في اتصال هاتفي مع توفيق قريشي، يونس إفتسان، زهير جلول وعز الدين آيت جودي، حصلنا على حوصلة من هؤلاء المختصين بخصوص أداء ومستوى المنتخب الوطني في الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا، وأجمع كل المدربين أنّ المنتخب الوطني عاد بقوة في آخر مباراة، وأنّ التأقلم ومعرفة تسيير المجهود مقارنة بمواجهتي جنوب إفريقيا وغانا جعل المنتخب الجزائري يتفوق في آخر مباراة، مجمعين على كلمة واحدة وهي التخلص من الضغط، وإمكانية تحقيق نتائج أحسن مستقبلا ابتداء من لقاء ربع النهائي الذي سيلعبه المنتخب الوطني يوم الفاتح فيفري بمالابو… يونس إفتسان: «سيّرنا المباراة بذكاء بدنيا وتكتيكيا والمنتخب السينغالي سهل لنا المهمة» أكد المدرب يونس إفتسان أنّ المنتخب الوطني قدّم المباراة التي كان ينتظرها جميع الجزائريين، حيث كان أشبال المدرب غوركيف في المستوى سواء من الناحية البدنية أو التكتيكية، قائلا أنّ غوركيف عرف كيف يسيّر المباراة من الدقيقة الأولى إلى غاية الدقيقة الأخيرة من اللقاء، ولم يترك أي مساحات للمنافس كي يتمكن من التوغل أو الفوز علينا، بفضل الخطة التكتيكية المحكمة التي وضعها المدرب كريستيان غوركيف أمام منتخب السينغال. «لعب السينغال بخطة 3-5-2 ساعد الجزائر في تحقيق الفوز» في نفس السياق قال يونس إفتسان أنّ المنتخب الجزائري عرف كيف يلعب بنقاط قوته وكيف يستغل نقاط ضعف المنتخب السينغالي، وهي استغلال المساحات الكبيرة التي كان يتركها المنافس في تلك المباراة، وحتى في المباريات السابقة، ما سمح لمنتخبنا من التسجيل، دون نسيان التمركز الجيد للمنتخب الوطني طيلة أطوار المباراة، دون نسيان أن طريقة لعب المنتخب السينغالي هي التي سمحت للجزائر بتحقيق الفوز، فخطة 3-5-2 هي التي منحت لمنتخبنا العديد من الثغرات خاصة على الأجنحة وما تسبب في تسجيل الهدف الأول من طرف اللاعب محرز. «كنا متخوفين من قوة السينغال في وسط الميدان لكننا تفوقنا عليهم» وتحدث إفتسان عن قوة وسط ميدان المنتخب الوطني، الذي كان في المستوى وفاز بالصراعات الفردية، ما ساهم في تحكم المنتخب الوطني في الوسط، الذي كان منذ الوهلة الأولى قوة المنتخب السينغالي، فالكل كان متخوفا من القوة البدنية وطول قامة لاعبي السينغال خاصة في وسط الميدان، لكن الثنائي تايدر وبن طالب عرفا كيف يغلقان كل المنافذ ويفوزان بوسط الميدان. «هدف بن طالب كان الضربة القاضية وتغييرات غوركيف كانت في المستوى» ختم يونس إفتسان الحديث عن المباراة، مؤكدا أن الجميع كان يخشى الانهيار بدنيا، لكن منتخبنا عرف كيف يسير الجهد وكان في المستوى طيلة التسعين دقيقة، وقال أنّ الكل كان يخشى عودة المنتخب السينغالي في ربع ساعة الأخير، لكن منتخبنا سجل الهدف الثاني الذي كان الضربة القاضية، وحتى غوركيف عرف كيف يسير المباراة وتغييراته كانت في المستوى، وغلق المنافذ بالتحول إلى خطة 4-1-4-1 التي قال في كل مرة أنها الأحسن للمنتخب الجزائري وطريقة لعب لاعبيه، مؤكدا إفتسان في الأخير برافو للاعبين وبرافو للمدرب غوركيف وهنيئا التأهل لكل الجزائريين، ولمَ لا المواصلة والتألق أيضا في الدور ربع النهائي وبلوغ نصف النهائي. زهير جلول: «أمام جنوب إفريقيا سيرنا النتيجة، أمام غانا، سيرنا الجانب البدني وأمام السينغال سيرناهم مع بعض وفزنا» أكد زهير جلول المدرب المساعد السابق لرابح سعدان على رأس المنتخب الوطني، أن المنتخب الجزائري دخل بمستوى متواضع في نهائيات كأس إفريقيا خاصة في مواجهة جنوب إفريقيا، بسبب الضغط الكبير الذي عانى منه اللاعبون بحكم ترشيحهم من الجميع للتتويج بالكأس الإفريقية، «ما جعل لاعبينا يدخلون تحت ضغط كبير، ويصلون إلى غينيا الاستوائية ليكتشفوا أجواء صعبة من ناحية المناخ وطريقة اللعب، وصدموا للظروف التي تحاط به في غينيا الاستوائية، ما جعل الكل يعلم في الأخير أنّ «الكان» لا تشبه لا المونديال ولا البطولات الأوروبية، وعلم اللاعبون أنا في إفريقيا نحن مطالبين بتسيير الجهد وتسيير النتيجة واللعب بكل حنكة لتحقيق الفوز.» «غوركيف ولاعبوه اكتسبوا خبرة وعرفوا كيف يسيرون النتيجة والجهد البدني أمام السينغال» في سياق متصل، قال زهير جلول: «إنّ الناخب الوطني ولاعبيه لم يكونوا يملكون الخبرة اللازمة قبل دخول لقاء جنوب إفريقيا، حيث عانوا كثيرا من الناحية البدنية، ولولا الحظ الذي كان بجانبنا بعد تضييع المنافس ركلة جزاء وتسجيله هدفا ضد مرماه لما فزنا باللقاء، لكننا عدنا بفضل الله وحققنا الفوز، أما في مباراة غانا، فالمنتخب الوطني دخل بخطة محكمة والمدرب غوركيف عرف كيف يوقف كل مهاجمي المنافس، ولعبنا بخطة 4-4-2 التي كانت في صالحنا، لكن خطأ واحد كلف المنتخب الوطني الخسارة، أما في مباراة السينغال، كانت الجزائر مجبرة على الفوز والتأهل، ولما نضع الجزائريين في هذه الوضعية يحققون الفوز دائما، وأثبتوا أنهم منتخب كبير، فتكتيكيا وبدنيا تمكنا من تحقيق الفوز، وأظن أن الخبرة في تسيير الجهد البدني ساعد المنتخب الوطني، حيث سجلنا هدفا أولا في وقت مبكر أعاننا كثيرا، والهدف الثاني كان قاتلا.» «الأصعب مر علينا وسنقول كلمتنا في ربع النهائي» كما أضاف جلول: «امتلاك الجزائر لاعبين في الارتكاز مثل بن طالب الذي سجل هدفا وتايدر الذي كان قريبا من التسجيل في صالحنا، وقال أن اللاعبين تخلصوا من الضغط، وسيحضرون لربع النهائي بكل أريحية وبمعنويات مرتفعة، لأنهم مروا على الأصعب والجزائر دائما تتألق في ربع النهائي ونصف النهائي، قائلا في الأخير أنه لم يشكك أبدا في قدرات اللاعبين ولا المدرب، وأن الخضر بهذا التعداد سيكون لهم شأن كبير مستقبلا. « آيت جودي: «الفوز على السينغال كان بالإرادة وهجمات المنافس كانت غير منظمة وسهلت علينا المأمورية» أكد المدرب عز الدين آيت جودي أنّ «مقابلة أول أمس أمام المنتخب السينغالي كانت مباراة القلب، والرغبة والعزيمة الكبيرة التي تمتع بها اللاعبون من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، والتأهل إلى الدور ربع النهائي، وأضاف عز الدين أن المباراة عموما عرفت سيطرة من المنتخب الوطني، رغم أنّ المنتخب السينغالي بادر كثيرا إلى الهجوم بعد تلقي الهدف الأول، لكن لسوء حظ السينغاليين هجماتهم لم تكن منظمة، ما ساهم كثيرا في صدها من قبل الدفاع الجزائري، الذي تكون من مجيد بوقرة وكارل مجاني في محور الدفاع.» «منتخبنا لم يدخل لقاء جنوب إفريقيا بشكل جيدا لكن عودته وتسجيله لثلاثية أمر إيجابي» في حوصلة لعز الدين آيت جودي المدرب السابق للمنتخب الأولمبي الجزائري والحالي لمولودية العلمة، قال: «إن المنتخب الوطني في المباراة الأولى أمام جنوب إفريقيا لم يدخل جيدا في المباراة، وتلقى هدفا خاطفا لكنه عاد بقوة في الشوط الثاني، وتمكنا من تحقيق الفوز في الأخير بثلاثية كاملة، ولا يمكن اعتبار تلك المباراة سلبية، لأن المنتخب الذي يعود في النتيجة ويفوز بثلاثية يبقى منتخبا ممتازا واللقاء كان إيجابيا» «وفاة والدة غوركيف قبل لقاء غانا أهم أسباب الهزيمة» أما بخصوص المباراة الثانية أمام منتخب غانا، قال آيت جودي «إنّ وفاة والدة المدرب كريستيان غوركيف، وكل ما عاشه اللاعبون في الفندق، خاصة من تعزية، ومن وقوف كل أعضاء الطاقم الفني رفقة المدرب وتعزيته والتعاطف معه، كل هذه الأمور أثرت كثيرا على المنتخب الوطني في مباراة غانا، ما أخرج اللاعبين عن التركيز وحتى المدرب لم يركز جيدا في المباراة، وكل هذه الأمور أثرت على منتخبنا وجعلته يخسر خسارة قاسية جدا، لكنه والحمد لله عاد بقوة في لقاء السينغال وكان أكثر واقعية وفعالية، وفي الأخير الخروج ب5 أهداف في الدور الأول جد إيجابي. « توفيق قريشي: «الجزائر فازت على أحد أفضل منتخبات الدورة» أكد المدير الفني الوطني توفيق قريشي أنّ مباراة السينغال أثبتت مرة أخرى أنّ المنتخب الوطني لم يكن يعاني من نقص التحضير البدني قبل كأس إفريقيا، بل كان يعاني من التأخر في التأقلم مع الظروف الإفريقية، وقال توفيق قريشي: «إن المنتخب الجزائري تمكن من تحقيق الفوز على منتخب قوي جدا اسمه السينغال»، وحتى بعد تسجيل بن طالب الهدف الثاني قال توفيق أنه بقي متخوفا من ردة فعل المنتخب السينغالي القوي، الذي أثبت أنه من أقوى المنتخبات في القارة السمراء وكل المنتخبات المشاركة حاليا في نهائيات كأس أمم إفريقيا بغينيا الاستوائية. «جسم الإنسان يختلف بخصوص التأقلم وبعض لاعبينا تعبوا بشدة بعد أول مباراة» في سياق متصل قال توفيق قريشي أن كل من تحدث عن الخطأ في التحضير البدني للمنتخب الوطني قبل «الكان» مخطئ، لأن التأقلم هو الصعب في الظروف المناخية، وقال أن بعض لاعبي المنتخب الوطني على غرار محرز، فيغولي، سليماني وحليش تعبوا بشدة بعد اللقاء الأول أمام جنوب إفريقيا، فيما تمكن البعض الآخر من التأقلم ولعب اللقاء الثاني بكل أريحية كبيرة. «السينغال فرضت منطقها على غاناوجنوب إفريقيا وعجزت أمامنا لأن غوركيف أوقفهم» بخصوص الخطة التكتيكية التي اعتمد عليها المدرب الوطني، قال توفيق قريشي أن غوركيف لعب بخطة ترتكز على الانتشار الجيد فوق الميدان، فضلا عن التصرف الجيد من طرف اللاعبين مع هجمات الخصم، كي نتمكن من كسب الكرة والانطلاق في المرتدات، التي زعزعت تركيز تنظيم المنتخب السينغالي وأدخلت له الارتباك. وأضاف توفيق قريشي أن للمنتخب السينغالي طريقة خاصة في اللعب وقوة كبيرة، فرض بها منطقة على منافسيه في الجولتين الأولى والثانية، لكن المدرب غوركيف عرف كيف يدرسها جيدا، وتصدى لها بخطة محكمة. «غوركيف عرف كيف يغلق المنافذ وبفضل نظام دفاعنا شللنا خطورة السينغال» واصل توفيق قريشي الحديث عن المنتخب السينغالي، وقال أن خطتهم تعتمد على الكرات العالية وحلول فردية في المستوى، لكن المنتخب الوطني وجد الحلول لها بالاعتماد على الفرديات وعلى حلول زوجية، ورغم قوة السينغال لكن قوة تنظيم دفاع المنتخب الوطني جعل كل هجمات الخصم غير مجدية، مؤكدا أن الجزائر تمكنت من الفوز على أحد أكبر الفرق الإفريقية وأقواها في «الكان». «أمام غانا صمدنا 90 دقيقة لكننا لعبنا بالحسابات ودفعنا الثمن غاليا» ختم توفيق قريشي الحديث بالتعريج عن المباراة الثانية التي لعبها المنتخب أمام غانا، وقال أننا صمدنا 90 دقيقة، والمنتخب أظهر قوته في تلك المباراة، رغم أن غانا أيضا أثبتت أنها منتخب قوي ولديها الكثير من الإمكانيات، ورغم أن منتخبنا أظهر حضورا تكتيكيا مميزا لكنه انهزم في آخر دقائق المباراة، والسبب ربما يعود إلى لعبنا بنوع من الحسابات، لأن التعادل كان يكفينا واللاعبون أرادوا التراجع، ففي المباراة غانا كانت متخوفة من الجزائر وحتى الجزائر خشيت غانا، لكن الحقيقة تقال وهي أننا لعبنا أحسن من مباراة جنوب إفريقيا، ومع المنتخب السينغالي أظهرنا الوجه الحقيقي للمنتخب الجزائري.