يعرف كثيرون أن مهدي بن عطية مدافع المنتخب المغربي المحترف في نادي "أودنيزي" الإيطالي أمه جزائرية، غير أن قلة فقط يعلم أنه كان يمكن أن يواجه منتخب المغرب الذي يلعب له الآن بقميص "الخضر"، لو واصل المدرب الفرنسي "كافالي" مهامه على رأس المنتخب الجزائري، بعد أن جاءت إقالته لتفشل مخطط الاستفادة من خدماته رفقة عناصر أخرى. صايفي ومنصوري أقنعاه باستخراج جواز سفر جزائري في 24 ساعة وكشف لنا مصدر موثوق أن بن عطية عام 2007 واجهته مشكلة في استخراج جواز سفر مغربي، غير أن رفيق صايفي ويزيد منصوري اللذين كان يلعبان إلى جانبه في نادي "لوريان" الفرنسي، حاولا إقناعه بتقمص ألوان المنتخب الجزائري واستخراج جوار السفر في 24 ساعة، بما أنهما لاحظا تعلقه بالجزائر وميله الواضح إلى أمه كما لديه الكثير من الأصدقاء الجزائريين، هذه الأمور وغيرها جعلته يقتنع بالفكرة ويطلب منهما التحدث إلى المدرب الوطني "كافالي". كان متحمسا وكافالي علم بذلك من أحد مقربيه وبعد أن سمع كافالي عن رغبة مهدي بن عطية في الالتحاق بالمنتخب سأل عنه، وحصل على معلومات من مركز التكوين ب"مارسيليا"، ومن البعض الذين يثق فيهم في فريقي "كليرمون فوت" الفرنسي الذي مر عليه إضافة إلى "لوريان" وتأكد من قدراته الفنية، حتى أن كافالي كشف لنا (أنظر الحوار) أنه تكلم مع شخص مقرب جدا من اللاعب فيما بعد، وأدرك تحمس لاعب "أودنيزي" للالتحاق بالمنتخب الوطني، قبل أن يتم الطلاق بين المدرب والاتحادية الجزائرية وتفشل الصفقة. خسارة كبيرة للجزائر ولم يعرف المغرب إلا منذ عامين وأكد الناخب الوطني السابق أن تضييع لاعب بحجم بن عطية البالغ من العمر 23 سنة والمحترف في "الكالتشو" الإيطالي خسارة كبيرة، بالنظر إلى قدرات هذا اللاعب وما كان يمكن أن يقدمه للمنتخب الوطني في الدفاع، "ليس لأن أمه جزائرية وحسب بل لأنه كان يريد المجيء وشعرت أنه كان متحمسا" قال كافالي الذي تأثر وهو يشاهد بن عطية بألوان المغرب في حين أقرب إلى الجزائر. ومعلوم أن بن عطية لم يعرف المنتخب المغربي إلا قبل عامين، عندما لبى نداء مدرب منتخب الآمال قبل أن يتألق ويرقى مباشرة إلى المنتخب الأول. صديق مبولحي في مركز تكوين "مارسيليا" وناصري اقترحه على "فينغر" في نهاية اللقاء التقى بن عطية الحارس مبولحي وتمازحا كما تبادلا أرقام الهاتف، بحكم أنهما لم يلتقيا منذ مدة طويلة، وتعود معرفتهما إلى الأيام التي كانا فيها عنصرين في مركز تكوين "أولمبيك مارسيليا" قبل أن يشق كل واحد منهما طريقه في الاحتراف، النقطة المشتركة بين اللاعبين أن كليهما متعلق بوالدته أكثر ويحبان الجزائر، بدليل أن أصدقاءهما مغتربون جزائريون، فأعز أصدقاء بن عطية هو المحترف في "أرسنال" المغترب الجزائري ناصري سمير، الذي اقترح على "أرسن فينغر" استقدامه وفقا للتقارير الإنجليزية. ----------------- كافالي: "نعم بن عطية كان متحمسا للعب للجزائر، وأعجبني بوزيد، مصباح ومهدي مصطفى" اتصلنا أمس بالمدرب الوطني السابق "ميشال كافالي" لمعرفة رأيه عن مباراة الجزائر أمام المغرب، بالإضافة إلى تقييمه مردوده لاعبه السابق في "نيم" مهدي مصطفى الذي سبق أن زكاه، كما تأكدنا منه أنه كان مهتما بلاعب المنتخب المغربي بن عطية مهدي. بداية ما هو رأيك فيما قدمه المنتخب الجزائري أمام نظيره المغرب؟ الدفاع كان رائعا وأمّن النتيجة، وهذا هو المهم في رأيي، لم نشاهد الكثير من نسوج اللعب للمنتخبين، كانت مباراة متوازنة، ولو لم يسجل المنتخب الجزائري الهدف الأول مبكرا لشاهدنا مستوى أفضل، لأنني أعرف اللاعبين وما يمكن أن يقدموه. لو لم يسجل المنتخب الوطني في البداية ومن ركلة جزاء، هل كان يمكنه التسجيل؟ تكلمت عن وقت الهدف المبكر لأؤكد أنه صعّب المهمة على الطرفين وأخلط حسابات المدربين هذه هي فكرتي، لو لم يسجل المنتخب الجزائري في البداية لا أعلم إن كان سيسجل فيما بعد لأنني لست كاهنا أتنبأ في هذه الأمور، لكن ما أؤكده أن الأداء كان سيكون أفضل بكثير ويستمع الجمهور بالكرة الجزائرية التي تعتمد على التمريرات القصيرة. هجوم المنتخب الجزائري بقي نائما، ما المشكل في رأيك؟ الهجوم في رأيي مثل كل اللاعبين بعد الهدف الأول، لعب دورا في الحفاظ على النتيجة، المهاجم الجزائري الذي لعب في عمق الدفاع المغربي (جبور) عمل على ثبات المدافعين في منطقتهم ومنعهم من الصعود، لهذا السبب لم نشاهد الشيء الكثير بسبب المنعرج الذي أخذه مبكرا. كيف تقيم مردود لاعبك السابق في نيم مهدي مصطفى الذي زكيته في وقت سابق؟ مردوده كان جيدا، أدى ما عليه وأعتقد أنه نجح، ما عداه كان هناك بعض اللاعبين الذين أعجبوني. مثل من؟ بوزيد في المحور فاجأني لأنه غير متعود على اللعب في المنتخب، وتعامل مع الضغط بصورة عادية، هناك أيضا الظهير الأيسر (يقصد مصباح) الذي كان موفقا طيلة المباراة، هؤلاء الثلاثة نالوا إعجابي. نريد أن نعرف شيئا، هل يمكن أن تؤكد لنا أن مهدي بن عطية لاعب منتخب المغرب كان ضمن مفكرتك في وقت سابق وكنت تستعد لاستدعائه؟ آه، نعم، نعم هذا صحيح دوّنت اسمه رفقة لاعبين آخرين، تابعت مشواره بناء على معلومات وصلتني، أعجبت به وكنت قريبا من الاتصال به، للأسف لم يتحقق ذلك. طلاقك مع الإتحادية أفسد مخططك في جلبه رفقة لاعبين آخرين مثل جنياك، أليس كذلك؟ نعم، بالضبط. هل أحسست أنه متحمس للعب للمنتخب الوطني؟ الحقيقة أنني لم أتكلم معه ولكن مع مقرب جدا منه، أكد لي أنه يرغب في اللعب للمنتخب الجزائري، "ليس لأن أمه جزائرية بل لأنه كان متحمسا لحمل قميص الجزائر"، للأسف ضيعته الجزائر وهذه هي كرة القدم إنها فرص كما يقال. ألا تعتبر أن الجزائر ضيعت لاعبا كبيرا؟ من هذه الناحية نعم لأنه يملك مستوى ممتازا، ولكن من جهة أخرى الجزائر بلد كرة القدم وتملك لاعبين كبارا وستملك آخرين مستقبلا.