لازلنا بعيدين عن الاحتراف ونحتاج إلى أمثال مدوار لتحسين واقع كرتنا لست ضد المحترفين أو المحليين في المنتخب لأن تمثيل الجزائر فوق كل اعتبار مغني لن يستفيد من تجربته في قطر لأنه سيفيد أم صلال أكثر من المنتخب الوطني التكوين قانون لابد من تشريعه في الأندية الجزائرية بن شيخة غامر كثيرا وكان يكفيه قيادة منتخب المحليين نزل الجزائري عامر منسول التقني الجزائري في أكاديمية نادي الوحدة الإماراتي ضيفا على صحيفة “الفجر”، وانتهزنا الفرصة لأخذ رأيه بشأن العديد من المحاور المتعلقة بواقع الكرة الجزائرية انطلاقا من ولوجها عالم الاحتراف وتأخرها في تطبيق التكوين، وصولا إلى وضعية المنتخب الوطني الراهنة، إلى جانب رأيه أيضا في الاستنجاد بالخبرات الأجنبية، إضافة إلى نقاط أخرى تتابعونها بالتفصيل في هذا الحوار. أولا نشكرك سيدي على تلبيتكم الدعوة، وثانيا كيف هو حال تقنيينا في الإمارات؟ لا شكر على واجب، والحق أنني وعدتكم بزيارة وها أنا ألبي الدعوة، أما عن حالي فأنا بخير والحمد لله. كيف كان رد فعلك بعد الخسارة أمام المغرب، كجزائري قبل أن تكون تقنيا في مجال الكرة المستديرة ؟ والله فوجئت مثل كل جزائري غيور على منتخب بلاده تابع هذا اللقاء المهم، وفي نظره أن الخضر سيحققون نتيجة مرضية، يبعثون من خلالها حظوظهم في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا في عام 2012، لكن ما حدث كان نكسة والجميع يتحمل مسؤوليته وليس المدرب بن شيخة وحده. كتقني ما هو تحليلك للهزيمة باعتبار أنك عليم بشؤون الساحرة المستديرة؟ لا أريد أن أجرّح في أي شخص، وإنما أريد أن أشير إلى نقطة مهمة في مباراتنا أمام المغرب، وهي أن بن شيخة كان ضحية مصيدة تصريحات إيريك غيرتس، لأن الأخير كان ذكيا عندما اتخذ من حرب التصريحات أسلوبا في تشتيت أفكار الخضر. فقوله قبل المباراة أنه سيعتمد على الهجوم لإرباك دفاع المنتخب الوطني، انعكس تماما في المباراة. ففي الوقت الذي سبقه بن شيخة لانتهاج طريقة هجومية للرد على التقني البلجيكي، عمل الأخير على امتصاص ضغط الخضر باعتماده على الدفاع طيلة العشرين دقيقة الأولى، قبل أن يرد الصاع صاعين ويفرض سيطرته على طول الخط، وأكبر دليل وصوله إلى شباك الحارس مبولحي في أربع مناسبات كاملة، أعادتنا إلى نقطة الصفر. نفهم من قولك أن بن شيخة محدود وقيادته للخضر كانت خطأ؟ لا أقصد ذلك لأنني كنت في السابق، وبالضبط بعد نهاية مونديال جنوب إفريقيا، قلت أننا بحاجة إلى مدرب أجنبي لمواصلة الطريق، وبناء منتخب قوي يمكنه اقتطاع ورقة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة دون عناء. في حين أذكر حينها وأؤكد أنني قلت أيضا بأن بن شيخة يكفيه تدريب منتخب المحليين، وأن استقدامه على رأس الخضر سيكون أكبر خطإ، وهو ما لامني عليه البعض في ذلك الوقت، لكنهم سرعان ما اتصلوا بي مؤخرا وصححوا أفكارهم السابقة وأكدوا لي أنني كنت على حق في فكرتي تلك. إذن لم يكن لديه السلاح الكافي لهذه المواجهة؟ توجد نقطة أخرى أريد أن أضيفها في هذا السياق، وهي أن بن شيخة في لقاء المغرب اعتمد بالأخص على الأسماء على غرار عنتر يحيى، بوڤرة وزياني، وهي استراتيجية خاطئة جدا، حيث كان عليه اختيار أفضل اللاعبين وأكثرهم تنافسا. وهذه النقطة بالذات يجب أن نتجاوزها، إذ بات علينا أن نعيد التفكير ونقف مع الذات، لإدراك الطريق الذي نحن فيه وإلى أين نريد أن نصل بهذه الذهنية. هناك من انتقد سياسة الاعتماد المفرط على المغتربين، لدرجة أن الكثير منهم كانت أولى مبارياته الدولية مباشرة في المونديال وهذه سابقة لا تحدث إلا في الجزائر؟ لب الموضوع يكمن في أن كل لاعب سواء محلي أو مغترب هو جزائري المنشأ وهدفه تمثيل الألوان الوطنية أحسن تمثيل، وليس الخوض في أصل أو جهة أو مكان مولد اللاعب. لأن الهدف في النهاية واحد، لكن المشكل يكمن في أنه علينا حسن الاختيار، والبحث عن أفضل محترفينا في البطولات الأجنبية. أما إذا رجعنا إلى الأصل والحقيقة، فإنه مهما كان مستوى اللاعب المحترف، فإنه أفضل بكثير من المحلي، لأنه وببساطة نشأ في ناد محترف وتغذى باحترافيته، وهو ما يساعده في الاندماج بسرعة داخل بيت المنتخب الوطني. اسم المدرب الأجنبي يصنع الحدث في الوسط الكروي منذ خسارة مراكش، فهل يكفينا الاستنجاد به لحل مشاكل الخضر؟ ربما أننا تأخرنا في اتخاذ القرار المناسب، لكن ما عسانا أن نفعل، سوى أن نستنجد بخبرات أجنبية، قد تفيد المنتخب الوطني وتعيده مجددا إلى الواجهة.. فعلينا ألا نطالب بالنتائج من أول وهلة، فأقل الأشياء هو أن نمنح المدرب الأجنبي وقتا كافيا، لغربلة كل الأشياء ودراسة جميع الملفات والمعطيات وجمعها قبل الدخول في عملية رسم التشكيلة. في حين أن رسم الأهداف بينه وبين الاتحادية أمر عادي ويدخل في إطار إجراءات العقد المبرم بين الطرفين، فإذا طالبت الفاف من المدرب تأهيل المنتخب إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013، فإن هذا بند من البنود المتفق عليها يوم إمضاء العقد. البوسني حاليلوزيتش خطا خطوة مهمة لتدريب الخضر، فهل تراه مؤهلا لإعادة الروح إلى بيت المنتخب؟ أجده الأنسب من بين الأسماء التي تداولتها الصحافة الوطنية في الآونة الأخيرة، لأنه مدرب محترف كبير له سمعته في الساحة الدولية، كما أن لديه مستوى يسمح له بقيادة الخضر إلى بر الأمان، إذا وفرت له الظروف اللازمة بطبيعة الحال. ولذلك أراه الأفضل حاليا، لكنه بحاجة إلى الوقت الكافي لاسترجاع هيبة الجزائر، بالإضافة إلى منحه جميع الصلاحيات التي يطلبها من أجل استقرار الفريق، ومن بعدها يمكن للمسؤولين محاسبته على النتائج. لو تمت استشارتك في هذا الموضوع ما هي الأسماء التي كنت ستقترحها؟ الأسماء التي تم تداولها كانت أكثر إشهارية منها في الحقيقة، إلا أن بحث الفاف كان مجهريا، عن أنسب الأسماء لقيادة المنتخب الوطني، خاصة في هذه الظروف بالذات. وبالتالي فأنا أرى بأن الاسم لا ينفع أمام فلسفة المدرب في حد ذاته، لأن لكل مدرب طريقته في العمل وفلسفته أيضا.و الاسم ليس مهما أيضا أمام ذهنية التقني، خاصة وأن الخضر حاليا بحاجة إلى مدرب محنك وليس مدربا مشهورا، وأقولها المنتخب يحتاج إلى قائد حقيقي وهو من له صلاحية اختيار طاقمه الفني. هناك من انتقد شخصية المدرب المحلي، في حين هناك من نادى إلى ضرورة تجديد الثقة فيه ما رأيك؟ لا يمكن أن نحكم على المدرب المحلي في هذا الظرف، لأن لكل طريقته في التدريب. والجزائر تزخر بإمكانيات كبيرة لكن غياب الظروف والإمكانيات جعله يفشل. كيف يمكن لأي مدرب أن ينجح في قيادة فريق لا يملك ملعبا أين يتدرب، في الوقت الذي يجد نفسه من البداية مجبرا على تجسيد الاستراتيجية التي يفرضها عليه رئيس الفريق وإلا فإن مصيره سيكون الإقالة. وبالتالي أريد أن أوصل فكرتي هذه لكل من له نظرة سيئة عن المدرب المحلي. فأي تقني لا يمكنه النجاح في مثل هذه الظروف. وأذكر نقطة أخرى وهي أن جمهورنا أيضا يولي اهتماما أكثر للنتائج، ففي حالة الخسارة يغضب وفي حالة الفوز يفرح، لذلك فإن إرضاءه غاية لا تدرك، وبالمقابل فإنه يجهل ظروف عمل المدرب المحلي. في رأيك هل لدينا أمل في التأهل إلى “كان” 2012 ؟ آمالنا ضعيفة جدا، فكل الاحتمالات ضدنا، فما بقي لنا سوى أن نترقب نتائج الآخرين، طبعا في حال فوزنا أمام تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى في اللقاءين المتبقيين. وبالتالي فإن حظوظنا تقلصت كثيرا خاصة بعد خسارة المغرب. وبصريح العبارة أقول “مصيرنا ليس بأيدينا وعلينا انتظار ما ستسفر عنها نتائج المباريات القادمة”. أنديتنا تناست التكوين وتلهث وراء النتائج الآنية، ما مدى تأثير هذا على المنتخب؟ تكلمنا كثيرا عن التكوين، ولكنه يبقى مجرد حبر على ورق. ودون أي تجسيد باستثناء أكاديمية بارادو طبعا، وبالتالي أقترح كتقني أن تشرع الدولة هذا المبدأ، عن طريق إنشاء قانون التكوين القاعدي، بالضبط كما يحدث في الإمارات كمثال فقط على ذلك، لأن التكوين إجباري، يفرضه مجلس أبو ظبي الرياضي، وبالتالي فإن تطبيق التكوين في أنديتنا، يجب أن يكون متوازيا بفرضه على رؤساء الأندية، الذين عليهم أن يولوا اهتماما كبيرا بالفئات الشابة، ولا يقتصرون على صرف الأموال الطائلة على فئة الأكابر من أجل ربح المال، وأي مخالفة يجب على الدولة أو الهيئة الوصية أن تضرب بيد من حديد، وهي أفضل طريقة لإنعاش المنتخب الوطني وتزويده بأفضل اللاعبين. لأن الفئات الشابة تمثل زبدة المنتخب، وهو ما يجري الآن في أغلب الدول النامية مثل السعودية، قطر، اليابان وكوريا الجنوبية. هل من إضافة؟ نعم فالإمارات مثلا تشهد تطورا ملحوظا في كرتها بسيرها نحو الاحتراف وإنشاء أكاديميات للشبان. وخير دليل هو أنني شخصيا أشرفت على تأطير ثمانية لاعبين من صنفي الشبان والشباب، التحقوا بصفوف المنتخب الإماراتي، حيث أدوا مشوارا مقبولا في بطولة آسيا، إضافة إلى تحقيق منتخب الشباب لمفاجأة في المونديال، بتأهله لربع النهائي. تحدثت عن أكاديمية بارادو، فما رأيك في أن تتوسع الفكرة لدى باقي الأندية الجزائرية؟ شيء رائع إذا عمت الأكاديميات في الجزائر، إلا أن أكاديمة بارادو تبقى تنقصها المنافسة الرسمية، فرغم أنها مشروع ممتاز، لكن إنتاج لاعبين متدربين ليس حلا في حد ذاته، لأن الطفل يتدرب ولا يلعب، وهو أمر لا يخدم المنتخب الوطني، لأن الموهبة مع المنافسة تنتج لاعبا جيدا، لأننا نحتاج إلى لاعبين وليس متدربين، لأنه صعب جدا تقييم لاعب متدرب. احتراف نجوم الخضر في الخليج، وبالضبط حالة مغني الذي غادر لازيو الإيطالي ليلتحق بأم صلال القطري؟ أنا كتقني لست مع لجوء محترفينا إلى البطولات الخليجية، لأن أي لاعب سيفتقد حتما لإمكانياته المعتادة، خاصة من الجانب الفني. أما عن التحاق مغني بالبطولة القطرية فإنه اختيار غير صائب، لأنه سيخدم فريقه أكثر مما سيفيد نفسه أو المنتخب الوطني. نتطرق إلى موضوع الاحتراف، فما تقييمك لولوج البطولة الوطنية هذا العالم؟ نحن بعيدون عن الاحترافية، لأن مفهومها عند لاعبينا مختلف تماما، فنيته من البداية هي جمع المال، وليس كسب ذهنية احترافية أو البحث عن سبل جديدة لتطوير مستواه. وللأسف فإن ذلك سيعود سلبا على المنتخب الوطني. فأي منتخب قوي هو وليد دوري أو بطولة قوية، مثلما نشهد في بطولات أوربا، أما نحن فنمتلك نادي واحد أو ناديين على الأكثر يطبقان نسبة من بنود الاحتراف. وبالتالي يمكن أن أقول بأن بطولتنا عقيمة وتحتاج إلى انتفاضة ودراسة قاعدية في أقرب الآجال، لأن الواقع يقول أن الاحترافية مجرد مصطلح أطلقه المسؤولون على الكرة في الجزائر. ما هي الأندية الجزائرية التي ترى أنها اعتمدت على الاحترافية بشكل حقيقي هذا الموسم؟ احترافية رئيس الفريق لها دور كبير في قيادة النادي إلى تجسيد المفهوم. وهو بالضبط ما رأيته في رئيس أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار. أشهد له بطموحاته الكبيرة لخدمة الكرة الجزائرية، وخير دليل هو اختياره للمدرب إيغيل مزيان الغني عن كل تعريف، فهو كفء هيئت له الظروف ومنحت له الصلاحيات، لتجني الجمعية في نهاية المطاف فريقا شابا وبأسماء ليست من وزن أسماء الأندية الأخرى، استطاع أن يحرز اللقب وبفارق شاسع عن الملاحقين قبل إسدال الستار عن البطولة. وأضيف أن مدوار من الرؤساء الذين تحتاجهم الكرة الجزائرية.وأنا متفائل بأن الشلفاوة سيقولون كلمتهم أيضا في المنافسات القارية. كيف استقبلت تأهل المنتخب الأولمبي أمام زامبيا، وهل تراه قادرا على قطع ورقة التأهل إلى الأولمبياد ؟ تأهل الأولمبيين إلى الدور الأخير يعد إنجازا في حد ذاته، لكننا نثق في أشبال عز الدين آيت جودي لتحقيق التأهل إلى نهائيات لندن عام 2012، لذلك يمكن أن أقول أن الوقت حان لتوفير جميع الظروف للأولمبيين، وتحضيرهم تدريجيا إلى غاية زجهم في المنتخب الأول. لأن هذا المنتخب يمثل زبدة الخضر، في حين يجب علينا أن نتابع دائما منتخباتنا الوطنية الشابة وليس في المناسبات فقط. لو طلبنا منك إرسال رسالة إلى المدرب آيت جودي، فماذا ستقول له؟ الحديث ليس معه، لأنه يقوم بدوره كما ينبغي. في حين أن رسالتي أوجهها للمسؤولين. عليهم أن يحافظوا على استقرار المنتخب، فرأيي مع استمرار آيت جودي على رأس الأولمبيين مهما كانت النتائج القادمة، فأنا من دعاة الاستقرار. لماذا اسمك مازال غائبا عن العارضة الفنية للخضر، وهل تعود إن أتيحت لك فرصة العمل في الجزائر؟ ربما أن الوقت لم يحن بعد، لكنني لا أستبعد العودة إلى الوطن، في حال استقبلت عرضا للعمل في الجزائر. أريد أن أخوض تجربة مع أندية الرابطة الأولى، أو كتقني في وزارة الشباب والرياضة أو الاتحادية الجزائرية. وغير ذلك فأنا مرتاح في أكاديمية الوحدة، فالظروف هنا ممتازة جدا، لأن القائمين على الرياضة هنا يولون اهتماما كبيرا للكرة، ويخصصون أموالا كبيرة من أجل تطويرها.