آن الأوان لنتكلم بتحليل وتبسيط لطريقة لعب الخضر منذ تولي التقني الفرنسي كريستيان غوركيف لزمام أمور المنتخب الوطني، فبعد التصفيات الأكثر من موفقة والفوز في خمسة من لقاءات الفريق الستة وما تلاها من مشاركة متوسطة للخضر في الكان، وإقصاء من ربع نهائي المنافسة جاءت خسارة قطر قبل يومين لتكشف النقاب على ما يتلقاه غوركيف من صعاب، الناخب الوطني الجديد يملك فكرا كرويا كبيرا لكن هل يصلح هذا الفكر لمنتخب مثل الجزائر وعلى لاعبينا مثل الذي نملك ؟ وما هي الحلول إن كانت الإجابة بالنفي. براهيمي ومحرز قوتهما في القدوم من الخلف ولا يجيدان اللعب والاستحواذ لعل أهم اسمين من أسماء لاعبي المنتخب حاليا تأثرا بطريقة لعب المنتخب الوطني هما ياسين براهيمي وخاصة رياض محرز، هذان الأسمان معروف عنهما الخفة والمراوغة والتي لا تأتي من ثبات بل من الخلف وهي أمور لم تتوفر لهما مع الناخب الوطني الحالي، المنتخب الحالي أصبح يسيطر على الكرة وأمام كل الفرق مهما كانت قوتها لكن هذا يضفي لتكتل هذه الفرق وتقليص المساحات في الثلث الأخير وهنا نقطة ضعف براهيمي ومحرز اللذين لن يستطيعا مراوغة خمسة أو ستة مدافعين دفعة واحدة مهما بلغت مهاراتهما وهو أمر ظهر جليا في كامل التصفيات وحتى في "الكان" وآخرها في لقاء قطر الأخير . سليماني مخنوق وسط أربعة مدافعين ولا يجيد اللعب وحيدا أبدا الاسم الثالث الذي لم تتلاءم معه خطة غوركيف بالاستحواذ والتمريرات القصيرة هو قلب الهجوم إسلام سليماني، هذا الأخير معروف عنه أنه ضعيف جدا فنيا ومكمن قوته إما في التوغلات بقوته البدنية أو بالكرات الرأسية وهذان الأمران اختفيا تماما مع غوركيف الذي يفضل الدخول بكرات قصيرة حتى منطقة الستة أمتار، إسلام ورغم أنه سجل بعض الأهداف منذ قدوم الناخب الوطني الجديد إلا أنه ظهر سيئا في تسعين في المائة من اللقاءات التي لعبها وكان ظلا لنفسه في أغلبها ووجد نفسه تحت طائلة النقد، بعد كل لقاء يلعبه الخضر سواء في التصفيات أو في النهائيات . محور ضعيف أساسا وزاده ضعف ابتعاد لاعبي وسط الميدان الاسترجاعي اللاعبان الأخيران اللذان عانيا كثيرا من خطة الاستحواذ هما لاعبي الوسط الدفاعي على اختلاف الأسماء التي شاركت منذ قدوم غوركيف، ففي خطة الاستحواذ يكون لاعبا الوسط الدفاعي ( تايدر وبن طالب ) أهم لاعبين ومنطلق كل الكرات حتى أن مهام التوزيع توكل إليهما بما أن براهيمي مهاجم ثاني وفيغولي ومحرز لاعبي جناح، ممارسة تايدر وبن طالب لمهامهما المزدوجة يفرض عليهما التقدم أحيانا وهو ما يصعب من مهمة وسط الدفاع الذي يجد نفسه مضطرا في كثير من الأحيان لمجابهة الهجمات المعاكسة لوحده وهنا يستطيع المشاهد أن يلمس بوضوح الفراغات الرهيبة والشوارع في الدفاع، دفاع الخضر ومنذ توليفة عنتر، حليش بوقرة يعاني وجاءت خطة غوركيف الجديدة لتزيده معاناة على معاناة . على غوركيف إيجاد الأدوات التي تساعده على تطبيق خطته سريعا أو اللجوء لحلول جديدة قد يرى البعض أن كل ما قيل سابقا ضرب للمنتخب من أساسه، بما أنه ضرب في أهم لاعبيه وخطوطه، لكن هذا هو واقع الحال وعلى غوركيف إما إيجاد أدوات جديدة من لاعبين جدد يساعدونه عل تطبيق خطته بإحكام خاصة في وسط الميدان الهجومي والدفاع والتخلص من اللاعبين الذين لا يساعدونه بوضعهم على الدكة أو توجيههم لأماكن أخرى وإما أن يعمد لتعديل هذه الخطة على الأقل بما يتوافق مع ما يملك من لاعبين، ونكرر مرة أخرى أن خطة الناخب الوطني خطة ممتازة وتطبيقها يعطي رونقا لانتصارات الخضر لكن التطبيق أمر آخر تماما. رونار وبلماضي استطاعا هزم المنتخب لأن نقاط ضعفنا واضحة رغم اعترافهما بقوة المنتخب الوطني وكتأكيد على كل ما قيل سابقا نعود بالذاكرة لتصريح بطل إفريقيا مع المنتخب الإيفوراي هيرفي رونار الذي اعترف بعد لقائه مع الخضر أنه واجه منتخبا قويا عرف كيف يسيطر على فريقه بطريقة رهيبة، لكنه أكد أيضا أن طريقة ضرب دفاعهم ليست صعبة، رونار قال أيضا أن نقاط ضعف الخضر واضحة ومن السهل الاستفادة منها وهو أمر فعله أيضا بلماضي في اللقاء الأخير فرغم السيطرة المطلقة للخضر إلا أنهم عجزوا عن تسجيل ولو هدف نظرا للتكتل وبالمقابل ضرب وسط دفاع الخضر في عدة مناسبات حتى أننا نجونا من ثلاثي .