من المفروض أن تطل علينا اليوم قناة الجزيرة الرياضية بحوار مطوّل مع محمد بن همام، تقول أنّه سيكشف فيه الحقيقة الكاملة لإقصائه مدى الحياة من الحركة الرياضية، وهي محاولة لتبييض صورة الرجل التي احترقت تماما بعد اتهامه بتقديم رشاو خلال حملته الانتخابية لخلافة بلاتير على رأس الفيفا. وبصراحة لا يمكن لأي أحد أن يؤكد أو ينفي التهمة عن بن همام، رغم أنّ لجنة الانضباط على مستوى الفيفا أكدت أنّ الرجل مرتش وأنّه قدّم أموالا للحصول على الأصوات التي تمكنه من زحزحة بلاتير من منصبه، وإذا كان من المنطقي أن نصدّق دولة الفيفا، فإنّه علينا أن نمنح بعض الصدق أيضا للذين يدافعون عن الرجل من باب أنّ الأوروبيين لا يمكنهم تقبّل أن يرأس أكبر هيئة كروية رجل أسمر عربي، وهي التبريرات التي تعودنا عليها في دولنا العربية ونصل في النهاية بأنّه وراء أي كارثة تحل بنا مؤامرة خارجية. من يعرفون بن همام يقولون أنّه رجل قوي جدا وله نفوذ لا حدود له، بل أنّه ملك في الاتحاد الأسيوي، حيث لا يمكن لأي أحد منافسته على منصب أراده لنفسه، كما أنّه في سفرياته يتنقل على طريقة الأمراء والملوك في الخليج، وأنا شخصيا شاهدته في السودان على هامش كأس إفريقيا للمحليين، ورأيت العدد الهائل من الحراس الشخصيين الذين يحيطون به، لدرجة أنّ الاقتراب من بلاتير وبلاتيني أسهل بكثير من الاقتراب من القطري الذي يهابه الجميع، وحتى أنّه كان من المساهمين البارزين في وصول السويسري بلاتير إلى رئاسة الفيفا. ولكن هذه القوة والسيطرة لا يصبح لها أي معنى إذا كان المنافس أوروبيا، وهو ما لم يفهمه بن همام حسب المعارضين لترشحه لرئاسة الفيفا، خاصة أنّ بلاتير يسيطر على كل شيء في إفريقيا وأوروبا وأمريكا، كما أنّ أوروبا تحضّر بلاتيني لخلافة بلاتير، وهذا الأخير سينسحب بعد عهدته هذه، وبالتالي ستكون الطريق مفتوحة أمام الفرنسي، حتى وإن كان بن همام أعلن في وقت ما أن بلاتيني يقف إلى جانبه وهذا غير معقول، لأنّ لاعب جوفنتوس السابق لن يصبر على الانتظار 15 سنة أخرى في حال وصول بن همام إلى رئاسة الفيفا. من الممكن أن يكون بن همام تعرّض لمؤامرة من طرف أقوى رئيس في العالم، ولم تكن من وسيلة لبلاتير إلاّ هذا الاتهام، ومن الممكن أن يكون بن همام أذنب وهو الاحتمال الأقرب للتصديق، ولكن أتمنى أن تكون الفيفا منحت قطر شرف استضافة كأس العالم 2022 لأنّها تستحقها وليس كما يدعي الإنجليز الذي يسعون إلى سحب هذا الشرف من العرب. زواوي شعيب هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته