إذا كان هناك لاعب تأثر بسقوط نيم إلى القسم الثالث (القسم الوطني) فإنه الجزائري مهدي مصطفى الظهير الأيمن للمنتخب الوطني، حيث كان يرغب في مغادرة الفريق على الأقل بفوز شرفي. لكن رغبة أجاكسيو في تحقيق الفوز كانت أقوى وهو ما جعل اللاعب يغادر الملعب غاضبا عقب نهاية اللقاء فضلا على أنه بقى في غرف الملابس لأكثر من ساعة قبل أن يخرج ويلقي علينا التحية، ويخصنا بحوار ثم يغادر سريعا بعد أن اعتذر لنا. والده اصطحبه إلى مرسيليا وبمجرد أن أنهينا الحوار حتى توجّه مهدي مصطفى مباشرة ناحية سيارة والده الذي كان في انتظاره، حيث اصطحبه معه إلى مقر إقامة العائلة في مدينة مرسيليا، وكان ذلك بمثابة فرصة للدولي الجزائري كي ينسى الخسارة ومغادرة القسم الثاني. قد ينضم إلى أجاكسيو وحسب عدد من الصحف المحلية فإنّ مهدي مصطفى سبع قد ينضم بنسبة كبيرة إلى نادي أجاكسيو الصاعد إلى الدرجة الأولى، وذلك بعد أن أبدى مسؤولو هذا الفريق رغبة قوية في ضمه منذ فترة التحويلات الشتوية الماضية، حيث وضعه رئيس الفريق “أورسوني” كهدف وها هو يقترب من ضمه حسب ما تداولته الصحافة هنا. يصل مساء اليوم إلى “لامانڤا كلوب” ومن المنتظر أن يشد الدولي الجزائري مهدي مصطفى الرحال اليوم إلى إسبانيا من أجل الدخول في التربص التحضيري الذي يجريه منتخبنا هنا تحسبا للقاء المغرب، وسيكون مهدي مصطفى مرفقا بالدولي الجزائري الآخر كارل مجاني. وتجدر الإشارة إلى أنّ اللاعبين سيسافران إلى “أليكانت” من باريس على أن ينتظرهما المسؤولون هناك لاصطحابهما إلى مقر إقامة المنتخب في “لامانڤا كلوب” بجنوب مورسيا. ------------------ مهدي مصطفى: “يجب أن أنسى كل شيء حتى أكون جاهزا أمام المغرب” “أنا فخور وسعيد لزميلي مجاني الذي صعد إلى الدرجة الأولى” “سأغادر نيم هذه الصائفة لأني أريد تطوير مستواي أكثر” “هذا السقوط أحزنني كثيرا، لكن لا تسألوا عن الأسباب لأن البقاء لا يلعب على لقاء واحد بل في موسم كامل” بعينين مغرورقتين بالدموع، التقينا مهدي مصطفى سبع بعد لقاء “نيم“ الأخير في القسم الثاني الجمعة الماضي أمام رفقاء مجاني، حيث كانت معنوياته محبطة فعلا بعد سقوط فريقه إلى القسم الوطني، إذ أكد لنا أنه لم يتجرع بتاتا سقوط فريقه. ورغم هذا الحزن الشديد الذي كان عليه، إلا أنه قبِل بإجراء حوار معنا بما أننا تنقلنا إلى غاية “نيم“ من أجل متابعة اللقاء وهذا الصراع الجزائري بين مجاني ومهدي مصطفى، وهو الحوار الذي أكد لنا فيه مغادرته نادي “نيم“ بشكل رسمي هذه الصائفة. صديقك مجاني تمكن من تحقيق الصعود إلى القسم الأول، ما تعليقك؟ صراحة، أنا سعيد لصديقي مجاني الذي نجح في تحقيق الصعود مع فريقه، كما أنه يجب الاعتراف أن أجاكسيو اليوم (الحوار أجري يوم الجمعة بعد اللقاء) عرفت كيف تدير اللقاء وتحقق الفوز، لتصعد إلى القسم الأول، وكما تعرفون فإنه أمر مشرف للغاية أن تشاهد جزائريين يتمكنون من تحقيق الصعود للقسم الأول، بالمقابل أنا متأثر جدا للموسم الذي انتهى بطريقة سيئة للغاية بالنسبة لفريقي “نيم“. صحيح أننا كنا في وضعية معقدة وحسم أمر سقوطنا منذ فترة، إلا أنني حزنت كثيرا لذلك، فيجب أن لا ننسى أني قضيت 4 سنوات كاملة في هذا النادي، هذه هي كرة القدم، يجب أن نتجاوز الأمر. وهل تعتقد أنهم استحقوا الصعود؟ بطبيعة الحال استحقوه عن جدارة، وهذا حسب المردود الذي قدموه طيلة الموسم وأستغل هذه الفرصة لتهنئة كارل على هذا الصعود، وأعتقد بكل صراحة أنه يستحق اللعب في الدرجة الأولى الفرنسية وأتمنى له حظا موفقا الموسم القادم، هذا إذا قرّر بطبيعة الحال البقاء في أجاكسيو. لكن فريقك لا يستحق اللعب في القسم الوطني، أليس كذلك؟ كما يعلم الجميع البقاء لا يلعب في فترة قصيرة، وليس في لقاء واحد بل في موسم كامل، لكن فريق بأنصار مثل “نيم“ وبإمكانات مماثلة لا يستحق بتاتا اللعب في القسم الوطني، لقد ارتكبنا أخطاء في السابق وها نحن ندفع ثمنها غاليا، هذا أمر مؤسف كثيرا، وأنا حزين ومتأثر كثيرا. ما هي الأسباب التي جعلت هذا الموسم كارثي بالنسبة إليكم؟ في بعض اللقاءات لم تكن لدينا الفاعلية اللازمة، حيث أصبحنا نعجز عن التسجيل، والأمر بعدها أصبح صعبا علينا وصعب تسييره، وعلى العموم نحن لم نكن نستحق السقوط، كان بإمكاننا تحقيق أفضل من هذا. لن تبقى في “نيم“ الموسم القادم هذا أكيد؟ لا، لا أعتقد أني سأبقى، سأغادر “نيم“، فأنا ألعب هنا منذ أربع سنوات وأعطيت كل شيء لفريقي خلال هذه السنوات التي قضيتها هنا... الآن يجب أن أطور إمكاناتي أكثر، يجب أن ألعب في مستوى أعلى، وأعتقد أنه حان الوقت لأغادر نيم، كنت أتمنى أن يحدث ذلك بنتائج أفضل. رد الأنصار كان عنيفا، حيث قاموا برشق الميدان بالألعاب النارية تعبيرا عن غضبهم، ما تعليقك؟ لديهم الحق في الغضب علينا، أنا أتفهم جيدا رد فعلهم، فلا أحد يرضى بمشاهدة “نيم” في القسم الوطني. هل يمكنك أن تخبرنا عن وجهتك المقبلة؟ الوقت ليس مناسبا للحديث عن هذا الأمر، لدي لقاء مهم للغاية ينتظرني مع المنتخب، إضافة إلى سقوط فريقي، الأمر صعب عليّ كثيرا، وبالتالي سأجعل كل تركيزي منصبا على كيفية وضع نفسي في أجواء المنتخب. متى ستلتحق ب”الخضر”؟ يوم الأحد مساء، سألتحق برفاقي في “أليكانت“. ستذهب عبر مرسيليا؟ لا، بل عبر باريس، سأسافر عبر رحلة باريس - أليكانت. هل اتصل بك زملاؤك من المنتخب من أجل إخبارك عن أجواء المنتخب؟ نعم، منذ قليل فقط اتصل بي كل من مهدي لحسن ومجيد بوڤرة عبر رسائل قصيرة. وماذا قالوا لك؟ لقد تحدثوا خاصة عن الأجواء المميزة التي تسود المجموعة في “أليكانت“، وأكدوا لي أيضا أن التربص يجري في ظروف مميزة، وهم لا ينتظرون سوى حضورنا أنا وكارل. من الواضح أنك متأثر للغاية بسبب فريقك؟ بطبيعة الحال، صراحة لا يمكن أن يكون مزاجنا جيدا ومعنوياتنا مرتفعة لما فريقك يسقط إلى القسم الأدنى، إنه أمر صعب للغاية... الدموع تكاد تغلبني. لكن يجب أن تنسى كل هذا، خاصة أنه ينتظرك لقاء مهم مع “الخضر”؟ لقاء المنتخب الوطني أمر آخر تماما، سأحضر نفسي جيدا حتى أنسى خيبتي مع نيم في البطولة. سأحضر نفسي كما ينبغي وخاصة سأرتاح لأكون جاهزا لمباراة “الخضر” لأني لا أخفي عنك تأثرت بسقوط فريقي. اليوم تأكدت أني متأثر معنويا كثيرا، يجب أن أنسى كل شي الآن وأن أركز على “الداربي“ أمام المغرب. اللقاء يلوح صعبا وفي قمة التنافس، وستذهب وأنت متعب دون شك، هل أنت جاهز لهذا اللقاء؟ آه، نعم، لا تقلقوا بتاتا من هذه الناحية، سأفعل كل شيء لتجاوز ذلك، وسأكون جاهزا يوم اللقاء. المغاربة يريدون الضغط على “الخضر”، هل من تعليق؟ لا، ليس لدي أي تعليق، نحن واثقون من أنفسنا، والحالة التي ظهر عليها لاعبونا تجعلني متفائلا. نتركك تذهب الآن، ونتفهم معاناتك جيدا؟ شكرا جزيلا، هذا لطف منكم... أنا فعلا متعب للغاية، اعذروني، إلى الملتقى. ------------- كافالي: “متأسف ل مهدي وسعيد ل كارل” أكد جون كافالي ابن المدرب السابق للمنتخب الوطني وزميل مهدي مصطفى السابق في نادي نيم الفرنسي، أنّ مكانة مجاني مهمة كثيرا في طريقة لعب أجاكسيو وأبدى تأسفه على عدم سير الأمور كما ينبغي لصديقه مهدي وقال: “أتأسف لفريق نيم على نزوله للقسم الثاني فلديّ العديد من الأصدقاء هناك، أمّا عن مجاني فقد أكد تألقه ودوره مهم للغاية في أجاكسيو، لقد حصد ثمار ما زرع طوال الموسم، أنا سعيد ل كارل لأنه سيتوجّه للمنتخب بمعنويات مرتفعة، بالمقابل أنا متأسف للغاية ل مصطفى فهو الآن متأثر للغاية، لكنه ينتظر مباراة المغرب بفارغ الصبر وبالتالي سيفعل كل ما في وسعه من أجل استرجاع أنفاسه وتأدية مباراة في القمة أمام المغرب”.