صدقت تخمينات محمد روراوة، حيث يتذكر الشارع الجزائري جيدا تصريحات رئيس الفاف على بلاتوهات نسمة تي. في، في الخريف الفارط، عندما قال بأن إقصاء المنتخب الوطني من كأس إفريقيا القادمة ليس بالكارثة، كما نفذ روراوة ما يدور في ذهنه عندما شدد على المدربين المحليين قائلا «بن شيخة سيكون آخر فرصة للمدرب المحلي، فإذا فشل في مهمته فإننا سنطوي صفحة الخيار المحلي». في تلك الفترة لا أحد كان يتوقع بأن الخضر سيقصون من هذه المنافسة مبكرا، لكن طرح رئيس الفاف أغضب أغلبية المدربين المحليين، ليس لأنهم يريدون مكانة بن شيخة، بقدر ما غضبوا على طريقة طرح روراوة لأفكاره بخصوص التقني المحلي. فقد قال الكثير من المدربين «لا يحق لروراوة أن يقيم مستوى المدربين المحليين من خلال تجربة بن شيخة، لأن هذا الأخير ليس الأحسن في الجزائر، والشاذ لا يقاس عليه، كما أن روراوة لم ينجح سوى مع سعدان، وهذا الأخير مدرب محلي وكل الأجانب الذين تعاقبوا على الخضر في عهدته الرسمية وغير الرسمية فشلوا». صحيح أن الجزائر تعاني مشكلة غياب مدربين من المستوى العالي، وصحيح كذلك أن البحث عن مدرب جزائري يقدر على قيادة منتخب بحجم المنتخب الوطني بلاعبين محترفين ومغتربين ليس بالأمر السهل، لكن طرح رئيس الفاف غير منطقي كذلك، وانتدابه لبن شيخة لم يكن يستند لمقاييس موضوعية، لأن التقني المخلوع ليس أحسن مدرب، سواء في جيله أو عند الجيل الذي سبقه، وبالتالي غلق باب الطموحات في وجه مدربين آخرين، يعني دفن التقني الجزائري بقرار إداري، وهو الأمر الذي لا يمكن تقبله، فالفاف مطالبة كذلك بترقية المدربين المحليين ورسكلتهم، من خلال تربصات عالية المستوى، ليس بالشكل الذي تقوم به حاليا، أين تمنح الشهادات بالجملة لكل الحاضرين عند بوعلام لعروم، مما يعني بأن الفاف مطالبة أولا بجلب مدير فني عالي المستوى للرفع من مستوى التقنيين المحليين. والفدرالية التي لا تملك مديرية فنية قوية، لا يمكنها أن تنجب مدربين كبار، ومدربو البطولة الوطنية سيقزمون من موسم لآخر، ولن يستفيدوا من برامج تكوين حقيقية، وهنا يكمن الخلل في المعادلة عند روراوة، الذي لم يجد على أي رنات يرقص. وحتى لا تبقى صرخات التقنيين في واد، فإن مشكلة المدربين الجزائريين تظل في عدم وجود تكتل يدافع عن حقوقهم المهنية والتكوينية وأفكارهم العملية، عكس ما هو موجود في أوروبا، ولو كان للتقنيين جمعية موحدة، لما عبث بهم المسيرون في النوادي وفي المنتخبات. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته