تمكن سهرة أول أمس المدرب الوطني عبد الرحمان مهداوي وأشباله العسكريون من إهداء الجزائر لقبا جد غال بعد تتويجهم بالميدالية الذهبية لخامس بطولة عالمية عسكرية التي احتضنتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وعلى حساب المنتخب المصري الذي كان مصنفا كأحد أقوى المرشحين للظفر بتاج هذه المسابقة بالنظر إلى القوة التي ظهر بها أشبال المدرب حجازي خلال الدور الأول وكذا تغلبهم على المنتخب القطري في الدور نصف النهائي بخماسية كاملة، غير أن إرادة زملاء المهاجم الواعد عواج مسجل هدف التتويج، قلبت الموازين على منتخب الفراعنة الذي اكتفى بالاحتفاظ بالكرة دون القدرة على تطوير اللعب بالنظر إلى الخطة المحكمة التي رسمها المدرب مهداوي والمعتمدة على تعزيز المنطقة الخلفية والانطلاق في هجمات معاكسة أثمرت إحداها في الدقيقة ال بهدف الحمراوي عواج. مهداوي أحسن الاستثمار في إمكانات عناصره في الوقت الذي أشاد فيه الجميع من متتبعين وأنصار ونقاد بالإرادة الكبيرة للعناصر الوطنية بقيادة مدافع الشبيبة القبائلية كسيلة برشيش، غير أن العلامة الكاملة يجب أن تمنح للطاقم الفني للمنتخب الوطني بقيادة مهداوي الذي عرف كيف يستثمر في إمكانات عناصره، وأحسن تسيير المواجهة وخاصة من الناحية البدنية التي شكلت الهاجس الأكبر للمتتبعين، بالنظر إلى عدة معطيات أهمها توقيت المنافسة المصادف لنهاية الموسم وكذا تدني لياقة العناصر الوطنية إثر المجهودات التي تم بذلها خلال المواجهات الأربع السابقة وخاصة مواجهة الدور نصف النهائي أمام المنتخب البرازيلي البلد المضيف حيث أرغم خليلي ورفاقه على لعب دقيقة كاملة قبل التتويج بتأشيرة النهائي على إثر الضربات الترجيحية وهو الأمر الذي تخوف منه مهداوي وجعله يدخل أرضية الميدان بخطة حذرة تعتمد على تأمين المنطقة الخلفية والهجمات المعاكسة المباغتة. مشوار جيد وتحطيم غرور الفراعنة أحلى بالعودة إلى مشوار المنتخب الوطني العسكري نجد أن أشبال المدرب مهداوي أدوا مشوارا أكثر من رائع رغم البداية الصعبة والانهزام أمام المنتخب البرازيلي المضيف غير أن ذلك لم ينقص من عزيمة القائد برشيش ورفاقه الذين دكوا شباك منتخب الأوروغواي بخماسية قبل أن يسجلوا سباعية كاملة في مرمى منتخب السورينام وتأهلوا بعدها إلى الدور نصف النهائي الذي كان فرصة كبيرة ليثأروا خلالها من منتخب السامبا ويخطفوا منه تأشيرة النهائي الذي واصلوا فيه التألق وكان فوزهم الرابع في هذا المونديال ليس لأنه منح التتويج وإنما لأنه كرس التفوق الجزائري على الكرة المصرية وحطّم الغرور المصري مرة أخرى. الهجوم بقوة وخط الدفاع لم يتلق سوى هدف مسيرة المنتخب الوطني خلال هذه الألعاب توضح بجلية أن تتويج الخضر أكثر من مستحق بالنظر إلى المشوار المحقق فعلاوة على النتائج الفنية التي منحت اللقب لأشبال مهداوي فإن تسجيل خط هجوم الخضر ل هدفا وتلقي شباك الحارس المتألق برفان هدفا وحيدا كان في جولة الافتتاح يدل على أحقية زملاء هداف المنتخب الوطني محمد عمرون بأربعة أهداف على العودة إلى أرض بهذا التاج بكل جدارة واستحقاق. المنتخب العسكري يهدي الجزائر أحد أغلى الألقاب على الرغم من أن الكرة الجزائرية تحظى بسمعة كبيرة سواء على المستوى القاري وحتى العالمي وخاصة بعد عودتها السنة الماضية إلى أجواء المونديال بمناسبة النسخة الأخيرة التي أقيمت بجنوب إفريقيا، غير أن اقتصار تتويجات المنتخب الوطني على كأس إفريقية وحيدة حققت سنة وأخرى أفروأسيوية عام وميدالية ذهبية لألعاب البحر المتوسط تم إهداؤها للجزائر سنة بفضل المدرب مخلوفي ولاعبين كبار بقيادة بتروني يجعل من هذا اللقب غاليا وخاصة وأنه الأول خارج النطاق الإقليمي والقاري، حيث لم يسبق للمنتخب الوطني وأن تألق على المستوى العالمي وخرج في مشاركاته الثلاث في المونديال من الدور الأول وحتى المشاركة الوحيدة في المونديال كانت دون أثر واضح. أحمد عيد رسم نهاية سوداء للنهائي في الوقت الذي سجل المهاجم الجزائري عواج اسمه في خانة الأبطال في هذه الدورة وخاصة في مواجهة النهائي، كان المهاجم المصري أحمد عيد بطل الكتيبة المصرية ولكن ليس بمردوده العام أو مراوغاته الجميلة وإنما بتصرفاته اللا أخلاقية، حيث لم يفهم أحد سبب إقدامه بعد إعلان الحكم البرازيلي نهاية المواجهة على الاعتداء على مدرب حراس المنتخب الوطني إلياس إيزري، وهو التصرف الذي أخرج المواجهة عن إطارها الرياضي بعد أن تحولت أرضية الميدان إلى حلبة للمصارعة بين عناصر المنتخبين.