إذا كان قرار المسؤول الأول عن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة بطي صفحة المدرب المحلي واللجوء إلى خيار التقني الأجنبي، قد امتص قليلا غضب الشارع الجزائري بعد مهزلة مراكش، إلا أنه بالمقابل سيفتح النقاش حول الكيفية التي ستسمح لأجهزة الفاف بانتقاء الرجل المناسب لخلافة الجنرال بن شيخة، كون الجهاز المخول فنيا بالمصادقة على عملية الاختيار ونعني به المديرية الفنية معطل منذ حوالي 3 أشهر بعد إقالة مسؤولها السابق فضيل تيكانوين وتماطل روراوة في تعيين خليفته، وإذا علمنا أن فتح الاتحادية لمناقصة عالمية بغية استقبال سير ذاتية للتقنيين الراغبين في الإمساك بزمام العارضة الفنية للخضر يستوجب جهازا تفنيا وفنيا يقوم بدراسة تلك السير واختيار الاسم أو الطاقم الذي ستوكل له مهمة تأطير زملاء بودبوز فيما تبقى من مشوار إقصائيات كان 2012 والتحضير للاستحقاقات القادمة المتعلقة بكان 2013 وكذا تصفيات كأس العالم 2014 المقررة بالبرازيل، فإن التساؤل الكبير سيكون حول الكيفية التي سيختار بها الاسم الجديد. الفاف عينت كفالي دون وجود مديرية فنية بالعودة إلى السنوات القليلة الماضية، نجد أن الهيئة المسيرة لكرة القدم الجزائرية، مرت بنفس الظروف خلال تعيين المدرب الفرنسي جون ميشال كفالي سنة 2006، حيث قام رئيس الفاف آنذاك حميد حداج بإسناد العارضة الفنية للمدرب السابق لنادي نيم الفرنسي دون المرور على جهاز المديرية الفنية الذي كان شاغرا على غرار ما يحدث الآن، ولجأ مسؤولو الفاف في ذلك الوقت إلى الاستعانة بنصيحة الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني الذي زكى مواطنه كفالي ما حمس مسؤولي الفاف في ذلك الوقت إلى التعاقد مع التقني الفرنسي الذي رغم فشله في الوصول إلى كان 2008، إلا أنه قام بعمل كبير استثمر فيه خليفته رابح سعدان عندما قاد الخضر إلى مشوار رائع كلل بالعودة إلى المستوى العالي على الصعيدين الإفريقي والعالمي. روراوة قد يلجأ إلى بلاتيني مرة أخرى بما أن الظروف الحالية التي تميز أجهزة الفاف تشابه تلك التي كانت عليها عام 2006 من خلال غياب مديرية فنية، وعدم توصل روراوة إلى إقناع عديد التقنيين الأجانب الذين اتصل بهم بعد رفض سعدان العودة مجددا إلى تقلد مهامها، فمن غير المستبعد أن يقوم الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم بمعاودة طلب نصيحة اللاعب السابق الفرنسي ميشال بلاتيني في اختيار خليفة المستقيل بن شيخة، خاصة في ظل العلاقة الجيدة التي تربط الطرفين سواء على المستوى الشخصي وحتى المهني كون الرجلين عضوين فعالين في الهيئة المسيرة لكرة القدم العالمية "الفيفا". خليفة بن شيخة قد يكون فرنسيا على الرغم من أن رئيس الفاف محمد روراوة، حسب عدد من المقربين من محيط الاتحادية، لا يحبذ المدرسة الأوروبية، بعد فشل رهاناته على المدرسة البلجيكية، خلال عهدته الأولى ، عندما استقدم اسمين(ليكنس وواسايج) لم يستطيعا تقديم الإضافة للخضر، ويعتبر تجربة كفالي (المدرسة الفرنسية) فاشلة، غير أن استعداد الحاج للاستعانة بخدمات وتجربة ميشال بلاتيني قد يضعه أمام خيار انتداب تقني فرنسي، لأن غالبية الاحتمالات تصب في خانة اقتراح مسؤول الاتحاد الأوروبي لأسماء مدربين فرنسيين.