الكيان الصهيوني يواصل قصفه على لبنان    الأمم المتحدة: نعمل "بشكل ثابت" لتهدئة الأوضاع الراهنة في لبنان وفلسطين    العدوان الصهيوني على لبنان: الاستجابة الإنسانية في لبنان تحتاج لجهود "جبارة"    مولوجي تبرز الانجازات المحققة في مجال الصناعة السينماتوغرافية    سايحي: الشروع قريبا في تجهيز مستشفى 60 سرير بولاية إن قزام    بوغالي يشارك في تنصيب رئيسة المكسيك    استئناف نشاط محطة الحامة    الجزائر حاضرة في مؤتمر عمان    طبّي يؤكّد أهمية التكوين    السيد بلمهدي يبرز بتيميمون امتداد الإشعاع العلمي لعلماء الجزائر في العمق الإفريقي والعالم    افتتاح الطبعة ال12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف, مولودية قسنطينة و نجم التلاغمة في المطاردة    صحة: تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    مجلس الأمن: الجزائر تعرب عن "قلقها العميق" إزاء التدمير المتعمد لخطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و 2    رابطة أبطال إفريقيا (مرحلة المجموعات-القرعة): مولودية الجزائر في المستوى الرابع و شباب بلوزداد في الثاني    إيطاليا: اختتام أشغال اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    لبنان: الأطفال في جنوب البلاد لا يتمتعون بأي حماية بسبب العدوان الصهيوني    طاقات متجددة : إنتاج حوالي 4 جيغاوات بحلول 2025    مجمع سونطراك يؤكد استئناف نشاط محطة تحلية مياه البحر بالحامة بشكل كامل    ضبط قرابة 94 كلغ من الكيف المعالج بتلمسان والنعامة قادمة من المغرب    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7 بإيطاليا: مراد يلتقي بنظيره الليبي    الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن يصدرون بيانا مشتركا بشأن الوضع في الشرق الأوسط    بوغالي يترأس اجتماعا تحضيريا للمشاركة في أشغال اللجنة الأممية الرابعة حول المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم قصر الباي    اجتماع وزراء الداخلية لمجموعة ال7: السيد مراد يتحادث مع نظيره الايطالي    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    يوم إعلامي حول تحسيس المرأة الماكثة في البيت بأهمية التكوين لإنشاء مؤسسات مصغرة    السيد حماد يؤكد أهمية إجراء تقييم لنشاطات مراكز العطل والترفيه للشباب لسنة 2024    ليلة الرعب تقلب موازين الحرب    افتتاح صالون التجارة والخدمات الالكترونية    ديدوش يعطي إشارة انطلاق رحلة مسار الهضاب    أدوية السرطان المنتجة محليا ستغطي 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية نهاية سنة 2024    افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    تبّون يُنصّب لجنة مراجعة قانوني البلدية والولاية    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    عدد كبير من السكنات سيُوزّع في نوفمبر    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    هل الشعر ديوان العرب..؟!    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    إعادة التشغيل الجزئي لمحطة تحلية مياه البحر بالحامة بعد تعرضها لحادث    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي مصطفى: “لم أصعد كثيرا لأنّ المدرب طلب ذلك لكن في المستقبل سأكون أحسن”
نشر في الهداف يوم 02 - 04 - 2011

في هذا الجزء الثاني وهو الأخير من الحوار الشيق مع مهدي مصطفى يكشف العديد من الأمور التي تخص مباراة المغرب التي لعبها ومادار بينه وبين زملائه من لاعبي “الخضر” وكذا الطريقة التي حضّر بها نفسه لهذه المباراة، وما الذي قال له بن شيخة. كما يتحدث عن أمور خاصة للغاية عن والدته الفرنسية وعن عائلته وعن العديد من الأمور التي تتعلّق بحياته...
لنعد إلى اللقاء، كيف كانت المباراة؟
المباراة كانت صعبة كثيرا وسادها ضغط شديد، لم يكن ممكنا أن نتعثر في هذا اللقاء ولم يكن مسموحا لنا بتخييب كل الأنصار الذين كانوا حاضرين في الملعب، لا أحد فينا كان باستطاعته أن يتخاذل، المهم كان لدينا نهج تكتيكي وكنا مدركين أنه سيمكننا من تحقيق الفوز خاصة أنّ الحماس والعزيمة كانا موجودين، لكن بكل صراحة الأمر لم يكن سهلا فقد عانينا من أجل تحقيق هذا الفوز وحاربنا في الميدان حتى تبقى النقاط في عنابة، وقد وفقنا في الأخير بفضل ذلك لأنّ المجموعة ككل كانت متضامنة وكل واحد كان يدعم الآخر ليصحح أخطاءه.
وكيف وجدت أداءك؟
الأداء على العموم كان مقبولا حيث أشعر أني قدمت ما كان مطلوبا مني في هذه المباراة وأديت ما عليّ خاصة في الجانب الدفاعي، لكني لم أصعد كثيرا لأن التعليمات كانت تقضي بذلك فقد كان أمامي مهاجم قوي للغاية هو أحسن لاعب في الدرجة الأولى الإنجليزية وأحسن هداف في فريقه وأحسن ممرر لذا لم يكن من الممكن أن أترك مهامي الدفاعية وأتقدم للهجوم كثيرا، حيث شاهدت فديوهاته وعرفت ما يملك من إمكانات لذا اهتممت بالجانب الدفاعي وتركك الهجوم للاعبين الأماميين، فعندما يكون أمامك لاعب مثل بودبوز وزياني يجب أن لا تبحث عن الهجوم بل يجب أن تقوم بواجبك الدفاعي وتوصل له الكرة لأنه يعرف كيف يتصرف بها، لكن أعرف أنه بعد مرور الوقت وبعد أن أجد معالمي في المنتخب والمجموعة سأتحسن أكثر وسأتقدم للأمام لأن هذا ضروري فيجب عليّ أن أساعد الهجوم قدر المستطاع، لكن الأهم الآن هو أننا فزنا في ذلك اللقاء الهام والمصيري.
شاركت في الدفاع مع لاعبين لعبت معهم لأول مرة لكن رغم التفاهم كان باديا بينكم، أين يكمن السر؟
لا أعرف، عندما تتفاهم مع شخص ما فهذا يكون من أول وهلة، لعب أمامي بوزيد واتفقت معه بسرعة في الميدان حيث أصبحت أفهمه بسرعة ويفهمني بسرعة أكبر، صراحة لقد قدم مباراة كبيرة ولعب بشكل ممتاز وكان حماسيا ومقاتلا في الميدان، من جهتي أعرف أني كنت عنيفا نوعا ما لكن هذا واضح ومفهوم لأن الأمر يتعلق بمباراة داربي وهي تلعب باندفاع بدني شديد.
فور نهاية اللقاء من أول من توجهت إليه فوق الميدان؟
عندما أعلن الحكم الموريسي عن نهاية المباراة رفعت يدي إلى السماء وشكرت الله بعد ذلك التفت ورائي مباشرة فوجدت إسماعيل بوزيد ساجدا ثم رفع يديه إلى السماء قائلا “الله أكبر، الله أكبر” وهنا سقطت عليه مباشرة وعانقته فرحا، الأجواء كانت غير عادية والفرحة كانت غير مسبوقة بالنسبة لي، لم أفهم جيدا ما الذي حدث معي ولم أستوعب ذلك الكم الهائل من الأحاسيس.
ما الذي تبادر إلى ذهنك فور انتهاء اللقاء؟
أول شيء فكرت فيه كانت جدتي التي ماتت، حيث كنت أتمنى لو أنها كانت حاضرة لتشهد هذه الأمور، وبعدها فكرت في والدي وجدي في الجزائر وفي أنهما سيكونان سعيدين للغاية وفخورين بي.
من هو أول من اتصلت به بعد اللقاء؟
كنت خارجا من أرضية الميدان وأنا مندهش من روعة ما حدث معنا، من روعة الجمهور وسعيدا بالنتيجة المحققة، كان أمرا مذهلا ولم أنزع من رأسي صورة والدي وعائلتي فقد كنت متأكدا أنهم يشاهدون المباراة معا، لكن المشكلة كانت أنني لم أحضر معي هاتفي النقال إلى غرف حفظ الملابس وكنت أتحرق شوقا للتحدث مع أبي، لذا طلبت من مهدي لحسن أن يعيرني هاتفه لأقوم باتصال صغير وهو ما حدث وبالطبع طلب مني أن لا أطيل في الحديث لأن المكالمة غالية كثيرا (يضحك)، اتصلت حينها بوالدي وأول كلمة قلتها له كانت: “رأيت أبي لقد فزنا” وحينها هنّأني وأكد لي أنه سعيد وفخور بي.
ماذا كان إحساسك في تلك اللحظة؟
كان إحساسا غريبا فعلا، كنت سعيدا للغاية فلا أذكر أني وصلت لهذه الدرجة من السعادة في حياتي الكروية من قبل، ويمكن القول إنني في ذلك الوقت عرفت ما معنى اللعب في المنتخب الوطني والفخر الذي يعطيه لأي شخص، كنت أريد بأي ثمن أن يصبح والدي فخورا بي لأنه ضحى من أجلي كثيرا هو ووالدتي فلم ينقصنا شيء أنا وإخوتي، لقد كان حاضرا معي دائما لذا كان هذا الفوز بمثابة هديتي له.
عكس العائلات الأوربية بشكل عام نشعر أنك قريب كثيرا من عائلتك، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، لقد رباني أبي ووالدتي على هذا الأمر، أضف إلى هذا أنّ والدتي عندما كانت تعمل كنت أبقى عند جدي وجدتي وهما من ربياني على هذه الأمور، لذا نحن قريبون من بعضنا البعض كثيرا ونستغل أي فرصة من أجل الالتقاء معا والعائلة بالنسبة لي هامة جدا.
ماذا عن والدتك الفرنسية، ما الذي يمكن أن تقول لنا عنها؟
والدتي الفرنسية مثلما تقول هي حالة خاصة للغاية فقد تبعت والدي أينما كان ووقفت معه في وقت المحن وهي تتعامل مع الأمور بطريقة خاصة للغاية، فلتعلم أنها لم تأكل لحم الخنزير منذ أن تعرفت على والدي وهي تصوم رمضان معنا بل حتى أنها تطبخ الكسكس بطريقة رائعة، وفي كل مرة تدهشني أكثر في هذه الأكلة الجزائرية المميزة، والدتي إنسانة مميزة فعلا.
وكيف تقبّلت لعبك للجزائر؟
تقبلته بفرح وسرور، ربما كانت أكثر سعادة من والدي لأنها تعرف مدى تعلّقي بالجزائر، فعندما عرفت أني استدعيت للمنتخب الجزائري لم تصدق ما الذي حدث وسعادتها كانت شديدة للغاية وعاشت لحظات ممتازة، مثلما قلت لك من قبل والدتي إنسانة خاصة وتعمل كل ما بوسعها لتكون في المستوى بالنسبة لنا جميعا.
نعرف أن أختك متزوجة بمغربي، كيف كان الوضع في منزلها؟
كانت الحرب البريئة بينهما، من دون شك كانا متخاصمين طوال اللقاء (يضحك)، لا أعتقد أن الأمر شكّل مشكلا بالنسبة لهما فكل واحد منهما يحب بلده والأمور تتوقف عند هذا الحد، بعدها أختي اتصلت بي وهنأتني على أدائي وأكدت أنها كانت سعيدة بعد أن فازت الجزائر، كما أكدت لي أن الجميع سعداء بأدائي حتى زوجها المغربي سعيد بذلك، والأمر الجميل أن أختي تحب الجزائر بطريقة جنونية وتحترم كثيرا البلد فعند كلامها معي قالت لي يجب أن تُحسن استغلال الفرصة التي مًنحت لك ويجب أن تفهم جيدا ما الذي أعطوه لك والقيمة التي أصبحت تمثلها.
هل اتصل بك هو الآخر وهنأك؟
نعم بطبيعة الحال اتصل بي وأرسل لي رسالة نصية هنأني فيها، بل هو من انتظرني في مطار مرسيليا وأعادني إلى المنزل، لدينا علاقة مميزة فيما بيننا ولا يمكن أن ينزعج من هذا الأمر، نحن الآن عائلة واحدة هو يعرف أني أدافع عن ألوان بلدي ويجب أن أعمل كل ما في وسعي لتحقيق ذلك، وهو من حقه أن يحب بلاده ويشجعها.
ألم يقل لك إنّ فوزكم غير مستحق والحكم هو السبب؟
لا بتاتا بل على العكس أكد لي أن ركلة الجزاء صحيحة، حيث أكد لي أنه في بادئ الأمر كان يعتقد أن ركلة الجزاء غير شرعية لكن بعد مشاهدتها في الإعادة تأكد أنها صحيحة، وهذا أمر واقعي ولا يمكن لأحد أن يعتبر فوزنا غير صحيح في مباراة المغرب فالعالم كله شاهد اللقاء ويمكنه الحكم على ما حدث، لقد تحدث معي زوج أختي وقال لي إنه فخور بي وإنني قدمت مباراة جميلة وإنه عازم على أن تعود المغرب بقوة في مباراة العودة، زوج أختي إنسان متفهم وهو ما يعجبني فيه إلى جانب أخلاقه.
لو ننتقل إلى الأسئلة المحرجة نوعا ما، هل تطبّق تعاليم الإسلام بحذافيرها.
من المفروض عليّ أن أطبّق تعاليم الدين الإسلامي لكني أحاول قدر الإمكان حيث بدأت أتعلم بعض الأمور من زرابي الذي يعد إنسانا متدينا للغاية، وأتمنى أن أوفّق في أن أتمكن من الوصول إلى ما هو مطلوب مني.
لكنك تصوم في رمضان؟
نعم بطبيعة الحال، لكن في بعض المباريات لا أستطيع لأن الأمر صعب عليّ كثيرا ولا أستطيع حتى التنفس، لكن أحاول تعويض تلك الأيام لاحقا بالمقابل أنا عازم هذه المرة على أن أصومه كاملا مهما كان الأمر مع زرابي الذي سيشجعني كثيرا، والاختلاف بيننا أنّ عبد الرؤوف زرابي يصوم خلال المباريات منذ الصغر وهو متأقلم مع الوضع، هذه المرة رمضان سيكون في شهر أوت، لكن سأقوم به.
لكن الصوم لم يسبب لك مشاكل مع المدربين من قبل.
لا بتاتا، خلال التدريبات لا يحاسبني المدربون أبدا ولم يسبق أن حدث لي أي مشكل من هذه الناحية خاصة في نيم أين أشرف علينا كافالي الذي يعرف الجزائريين جيدا ويعرف طباعهم.
لكنك عرفت مشاكل من نوع آخر مع المدرب توزييه، كيف توترت العلاقة بينكما؟
هذا صحيح، في بادئ الأمر توترت العلاقة بيننا بعد أن تضامنت مع المدرب كافالي الذي أقيل لأسباب غير مفهومة، أنا من جهتي قلت ما كنت أفكر فيه وبعدها ساءت الأمور قليلا، لكن لاحقا تحسّنت الأوضاع كثيرا وقبل رحيل توزييه عادت الأمور إلى مجاريها وأصبحت ألعب بصفة عادية.
في ذلك الوقت كنت قد صرّحت بأنك ستغادر نيم، إذن الأمر كان فعلا بمثابة مشكل؟
نعم بطبيعة الحال، فالأمر لم يكن يتعلق فقط بالمدرب بل حتى بالإدارة بما أني وُضعت في قائمة اللاعبين الذين سيتم الاستغناء عنهم، هذا رغم أني بقيت في الفريق فترة طويلة وصلت إلى 4 سنوات حاربت فيها من أجل مصلحة الفريق وضحيت كثيرا حتى حققنا الصعود والبقاء لأجد ردة الفعل تلك بعدها، وهنا قررت فعلا الرحيل عن نيم خاصة أنّ العديد من الأندية كانت تريد ضمّي فقلت ليس مشكلا بالنسبة لي أن أغادر، لكن فيما بعد تحسّنت الأمور كثيرا وسننتظر الآن إلى نهاية الموسم.
هل لنا أن نعرف الأندية التي اتصلت بك في ذلك الوقت؟
كانت هناك العديد من الاتصالات لكن لا شيء رسمي، فهناك بعض الأندية في القسم الثاني الفرنسي كانت تتابعني منذ مدة لكن لم يكن بيننا أي اتصال رسمي، ورغم ذلك كنت أعرف أنها كانت تريد خدماتي.
هل ستغادر “نيم”في جوان؟
لا أعرف. أوّلا يجب أن ينتهي الموسم لأني مركز على فريقي من أجل تحقيق البقاء وبعدها سنفكّر في هذه الأمور. صحيح أن الأمر يهمّني لأنه من الجيّد أن أغيّر الأجواء قليلا، وإن بقيت في “نيم” فإن الأمر لن يزعجني تماما، خاصة أنها قريبة من مرسيليا أين تقطن عائلتي.
هل تلقيت اتصالات الآن من فرق من القسم الأول الفرنسي؟
لا يوجد اتصال رسمي، قيل لي إن بعض الأندية تفكر في، لكني لا أعتبر هذا اتصالات، فمادت لم أتكلّم مع مسيّري النادي الذي يريدني ويقولون لي هذا الأمر،
لا اعتبر الاتصال رسميا.
هل لك أن تعطينا أسماء الأندية التي قيل لك إنها تريد ضمّك الموسم المقبل؟
لا أعرف لأن موكلي لم يخبرني بأيّ شيء عن هذا الأمر، قال لي فقط إنه توجد البعض منها التي تفكّر في ضمّي، لكن لم يعطني أسماء. من جهتي لم أفكر في هذا الأمر كثيرا وأفضّل التركيز على فريقي وفقط.
لكن بعد اللقاء الجيّد الذي قدّمته أمام المغرب قد تكون هناك اتصالات، هل تطمح للعب في الدرجة الأولى؟
بطبيعة الحال، فمثلما قلت، اللقاء أمام المغرب يكون جلب اهتمام العديد من الأشخاص وشاهده العالم كاملا، وبالتالي العديد من الوكلاء يكونون رأوه وقد يأتي بالجديد، وسننتظر شهر جوان المقبل لنعرف ما يحمل من جديد. لكن الأهمّ من كل هذا هو أن أتمكّن من إنقاذ فريقي من السقوط وبعدها كلّ شيء سيأتي. المهمّ أن أركز على العمل الجاد ومضاعفة الجهود، ففي رأيي ليس كافيا أن ألعب لقاء واحدا جيّدا، بل يجب أن أؤكد على قدراتي، والأهمّ سيكون في لقاء العودة أمام المغرب.
ستكون مباراة هامة، أليس كذلك؟
إنها مباراة قوية دون شك ويجب أن نحضّر لها كما ينبغي، وأنا من جهتي سأبدأ التحضير لهذه المواجهة من الآن، حتى أكون في المستوى وفي الموعد في شهر جوان القادم، اللقاء سيكون مصيريا للغاية، ويجب أن نُحسن التعامل معه.
هل تؤمن بحظوظ “الخضر” في تحقيق التأهّل إلى كأس إفريقيا 2012؟
بطبيعة الحال، أنا أؤمن بحظوظ المنتخب الوطني، والآن نحن متعادلون مع بقية المنتخبات، وكلّ واحد منا له حظوظه التي سيدافع عنها. ومن جهتنا يجب ألا نستسلم بتاتا، ويجب أن نواصل بنفس المستوى وأفضل، وأن نشمّر على سواعدنا.
ما الذي يقوله اللاعبون فيما بينهم؟
لم نتحدّث كثيرا بعد اللقاء عن هذا الأمر بما أن الجميع غادر بسرعة. قبل مواجهة المغرب كنا جميعا نفكّر بطريقة واحدة ونقول فيما بيننا إنه يجب الفوز على المغرب بعد هزيمة إفريقيا الوسطى أمام تنزانيا، حيث سنكون متكافئين في النقاط جميعا وهو ما سيجعل حظوظ كلّ المنتخبات متساوية. لكن بعد مباراتنا أمام المغرب وفوزنا بها، اكتفينا بالقول إن لقاء العودة سيكون مصيريا ويجب الفوز فيه بأيّ ثمن حتى نحقق التأهّل. كلّ المباريات القادمة ستكون مصيرية، ولكن يجب التفكير في كلّ لقاء في وقته.
قبل مباراة المغرب، هل تقدّم منك اللاعبون من أجل تهيئتك خاصة أنه أول لقاء رسمي تلعبه؟
بطبيعة الحال، هناك من صعد إلى غرفتي وبدأ يتحدّث معي ويرفع معنوياتي ويحفزني، وهناك من بدأ يحكي عن الأجواء وكلّ الضغط الذي سيكون موجودا، خاصة اللاعبون الذين يملكون الخبرة. فقد تحدّث معي بوڤرة ومهدي لحسن نظرا للخبرة التي يملكانها، الأول مع المنتخب والثاني في ميادين الكرة، وحتى كريم زياني اقترب مني وبدأ يحكي لي عن بداياته مع المنتخب الوطني، وأكد لي أن البداية كانت صعبة للغاية وكانوا يعانون ولكنهم الآن تحوّلوا إلى أبطال الكل يعشقهم، كما حدثني عن أنه كان يلعب حتى مع منتخب الآمال، وقد ساعدني الأمر كثيرا. لكني من جهتي كنت جاهزا للمشاركة وكنت متحمّسا للغاية لأكون ضمن التعداد في هذه المباراة، كنت فعلا متشوّقا للتواجد فوق أرضية الميدان.
ما الذي كنت تقوله في نفسك قبل اللقاء؟
كنت أقول في نفسي: ما دمت هنا فهذا لا يجب أن يكون للاشيء، يجب أن أكون في الموعد، يجب أن أشارك وأعطي كلّ ما عندي، تواجدي في المنتخب وفي التشكيلة الأساسية يعني أني أحظى بثقة المدرب الوطني واللاعبين، ويجب أن استغلّ فرصتي وأظهر قدراتي.
كيف كانت علاقتك مع المدرب بن شيخة؟
العلاقة كانت ممتازة منذ الوهلة الأولى التي وطأت قدماي المنتخب الوطني، حيث أكد لي في تربص لكسمبورغ أني لست هنا لخوض امتحان، بل أنا انتمي إلى العائلة من الآن فصاعدا. أما قبل لقاء المغرب فقد تحدّث معي كثيرا خاصة من الجانب التكتيكي وأعطاني ما يجب أن أطبّقه من تعليمات، كما كان يساعدني كثيرا من الجانب النفسي.
هل لنا أن نعرف ما الذي دار بينكما؟
صراحة، لا أريد أن أتحدّث عن أمور يجب أن تبقى بيني وبين المدرب فقط، يمكن القول إنه كان يقول لي إنه لا يشكّ فيّ وطالبني أن ألعب على طبيعتي مثلما أفعل في فريقي. لقد طمأنني وشجّعني وأفضّل ألا أغوص في التفاصيل أكثر. الأمر الأكيد هو أن عبد الحق بن شيخة هو مدرب رائع يجعلك تدخل في المجموعة بسرعة ويتخاطب معنا بطريقة مميّزة.
ماذا عن “الفيديو” الذي أراكم إيّاه قبل لقاء المغرب، ما الذي كان تأثيره فيك؟
“الفيديو” هذا كان فيه ماضي المنتخب الوطني وانجازاته، وقد أظهر لنا مدى تعلق الشعب الجزائري بالمنتخب الوطني ومدّى حبّه له، وأكد لنا المدرب أنه يجب أن نردّ دين الأنصار الموجود على عاتقنا. لقد قال لنا إنه إذا كان يجب أن نموت فوق الميدان فليحدث، والمهمّ ألا نخيّب الأنصار. وأوضح لنا المدرب أنه من الممكن أن نخسر اللقاء أو أيّ لقاء، لكن الأهم أن نعطي كلّ ما لدينا فوق الميدان، لأن الشعب يعطي كل ما عنده من أجل مشاهدتكم ويجب أن تعطوا كلّ ما عندكم من أجل إرضائه وبعدها إن انهزمتم سيسامحونكم حتما. لقد شاهدنا أيضا لقاء الجزائر مع مصر وأمورا أخرى عديدة.. المهم أنه حفزنا كما ينبغي، رغم أن كلّ اللاعبين كانوا في قمّة الحماس لخوض المباراة.
ما الذي شعرت به عند مشاهدتك هذا “الفيديو”؟
صحيح أني لم أكن حاضرا في تلك المباراة، لكن صراحة عند مشاهدتي تلك اللقطات لا يمكن أن تتصوّر الأحاسيس التي بدأت تنتابني والتي اختلطت عليّ، واعتقد أن نفس الشيء بالنسبة للاعبين. حيث أخرجت منا مشاعر قوية تدفعنا لدخول الميدان وبذل كلّ مجهوداتنا، إنها مشاعر حماسية وكدت أذرف الدموع بسبب تلك الصور. فقد شعرنا أن العديد من الناس ضحّوا من أجلنا ونحن نستطيع إدخال البهجة في قلوبهم، لم يعد بإمكاننا أن نقول إن الأمر طبيعي، وإن خسرنا اللقاء فهو أمر يحدث وما هي إلا مباراة في كرة قدم. لا، لم يكن أبدا مُمكنا أن نخسر اللقاء بعدما شاهدناه، والخسارة كانت ستكون أمرا غير عادٍ.
في اللقاء هذا واجهتم نجوما كبارا، في رأسك عندما دخلت، هل كنت تعتقد فعلا أنكم ستفوزون بالمباراة؟
بطبيعة الحال، أنا إنسان لا يحب الخسارة، واعشق دائما الفوز، لا أقبل بالقليل، بل أسعى دائما لتحقيق الفوز، لا يهمّني من يلعب أمامي، لأني عندما أدخل أرضية الميدان ألعب للفوز وفقط، لا أحد يمكنه أن ينزع هذه العقلية من رأسي ولا يمكن أن أخشى شيئا. سأقول لك شيئا: عندما دخلت أرضية الميدان من أجل الإحماء قلت: “اليوم نخسر، هذا أمر مستحيل، النقاط الثلاث لا نقاش فيها اليوم”.
لكن لم تقل لنا إنك لم تكن تخشى مواجهة الشماخ وتاعرابت أحسن العناصر المغربية ولهما سمعة كبيرة في أوروبا؟
مثلما قلت لك أنا لا أخشى أحدا، صحيح أنه عندما تواجه لاعبا مثل تاعرابت ويكون أمامه القنّاص الشماخ، سيكون الأمر صعبا للغاية، لكن مثل ما قلت لك في السابق لقد شاهدت “فيديوهات” تاعرابت جيّدا وركزت جيدا قبل اللقاء، حيث عرفت جيّدا نقاط قوته، إذ إنه يتميّز بالسرعة والخفة ويمكنه أن يُبقي أيّ مدافع واقفا دون حراك بمجرّد لمسة، لكن قلت في رأسي لا يجب أن أتركه يتحرّك بتاتا. وأعود وأكرّر
ما قلته: أعرف أن الكثير اعتبر أني لعبت بخشونة في هذه المباراة لكن هذا مبرّر، لم يكن أبدا مسموحا لي أن أتركه يتنفّس ويفعل ما يشاء، لم أكن حتى أريد أن أتركه يلتفت إلى الأمام، خاصة في اللحظات الأولى لا يجب أبدا أن أتركه يأخذ الثقة في النفس. فالجمهور الجزائري لو يرى لاعبا يقوم بما يشاء في اللحظات الأولي سيعتقد أنه سيفوز بصراعاته الفردية، وهذا لم يكن مقبولا بالنسبة لي.
ماذا عنك؟ كيف حضّرت نفسك لهذه المباراة؟
أوّلا، فضّلت أن ارتاح تماما ولا أجهد نفسي، حيث قلت لنفسي إنه يجب أن أضحّي فعلا بكلّ شيء هذا الأسبوع، حيث كنت أقوم بالقيلولة كما ينبغي ولا أكثر السهر، أتدرّب بشكّل مكثف مع المجموعة وأشرب مياه كثيرة، وأقوم بكلّ الأمور التي تسمح لي بالاسترجاع جيّدا.
ماذا عن الجانب النفسي؟
قلت لنفسي إنه لقاء العمر، فليس في كلّ يوم تلعب مواجهة الجزائر والمغرب، الأمر لا يتعلق بمباراة في القسم الثاني الفرنسي الآن، فهو عبارة عن عالم آخر، حتى أني كنت أرى بعض اللقطات في رأسي، إنه عالم آخر. لكن بالمقابل كنت أؤكّد على نفسي أنه لا يجب أن ألعب اللقاء قبل وقته، وإلا فإن الأمر سيكون مؤثرا بطريقة سيّئة علي.
ألم يزعجك اللّعب في منصب ظهير أيمن في المنتخب وهو غير منصبك الحقيقي بما أنك لاعب وسط؟
لا بتاتا، لا يهمّني في أي منصب ألعب في المنتخب الوطني، صحيح أن منصبي الأصلي هو وسط ميدان دفاعي، لكني لعبت كثيرا على الجهة اليمنى من الدفاع، وبالتالي المنصب هذا ليس غريبا عنّي، وحتى عندما ألعب في الوسط أميل إلى الجهة اليمنى. أضف إلى هذا أنه منذ البداية كنت أعرف أنّي سألعب في هذا المنصب وبالتالي لا يزعجني الأمر. أقول لنفسي يجب أن أركز وأعمل كثيرا في النادي، حتى أكسب مكاني في المنتخب، ولا يهمّ المنصب الذي سألعب فيه، لأن الأهمّ هو أن أقدّم الدّعم ل “الخضر”.
هل قال لك بن شيخة إنه سيعتمد عليك في هذا المنصب؟
لم يقل لي بصريح العبارة إنه سيعتمد عليّ في هذا المنصب وأني سأكون الظهير الأيمن للمنتخب الوطني، بل تحدّثنا فقط عن كيفية التحاقي بالمنتخب وأني الآن من العائلة، لكن لم يقل أبدأ إني الظهير الأيمن ل “الخضر”. لكن بالمقابل أعرف أنه بحاجة إلى ظهير أيمن، وأني سألعب في هذا المنصب في المستقبل.
الجزائريون الآن يرون فيك المدافع الأيمن المثالي الذي سيحلّ هذه المشكلة، هل تعتقد أنك ستكون في المستوى؟
أوّلا، يجب أن أبرهن لأني في بداية مشواري مع المنتخب الوطني، ولازلت لم أقدّم أيّ شيء لحد الآن. ففي المنتخب هناك لاعبون لعبوا مباراتهم ال 30 أو ال 40 مع “الخضر”، بيمنا أنا ألعب المباراة الثانية لي. لذا في البدء يجب أن أبرهن على قدراتي. لقد قدّمت 90 دقيقة جيدة، وسنرى في المواجهة القادمة كيف ستكون الأمور. فلا شيء أكيد في الدنيا ويجب التأكيد وعدم التوقف عن العمل.
أنت تعيش مع عائلتك الصغيرة، هل لك أن تحدّثنا عنها قليلا؟
أعيش مع زوجتي وولدي، لديّ بنت اسمها “لينا” وتبلغ من العمر 5 سنوات ونصف وولد اسمه “جونا” يبلغ من العمر سنتان. زوجتي فرنسية ونعيش في منطقة قريبة من “نيم” وقريبة من عائلتي في الوقت نفسه.
هل تحدّثتم عن الجزائر؟
بطبيعة الحال، أنا أحدّثهم باستمرار عن الجزائر لأني أريد فعلا أن يتعلموا كلّ شيء عن الجزائر وعن أصولي، وحتى زوجتي رغم أنها فرنسية، إلا أنها تعمل كل ما بوسعها من أجل تعليمهما ما تعرفه عن الجزائر، خاصة أن عائلتنا دائما تجتمع ونحن جميعا مقرّبون من بعضنا البعض، وبالتالي تعلّمت أمورا تحاول أن تمرّرها لأولادنا. وفي المرتين اللتين لعبت فيهما مع الجزائر ألبست ابني “جونا” بدلة رياضية للمنتخب الجزائري وصوّرته لي وأرسلت لي الصور، وهو ما شجّعني كثيرا، حيث فرحت كثيرا حين شاهدته يرتدي الألوان الوطنية.
هل ابنك يحبّ الكرة؟
نعم، هو صغير لكن أشعر أنه يحبّ فعلا كرة القدم، فقد بدأ من الآن يلعب بالكرة ويداعبها.
هل سيلعب للمنتخب الجزائري؟
لا أعرف حتى إن كان سيكون لاعبا في كرة القدم، ولو حدث هذا فعلا فأتمنى أن يختار الجزائر، لأن هذا الأمر سيُفرحني ويجعلني فخورا، ولكن لن أفرض عليه شيء أبدا، بل سأقول له فقط إنه إذا اختار الجزائر يجب أن يفعل ذلك بقلبه.
أين التقيت زوجتك؟
تعرّفت على زوجتي حين كنت في مركز تكوين “موناكو”، ونحن الآن مع بعضنا البعض منذ فترة طويلة، حوالي 10 سنوات. فقد تعرفت عليها في فندق النادي أين كانت تعمل وكنت ألتقي بها كلّ يوم، لكن لم يكن مُمكنا أن أتحدّث معها كثيرا لأنه ممنوع، لكن بمرور الوقت تكوّنت علاقة بيننا، ونحن الآن نعيش سعداء.
شكرا على تفهمك مع أننا أخذنا الكثير من وقتك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.