سيكون الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة ليلا بملعب “فيلدروم” بمارسليا على موعد مع معاينة أحد اللاعبين الجزائريين المغتربين، والأمر يتعلق بالظهير الأيمن لنادي “بريست” إبراهيم فراج الذي سيحل وفريقه ضيفين على “أولمبيك مارسليا” لحساب الجولة “35” من البطولة الفرنسية... وهو الخبر الذي كانت “الهداف” قد انفردت بنشره في عددها الصادر أمس، حيث تحدثت عن زيارة “الجنرال” إلى مارسيليا في مهمة خاصة كلفه بها رئيس “الفاف” محمد روراوة، وتكمن في معاينة فراج والحديث معه تحسبا لضمه في الفترة المقبلة، سواء تحسبا للقاء الهام المرتقب أمام المنتخب المغربي مطلع شهر جوان المقبل، أو تحسبا للتحديات المنتظرة بعده مستقبلا . اتصل به هاتفيا وأعلمه بأنه سيكون حاضرا من أجله في مارسيليا وكانت زيارة بن شيخة هذه قد أحيطت بسرية تامة للغاية، حيث اتفق معه المسؤولون على أن لا تتسرب أي معلومة حول هذه المهمة، على أن يكشف الرجل الخبر يوم يعقد ندوته الصحفية قبيل السفر إلى إسبانيا، في حال ما اقتنع بضم فراج، غير أن “الهداف” تمكنت من التوصل إلى الخبر بفضل مصادرها الخاصة التي أكدت لها أيضا أنّ “الجنرال” اتصل باللاعب هاتفيا وأعلمه بأنه سوف يأتي لزيارته إلى مدينة “مارسليا” بغية مشاهدته في لقاء سهرة اليوم من جهة، والحديث معه على انفراد بعد ذلك حول مستقبله ورغبته في تقمص ألوان المنتخب الوطني. اللاعب تفاجأ في بادئ الأمر لكن سعادة كبيرة غمرته ورغم أن “الهداف” كانت متأكدة من أن خبرها الحصري هذا صحيح ولا تشوبه شوائب، إلا أنها اتصلت باللاعب صبيحة أمس بغية قطع الشك باليقين، فلم يجد فراج حرجا في تأكيد خبر الاتصال الهاتفي الذي جمعه ببن شيخة، وفي تأكيد مجيئه إلى مارسيليا من أجل معاينته سهرة اليوم في لقاء “بريست”، وفي تأكيد اللقاء الذي سيجمعهما بعد هذه المباراة للحديث عن مستقبله مع المنتخب، معربا لنا عن تفاجئه في بادئ الأمر لما تأكد من أن المتصل به هاتفيا هو المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، لأنه كان يتوقع أن يكون المتصل من أفراد عائلته لا من المدرب الوطني، كما لم يجد حرجا في الإعراب عن السعادة الكبيرة التي غمرته وهو يحظى بهذا الاهتمام من طرف مدرب منتخب البلد الأصل. المهمة صعبة لكنها غير مستحيلة أمام مارسليا المهزوز ويتواجد فراج الآن أمام فرصة العمر لإقناع الناخب الوطني بما في جعبته من إمكانات فنية، لاسيما أنه كما أكد لنا في حواره هذا وفي حوارات سابقة كان ينتظر أن يحظى باهتمام من طرف المسؤولين والمدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني منذ فترة زمنية طويلة، وها هي الفرصة أتته بعدما أكد له بن شيخة أنه سيتنقل إلى “مارسيليا” من أجله، فرصة تبدو صعبة أمام “أولمبيك مارسيليا” القوي في عقر داره، والمتنافس حول المركز الثاني، غير أنها لا تبدو مستحيلة بما أن الحالة النفسية السيئة للاعبي “مارسيليا” بعد فقدانهم اللقب بنسبة كبيرة، تسمح لفراج ورفاقه بالبروز وتحقيق المفاجأة في هذه المباراة. إقناعه اليوم يعني استدعاؤه للقاء المغرب ومن دون أدنى شك فإن نجاح فراج اليوم في الاختبار الذي سيخضع له تحت أنظار “الجنرال” سيعجل بانضمامه إلى صفوف المنتخب بداية من تربص “إسبانيا” التحضيري للقاء المغرب الهام، لا سيما أنّ الرجل ينوي إيجاد ظهير مناسب يكون مؤقتا بديلا لمهدي مصطفى، فكما كشفنا عنه أمس فإن الظهير الأيمن لشبيبة بجاية ربيع مفتاح لن يكون معنيا بالتربص المقبل، ما استدعى البحث عن ظهير أيمن جديد قد يكون فراج إن هو نجح في إقناع بن شيخة اليوم بأدائه أمام رفاق النيجيري “تاييو”. ديث سيجمعهما في لقاء سري بعد اللقاء هذا ولن تكون معاينة فراج خلال مباراة “مارسيليا – بريست” آخر ما سيقوم به بن شيخة في هذه المهمة، لأن مصادرنا أكدت لنا أن الرجلين سوف يلتقيان في جلسة سرية عقب نهايتها، وهي الجلسة التي سيحاول “الجنرال” من خلالها أن يتأكد من رغبة اللاعب في الدفاع حقا عن ألوان الجزائر، وهو ما لن يحتاج إلى وقت طويل في الحقيقة بما أن فراج أكد لنا في حواره أنه اختار اللعب للبلد الأصل منذ فترة زمنية طويلة، وأنه ينتظر بفارغ الصبر حصوله على فرصته مثلما تحصل عليها لاعبون آخرون قبله. سياسة بن شيخة مغايرة لسعدان وبعيدا عن ما سيحدث اليوم من مدرجات “فيلودروم” وما سيدونه بن شيخة في كناشه عن فراج، وما سيدور بين الرجلين خلال الجلسة التي ستجمعهما، لا يمكننا أن نحكم على تصرف بن شيخة بالصواب أو الخطأ، لأنّ إبلاغ أي لاعب مسبقا بأنه سيكون تحت أنظار الناخب الوطني تحسبا لضمه، من شأنه أن ينعكس سلبا على أداء هذا اللاعب، مثلما قد يجعله يعطي كل ما لديه فوق المستطيل الأخضر، إلا أن الأكيد أن سياسة بن شيخة هذه تبدو مختلفة للغاية عن سياسة الناخب السابق رابح سعدان الذي عاين عددا من اللاعبين في وقت سابق دون أن يتصل بهم كي يعلمهم بأنه قادم من أجلهم، والأمثلة كثيرة ونذكر من بينها مصباح الذي تمت معاينته في إحدى المباريات دون أن يتلقى أي اتصال من سعدان بأنه سيتواجد في مدرجات ملعب نادي “ليتشي” ودون أن يتلقى أي ضمانات بأنه أقنعه وسيكون في “المونديال”، غير أن بن شيخة كان له رأي آخر وفضل أن يحضر اللاعب من جميع النواحي قبل أن يخضعه للمعاينة، وربما يكون على حق من باب أن إبلاغ اللاعب بالأمر يجعله يحضر نفسه مسبقا للاختبار الذي سيخضع له. ------------------------ إبراهيم فراج يؤكّد ما انفردت به “الهدّاف” “نعم المدرب بن شيخة اتصل بي وسيعاينني ضدّ مارسيليا” في البداية نفضّل أن نتحدث عن فريقك “بريست” الذي يحتل المركز “14” برصيد “42” نقطة وبفارق أربع نقاط عن أول المهدّدين بالسقوط إلى الدرجة الثانية، فهل يمكن القول أن البقاء لم يضمن بعد؟ هذا صحيح لم نضمن البقاء بعد، حيث تبقى لنا خوض أربع لقاءات كي تنتهي البطولة، وعلينا أن نضمن النقاط التي تسمح لنا بترسيم البقاء ضمن مصاف الكبار، غير أننا مطالبون بتوخي الحيطة والحذر لأن المباريات التي تنتظرنا توحي المؤشرات بشأنها أنها ستكون صعبة للغاية، لأنّنا سنشد الرحال في الجولة المقبلة إلى “مارسيليا” قبل أن نستقبل “ليون”، والمهم بالنسبة لنا أن نواصل تركيزنا حتى نرسّم بقاءنا الذي حتى وإن كنت أراه شبه مضمون إلا أن ترسيمه على أرض الواقع يبقى ضروريًا. فريقك ظهر بوجهين مغايرين هذا الموسم، وجه طيب في مرحلة الذهاب، ووجه شاحب في مرحلة العودة، فكيف تفسّر هذا الانخفاض في المستوى والتراجع في النتائج؟ صحيح ما تقول، الشطر الأول من البطولة كان رائعا، حيث ظهرنا بوجه رائع، وحققنا نتائج باهرة، لكن نتائجنا في المرحلة الثانية من البطولة تراجعت، وشخصيًا لا أعرف السبب الجوهري بالضبط غير أني أستبعد أن يكون لذلك علاقة بانخفاض من حيث اللياقة البدنية، والتفسير الوحيد الذي وجدته هو أننا بعدما حققنا المفاجأة في مرحلة الذهاب بمشوارنا الجيد، صارت الفرق تنتظرنا، بعدما صارت تملك فكرة عن طريقة لعبنا، ما جعلنا نواجه صعوبات جمة في المباريات التي صرنا نخوضها، فصار من الصعب أن نعيد نفس سيناريو مرحلة الذهاب، فتراجعت النتائج بشكل رهيب، هذا هو تفسيري الوحيد، عدا ذلك لا أرى أي سبب آخر جعلنا نتراجع إلى الخلف. ألا ترى أن رحلة البحث عن ترسيم البقاء الآن تنطلق غدا (الحوار أجري أمس) خلال المواجهة التي ستجمعكم بأولمبيك مارسيليا في عقر داره؟ المهمة تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة، سيكون من الجيد بالنسبة لنا أن نعود بالزاد كاملا من هناك بغية تدعيم حظوظنا في البقاء، وثق أننا لن نذهب إلى مارسيليا في نزهة أو فسحة أو سياحة لاكتشاف جمال المدينة، بل من أجل العودة بالنقاط الثلاث، ولتحقيق ذلك لن نتنقل من أجل الدفاع، بل من أجل اللعب والهجوم. قلت أنك لن تذهب من أجل السياحة، لكن هناك شخصًا يتواجد منذ الأمس في مدينة “مارسيليا” وهو الآخر لا يتواجد فيها من أجل السياحة، بل من أجل مهمة رسمية، فهل فهمت من أقصده بالضبط؟ (يضحك) نعم فهمت من تقصد بالضبط، إنه مدرب المنتخب الوطني. نعم، نقصد بن شيخة، المتواجد في “مارسيليا” من أجل مشاهدتك في لقاء هذا الأربعاء، فهل ربطك اتصال هاتفي به أم ليس بعد؟ نعم، جمعني به اتصال هاتفي، أكد لي من خلاله أنّه سيحل بمارسيليا من أجل مشاهدتي. وهل اتصل بك شخص من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أم لا؟ لا، الاتصال الوحيد وصلني من الناخب الوطني بن شيخة ولم يجمعنا حديث مطول صراحة عدا أنه سيحل بمدينة “مارسيليا“ من أجل مشاهدتي، وصراحة كان الاتفاق على أن يبقى كل شيء فيما بيننا، ولا أدري كيف تسربت المعلومة، لاسيما أن الأمر يتعلق بأوّل احتكاك أو أول جلسة فيما بيننا، صراحة تفاجأت كيف وصلتكم المعلومة لاسيما أن لا شيء رسمي حدث حتى الآن. المهمّ أنّ مجيء بن شيخة لرؤيتك في “مارسيليا” يبشّر بالخير، ثم إن المردود الطيب الذي ظهرت به مع فريقك هذا الموسم جعل الكثيرين يؤكدون أنك تستحق دعوة للمنتخب الوطني؟ عدد من اللاعبين يستحقون أن يكونوا في المنتخب، وبالنسبة لي الأمور تسير بشكل جيد في “بريست” لكن أن أحكم على نفسي بأني أستحق مكانة في “الخضر” فلا يمكنني أن أفعل ذلك، صحيح أني الآن أمام فرصة مواتية كي ألفت انتباه المدرب خلال المباراة التي ستجمعنا غدا بأولمبيك مارسيليا، أتمنى أن أكون عند حسن الظن ولو أني أعترف أن المباراة لن تكون سهلة ضدّ فريق قوي في عقر داره. في مختلف خرجاتك الإعلامية السابقة كنت تعبّر عن رغبتك في الالتحاق بالمنتخب، بل وتكشف أنك اخترت اللعب للجزائر منذ فترة، وها أنت تقترب من تحقيق تلك الفرصة؟ نعم قراري اتخذته منذ فترة زمنية طويلة، وليس حديثا، وسأستغل الفرصة أحسن استغلال كي أنضم إلى صفوف المنتخب، ومع ذلك أؤكد لك أني غدًا وفي لقاء “مارسيليا” لن ألعب لنفسي فقط، أو أطلب من رفاقي أو مدربي أن يقدّموا لي يد العون حتى أتألق وألفت نظر المدرب الوطني، لأن ذلك يعتبر أنانية مني أن أفكر في نفسي وأهمل واجباتي تجاه فريقي الذي لم يضمن بعد ورقة البقاء في القسم الأول، نحن كما تحدثنا في بداية الحوار مهدّدون بالسقوط، وعلينا أن نظفر بأكبر عدد من النقاط كي نرسّم البقاء. ما رأيك في رفض أو تردّد العديد من اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية في الالتحاق بصفوف المنتخب الوطني، في حين هناك من حسم وجهته واختار الجزائر دون أن يتلقى حتى الدعوة، مثلك أنت شخصيًا؟ لا يمكنني أن أفسّر لك ذلك، فلكل قناعته الشخصية، كل وشخصيته وخياره، وفي النهاية فإن كل واحد منا مسؤول عن قراره، أنا اتخذت قراري منذ الطفولة، وهو اللعب للجزائر، اللعب لموطن الوالدين والعائلة، وأتمنى أن تتحقق أمنيتي ورغبتي هذه، وعن الآخرين فلا يمكنني أن أتحدث عنهم ولا عن خياراتهم والأسباب التي جعلتهم يتماطلون في اختيار الجزائر. هل أنت مهتم بأخبار المنتخب، وهل تابعت مسيرته حتى الآن في تصفيات كأس إفريقيا 2012؟ نعم أهتم بأخباره ومشواره، لكن فرصة مشاهدة مبارياته لم تتح لي كثيرا، فمثلا ضدّ المنتخب المغربي كنت مرتبطا بالتدريبات، لكني على دراية بأن المنتخب برصيد 4 نقاط، وأنه بعث حظوظه في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا من جديد، وآمل أن ينجح في العودة بنتيجة إيجابية من المغرب في المباراة الهامة التي ستجمعهما عن قريب. وكيف تتوقع أن تكون المباراة؟ صعبة للمنتخبين، كلاهما منتخب جيّد يمتلك فرديات لامعة، أعتقد أنها ستلعب بحظوظ متساوية، فالجزائر ستلعب من أجل العودة بنتيجة جيدة تؤكد بها عودتها القوية، والمغرب بدورها تسعى لتدارك خسارتها الأخيرة، بالنسبة لي أتوقع أن نشاهد كل شيء، الاندفاع البدني من الطرفين، الحرارة، وحتى النسوج الكروية، وأرى أن المباراة ستؤول للتعادل وهي نتيجة جيّدة للمنتخب الوطني. لنعد إلى القضية التي تهمنا وتهمك، والتي تتعلق بزيارة بن شيخة، فهل من المقرر أن تلتقي به قبل أو بعد المباراة؟ من المفروض أن نلتقي بعد المباراة، وأعتقد أن ذلك الوقت هو الأنسب، سنلتقي وبعدها سنرى ما الذي سيحدث (يضحك). ألم يطلب منك تحضير الحقائب للتواجد مع المنتخب في التربص التحضيري المقبل المزمع إقامته في إسبانيا؟ لا، ليس بعد، لم نصل بعد إلى هذه المرحلة كي نتحدث عن تواجدي في التربص المقبل، بن شيخة لم يشاهدني بعد عن كثب، ومتى سينطلق التربص؟ يوم 20 ماي المقبل.. “آه” لكننا في فرنسا لن ننهي البطولة قبل 29 ماي. نعم نحن على دراية غير أن السفر إلى المغرب سيكون في مطلع الشهر المقبل؟ إذن هناك تربص سيغيب عنه بعض اللاعبين ممن لم ينهوا البطولة، وبعدها ستكون السفرية إلى المغرب، فهمتك جيدًا. إذن لم تتحدث أنت وبن شيخة في هذا الأمر.. لا، لم نتطرق إلى ذلك، لأن الاتصال كان قصيرا. اتصل بك مباشرة، أم مرّ عبر إدارة الفريق أوّلا؟ اتصل بي مباشرة، والأمر كان مفاجئا بالنسبة لي، ومفرحًا في آن واحد صراحة، في بداية الأمر اعتقدت أن الاتصال من طرف الأصدقاء في الجزائر، وبعدما اكتشفت بأن الأمر يتعلق بالناخب الوطني بن شيخة غمرتني سعادة لا يمكنني أن أصفها لك. هل حدثك بن شيخة عن رغبته في ضمك إلى الرواق الأيمن من الدفاع؟ قلت لك المكالمة كانت قصيرة، تحدّثنا سطحيا عن ذلك وأعلمته أني ألعب في اليمن واليسار أيضا، وصدقني أننا اتفقنا على أن يبقى كل شيء فيما بيننا وأنا مذهول من الكيفية التي وصلكم بها الخبر. شكرًا لك، ومن يدري فقد نلتقي في “مراكش”...