ما الذي يستطيع أن يفعله المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش أمام ظاهرة الهجرة الخضراء نحو الخليج، بغية حصد الأموال من قبل العديد من كوادر تشكيلة الخضر؟..... سؤال طرحه قطعا المدرب البوسني ألف مرة على نفسه وتحدث بشأنه مع رئيس الفاف، لكن الحلول ليست بيده ولا بيد الرئيس، لأن قضية انتقال لاعبينا إلى بطولة ضعيفة مثل بطولة قطر أو السعودية لها دافع واحد وليس اثنين .... إنه المال! فمن حق لاعبينا التفكير في مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم سيما وأن العناصر التي فضلت الوجهة الخليجية لم يعد أمامها أكثر من ثلاثة مواسم لجمع أكبر عدد من المال قبل تعليق الحذاء نهائيا. وإذا كان من حق لاعبينا الدوليين التفكير في مستقبلهم لأن المال موجود في النوادي وليس في المنتخبات، فإن من حق الجزائر التفكير في مستقبل منتخبها ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنتظر الذين اختاروا طريق "التقاعد الرياضي المسبق" لاستعادة الأمجاد الغابرة، وعلى هذا الأساس صار المدرب الوطني مطالبا بالبحث عن حلول بديلة على شاكلة عناصر تلعب في أحسن مستوى بأوروبا لأنه لا يوجد مستوى كروي أعلى من مستوى القارة العجوز ، ومثلما هو معمول به في جميع المنتخبات، ثمة جيل من اللاعبين يرحل وآخر يلتحق والحبل على الجرار، وبنهاية جيل عنتر يحيى وزياني يجب وضع الثقة في جيل قادير وبودبوز وڤديورة، وعليه فإن حاليلوزيتش أضحى مطالبا أكثر من سابقيه بالبحث عن لاعبينا المغتربين المؤهلين لخوض أحسن البطولات بأوروبا ولاسيما أن في الجزائر يجب انتظار "ثورة كرة القدم" كي تنجب بطولتنا العرجاء لاعبين في المستوى. صحيح أن الشارع الكروي الجزائري يندب حظه ويبكي على الأطلال لأنه تعلق كثيرا بعنتر بن شداد هازم الفراعنة ومغني الفنان الذي لم نستمتع بفنياته طويلا، والماجيك هذا الجدار الصلب الذي يبكي هو أيضا على الخضر، ولكن قبل بوقرة كان لدينا مغارية وڤندوز وقريشي ودون شك سيأتي مدافعون آخرون ومهاجمون آخرون ، وهم موجودون حاليا في أكبر مراكز التكوين بفرنسا وهولاندا وحتى في الجزائر، وما على حاليلوزيتش ومساعديه إلا البحث والتنقيب عنهم مبكرا وبصفة مستعجلة، خاصة وأن الفرنسيين لن يمنحوا لنا أي هدية في المستقبل مثلما كان عليه الحال من قبل.