم غضب الجماهير الجزائرية فقد كانت تنتظر منا العودة بنتيجة إيجابية في هذا اللقاء إلا أن ذلك لم يحدث ومن حق محبي الخضر أن يشعروا بالغضب وأنا شخصيا أتقبل كل الانتقادات التي توجهها الجماهير الجزائرية في كرة القدم لي لأنهم شاهدوا اللقاء و بإمكانهم الحكم على أدائي لأني تلقيت ثناء كبيرا بعد مباراة الذهاب التي فزنا بها في عنابة وكنت جد سعيد بسبب ذلك لأني تمكنت من إرضاء الجماهير الجزائرية في أول مباراة لي مع المنتخب الوطني الجزائري،لكن على الجميع تقبل الفوز والخسارة على حد سواء. في لقاء مراكش لم تقدم إضافة للمنتخب الوطني فما السبب وراء ذلك؟ أعلم ذلك لقد حاولت مساعدة بودبوز في الشوط الثاني من الجهة اليمنى إلا أنني لم أفعل ذلك كثيرا لأنني أعلم أن رياض يجيد اللعب على الرواق بامتياز و يقدم إضافات كبيرة للهجوم لذلك لم أغامر كثيرا و تركت له المساحات الكافية للقيام بذلك، أما في الشوط الأول فقد قمت بمحاولة واحدة على الجهة اليمنى نظرا لطبيعة اللقاء في تلك الفترة و تركز اللعب في وسط الميدان الأمر الذي لم يسمح لنا ببناء اللعب بطريقة جيدة خاصة بعد الهدف الأول. أنا أعلم أنني لم أقدم إضافات كبيرة على مستوى خط الهجوم إلا أنني سأعمل على تجاوز هذا المشكل مستقبلا و أحسن أدائي الهجومي. لكن أداءك كان ضعيفا مقارنة بمباراة الذهاب أين أديت مباراة كبيرة؟ أعلم ذلك، لكن على الجميع أن يعلم أن مباراة عنابة تختلف كثيرا عن مباراة مراكش فقد لعبنا بخطة تكتيكية مغايرة في مباراة الذهاب و سجلنا هدفا مبكرا الأمر الذي جعلنا نلعب بكل راحة أما في لقاء مراكش فقد تحملنا عبء اللقاء ما جعل أداءنا ضعيفا إلى حد كبير. نستطيع القول أن دفاع المنتخب الوطني كان غائبا في هذا اللقاء، في هذه الحالة ما هي نقطة قوة المنتخب مع العلم أنه عادة ما يعتمد على قوة مدافعيه؟ نعم أنت محق في هذه النقطة فالدفاع لم يكن بتاتا في يومه لكن ليس المدافعين فقط من يتحملون عبء اللقاء فكل الخطوط كانت غير متوازنة و لم يقم أي لاعب بدوره كما ينبغي الأمر الذي أثر على أداء المجموعة بصفة عامة كما لا يجب نسيان أننا خسرنا أمام منتخب مغربي قوي لعب مباراة في القمة على أرضه وأمام جمهوره وأظهر رغبة كبيرة في الفوز باللقاء. المدرب بن شيخة استقال، حسب رأيك هل يتحمل وحده خسارة مراكش؟ أعتقد أننا نتحمل المسؤولية نحن أولا قبل المدرب الوطني بن شيخة فكل زملائي في المنتخب على علم بأنهم لم يؤدوا مباراة جيدة لذلك فالكل يتحمل المسؤولية و ليس الناخب الوطني وحده.بن شيخة هو المدرب الذي جلبني للمنتخب الوطني وأعطاني فرصة تمثيل بلدي الجزائر و من المحزن أن أراه يغادر الفريق بهذه الطريقة . بعد رحيل بن شيخة، هل تخاف على مستقبلك مع النخبة الوطنية؟ أنا لا أفكر بهذه الطريقة فليس من المهم أن أكون أساسيا أو احتياطيا في المنتخب لأن الأهم هو تحقيق نتيجة إيجابية في المستقبل لكنني سأعمل جاهدا مع الفريق الذي سأنتقل إليه للفت انتباه الناخب الوطني و مواصلة الحضور في التشكيلة الأساسية للفريق لأنه من المشرف دائما أن تمثل المنتخب الوطني الجزائري. هل أثر عليك سقوط نيم في مباراة الخضر أمام المغاربة؟ لا على الإطلاق فمباشرة بعد نهاية المباراة التي سقطنا فيها إلى القسم الوطني نسيت قضية الفريق و ركزت على الفريق الوطني لأني كنت متشوقا لملاقاة أصدقائي في المنتخب و العودة إلى أجواء الخضر كما أنني حضرت بجدية كبيرة للقاء مراكش لكن لسوء الحظ فإن ذلك لم يؤت أكله. الاتحادية الجزائرية سخرت أموالا طائلة للمنتخب من أجل هذا التربص، البعض يرى أن ذلك أدى إلى إدخال الثقة الزائدة في نفوس اللاعبين؟ لا أعتقد ذلك فالذين يوافقون هذا الرأي يرون الأمور من زاوية مختلفة بالإضافة إلى سخطهم على المنتخب لأن الفريق خسر اللقاء فمن واجب الاتحادية توفير أحسن الظروف للفريق الوطني لتحقيق نتائج إيجابية مستقبلا. تلزمنا معجزة من أجل التأهل لكأس إفريقيا القادمة؟ نعم أنت محق نحن بحاجة إلى معجزة لكن حسابيا نحن لم نقص بعد و سنلعب كل المباريات حتى آخر لحظة و سنحاول الفوز بالمباراتين المتبقيتين و نرى ما سيحدث في باقي التصفيات. لنتحدث عن مستقبلك، ما مدى جدية اتصالات أجاكسيو؟ نعم لقد دخلت في اتصالات مع الفريق منذ أيام فقط و توجد إمكانية كبيرة للحاق بهذا الفريق لأني أريد اللعب في "الليغ1"و الفريق مهتم بخدماتي. كلمة أخيرة لأنصار الخضر... أريد القول رغم كوني مولودا في فرنسا إلا أنني أحب الجزائر من كل قلبي وتمثيلي للمنتخب الوطني الجزائري شرف كبير لي لأني جزائري حتى النخاع. لقد خيبنا آمال الشعب في هذا اللقاء وسنحاول تدارك ذلك في المستقبل.