اعتاد الناس في المقصد السياحي الشهير بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على القيام بكل شيء. ولم يخرج عن هذا النسق المألوف أكثر من مليون سائح ناموا على شاطئ كوباكابانا قبل موعظة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في عام 2013 في مكان يتجمع فيه الكثير من الأشخاص عشية عيد الميلاد وخلال الاحتفالات الصاخبة التي تقام كل عام. الا ان شيئا واحدا سيؤدي لاختبار مدى صبر السكان المحليين وهو توافد جحافل من الجماهير الأرجنتينية الفخورة والهادرة إلى البلاد لحضور نهائي كأس العالم لكرة القدم الأحد. وعقب الخروج المشين للبرازيل على يد ألمانيا في الدور قبل النهائي الثلاثاء الماضي بعد خسارتها التاريخية بنتيجة 7-1 تمر على البرازيليين الكثير من الأوقات الصعبة للقبول بان الغريم الرئيسي لمنتخب بلادهم والهدف الأساسي للكثير من نكات البرازيليين سيخوض نهائي الاحد على استاد ماراكانا الحصن الحصين لكرة القدم البرازيلية والملعب الذي كان من المتوقع أن ينال فيه المنتخب البرازيلي ارفع الجوائز على صعيد كرة القدم العالمية. وقال لويز فيليبي لامبريا والذي شغل من قبل منصب وزير خارجية البرازيل والذي يتفهم حجم المنافسة مع الجارة الارجنتين جيدا "هذا يضيف اهانة إلى الجرح الذي لم يندمل بعد فوز الأرجنتين سيكون امرا يصعب تصديقه." وربما تكون مباراة النهائي مجرد مباراة الا انه عقب إنفاق 11 مليار دولار لاستضافة البطولة فان الكثير من البرازيليين بدوا على ثقة من ان بطلة العالم خمس مرات ستفوز باللقب السادس. الا ان الرئيسة ديلما روسيف التي تخطط لحضور النهائي ستواجه الان احتمال تسليم اللقب إلى ليونيل ميسي قائد الأرجنتين ونجمها الأول الذي تفوق على أي لاعب برازيلي حالي. ودخلت الدولتان وهما الأكبر في أمريكا الجنوبية في تحديات دامت طويلا وفي كافة المجالات بدءا من الاقتصاد مرورا بالجغرافيا السياسية وانتهاء بالرياضة. الا ان الصراع الرياضي بدا الأكثر استمرارية. وتدفع كل دولة منهما بانها التي تملك أعظم لاعب كرة قدم على الاطلاق حيث تقول البرازيل ان لديها بيليه الفائز بكأس العالم ثلاث مرات بينما تفتخر الارجنتين بدييجو مارادونا الذي قاد الارجنتين لواحد من بين لقبيها على صعيد البطولة. وبدأ توافد الجماهير منذ الخميس لحضور النهائي عقب فوز الارجنتين في الدور قبل النهائي أمام هولندا في ساو باولو. وعندما نالت البرازيل شرف استضافة كأس العالم 2007 تندر الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا على هذا الصراع بين البلدين. ووعد دا سيلفا وقتها "بتقديم كأس عالم لا توجد به ثغرة ينفد منها الأرجنتينيون."