لم يبالغ لاعب وسط أرسنال ماثيو فلاميني عندما قال أن زميله أليكسيس سانشيز جيد بنفس القدر الذي كان عليه مواطن الأول تييري هنري أيام العز في النادي اللندني. حديث اللاعب الفرنسي جاء بعدما قاد زميله التشيلي فريق أرسنال لتخطي سندرلاند 2-0 في الدوري الإنجليزي يوم السبت ليؤكد أنه صفقة ناجحة بكل المقاييس بالنسبة للمدرب أرسين فينغر. ورغم أنه لعب دورا كبيرا في انتصارات برشلونة الاسباني الموسم الماضي مسجلا العديد من الأهداف، إضافة إلى تألقه في نهائيات كأس العالم الماضية في البرازيل، أدرك سانشيز أن لا مكان له في النادي الكاتالوني بوجود الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، فآثر الإنتقال إلى فريق آخر، ووجد في أرسنال مكانا دافئا. سانشيز جناح عصري يحبذ الوجود في المنطقة اليمنى، يجيد الإختراق بفضل مزيج مميز من السرعة والمهارة، كما أنه يتمتع بتسديدات قوية وقوة بدنية رغم قصر قامته (1.69 م). في مدينة توكوبيا.. ولد أليكسيس أليخاندرو سانشبز يوم التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر العام 1988، انضم لفرق الفئات العمرية الخاصة بنادي كوبريلوا حيث زامل لاعبي المنتخب التشيلي حاليا إدواردو فارغاس وتشارلز أرانغيز، وسرعان ما استدعاه مدرب الفريق الأول حينها نلسون أكوستا الذي درب منتخب تشيلي في نهائيات كأس العالم 1998، ليلعب مباراته الأولى مع الفريق في شباط/فبراير العام 2005 أمام تيموكو، وفي الشهر التالي سجل هدفه الرسمي الأول أمام كونسيبسيون، الأمر الذي سمح له أيضا بالمشاركة للمرة الاولى في مسابقة كأس ليبرتادوريس أمام أونس كالداس الكولومبي رغم أنه كان يبلغ من العمر حينها 16 عاما فقط. الأداء الراقي الذي قدمه سانشيز مع كوبريلوا لفت انتباه المسؤولين في نادي أودينيزي الإيطالي الذين حصلوا على توقيعه مقابل أكثر بقليل من مليوني يورو في نيسان/ابريل العام 2006، ومن أجل منحه فرصة اللعب بشكل منتظم أقدم النادي الإيطالي على إعارته للفريق التشيلي العريق كولو كولو. خاض سانشيز مباراته الاولى مع كولو كولو في 23 حزيران/يونيو أمام أنتوفاغاستا (1-1)، وهز الشباك للمرة الأولى في مباراة ال"سوبركلاسيكو" التشيلية أمام يونيفرسيداد دي تشيلي في 29 تشرين الأول/أكتوبر مساهما في فوز فريقه باللقاء، وسرعان ما حجز مكانا أساسيا له في الفريق الذي دربه حينها كلاوديو بورغي وشكل ثنائيا هجوميا خطيرا مع الهداف "الأصلع" هومبيرتو سوازو. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام، أحرز سانشيز لقبه الإحترافي الأول مع كولو كولو بالفوز في نهائي الدوري التشيلي على أوداكس إيتاليانو، وانتظر حتى 23 آذار/مارس ليحرز أول أهدافه في كأس ليبرتادوريس وذلك في مرمى كاراكاس الفنزويلي بعدما هز الشباك ثلاث مرات في المباراة التي انتهت بفوز فريقه 4-0. انتهت فترة إعارة سانشيز إلى كولو كولو سريعا، لكن أودينيزي شعر بأنه يحتاج لمزيد من الخبرة قبل إشراكه في تشكيلته، فاختار إعارته مجددا لكن هذه المرة إلى ريفر بلايت الأرجنتيني مقابل 700 ألف دولار أميركي فقط، ليقوده للفوز بالقب المحلي. وأخيرا، فضل أودينيزي صيف العام 2008 الاستفادة من خدمات لاعبه التشيلي ليلعب جنبا إلى جنب مع مواطنه ماوريسيو إيسلا، واختير سانشيز أفضل لاعب في أول مباراة غير رسمية له بقميص الفريق امام باسانو، لعب مباراته الرسمية الاولى أمام يوفنتوس في الرابع عشر من أيلول/سبتمبر، أتبعها بمباراته الأولى على الصعيد الأوروبي أمام بوروسيا دورتموند الألماني في مسابقة الدوري الأوروبي، أما أول أهدافه مع الفريق فجاء أمام ليتشي في 16 تشرين الأول/أكتوبر، وبعدها عانى من انخفاض ملموس في مستواه وتلقى العديد من الإنتقادات التي اختفت سريعا بمجرد تسجيل سانشبز هدف الفوز في مرمى بولونيا. واصل سانشيز تطوره في موسم 2009-2010، وساهم في وصول أودينيزي إلى نصف نهائي مسابقة كأس إيطاليا قبل الخروج على يد روما، لكن نقطة التحول الرئيسية في مسيرة سانشيز جاءت يوم السابع والعشرين من شباط/فبراير العام 2011، عندما أحرز اللاعب التشيلي رباعية في الفوز الساحق لأودينيزي على باليرمو 7-0، ليصبح اللاعب التشيلي الأكثر تسجيلا في مباراة واحدة بالدوري الإيطالي متفوقا على إيفان زامورانو ومارسيلو سالاس. في الموسم الأخير له مع أودينيزي، شكل سانشيز أفضل ثنائي تهديفي في الدوري الإيطالي مع المخضرم وقائد أودينيزي انتونيو دي ناتالي (39 هدفا). الأداء المميز لسانشيز مع أودينيزي دفع برشلونة صيف العام 2011 لتقديم عرض مغر للحصول على خدماته، فوافق اللاعب التشيلي على الإنتقال إلى الفريق الكاتالوني مقابل 31 مليون يورو إضافة إلى 11 مليون يورو على شكل حوافز لمدة خمسة مواسم، وقال اللاعب حينها: "أريد التعلم من لاعبين امثال ليونيل ميسي وتشافي هرنانديز ومساعدة الفريق على إحراز المزيد من الألقاب". بداية سانشيز تعرضت لخضة حيث تلقى إصابة في الفخذ خلال مباراة بكأس السوبر الاسباني أمام ريال مدريد، ليغيب لمدة أسبوعين قبل أن يعود للمشاركة في كأس السوبر الأوروبي أمام بورتو البرتغالي الذي خسر أمام برشلونة 0-2. سجل سانشيز هدفا في مباراته الاولى بالليغا أمام فياريال (5-0)، ثم ساهم في الفوز على ريال مدريد 3-1 بإحرازه هدف فريقه الأول، وأجمل ذكريات اللاعب التشيلي مع برشلونة كانت عندما سجل هدف الفوز الرائع بشباك حارس مرمى ريال مدريد دييغو لوبيز عن طريق كرة ساقطة خادعة (2-1) في السادس والعشرين من أكتوبر العام الماضي. الموسم الماضي شهد تسجيل سانشيز ل19 هدفا مع برشلونة في الليغا، لكن تبين له فيما بعد أن النادي يسعى لشراء لاعبين جدد في خط الهجوم، وهو الأمر الذي قد يعارض طموحاته في اللعب أساسيا، فوافق على عرض قدمه له أرسنال الإنجليزي للعب في صفوفه مقابل حوالي 44 مليون يورو. وحتى يومنا هذا، أحرز سانشيز 5 أهداف في 8 مباراته له مع أرسنال في الدوري الإنجليزي، إضافة إلى هدف واحد في مسابقة الكأس وهدفين في دوري أبطال أوروبا، ليثبت أنه واحد من ألمع نجوم الملاعب الإنجليزية حاليا، وهو يسعى الآن لإحراز لقب ال"بريمير ليغ" مع أرسنال بعدما رفع كأس الليغا الاسبانية مرتين مع برشلونة. على الصعيد الدولي، لعب سانشيز مباراته الأولى مع منتخب تشيلي في 27 أفريل العام 2006 أمام نيوزيلندا، وقاد بعدها بلاده لإحراز المركز الثالث في بطولة العالم تحت 20 عاما العام 2007 في كندا. أحرز هدفه الدولي الأول في المباراة الودية التي خسرتها تشيلي أمام سويسرا 1-2 في 7 سبتمبر من نفس العام، وسجل 3 أهداف في مشوار الفريق بتصفيات كأس العالم 2010، أتبعها بأربعة أهداف في تصفيات مونديال البرازيل الذي كان من أبرز نجومه عندما وصل بتشيلي إلى ثمن النهائي قبل الخسارة أمام المنتخب المضيف بركلات الترجيح.