عاد المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش إلى فرنسا وعاد معه مساعداه الفرنكو جزائري نور الدين قريشي والمحضر البدني الفرنسي لوموان ،دون أن يتم تعيين المدرب المساعد الثاني الذي قيل بأنه سيكون جزائريا من البطولة الوطنية. وحتى إن قدم "حاليلو" الملامح العامة للمدرب الذي يريده إلى جانبه مشيرا بأنه يبحث عن مدرب لعب سابقا في المنتخب كوسط هجومي أو مهاجم فإن البوسني وبهذا الاختيار قلص من مساحة البحث بنحو ثلاثة أرباع المدربين الحاليين في البطولة. والمتمعن في قائمة الخمسين مدربا الذين تعودوا على تدريب الفرق الجزائرية على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، فإنه لن يجد قطعا ثلاثة تقنيين بالمواصفات التي يريدها "حاليلو" لأن غالبية لاعبينا الدوليين لم يخوضوا تجارب في التدريب ولم يدرسوا في معاهد التدريب والقلة القليلة التي تفرغت لهذه المهنة ليست بحوزتها الخبرة الدولية المطلوبة. صحيح أن الأهم في طاقم الخضر هو المدرب الرئيسي الذي سيتكفل بكل ما هو تقني وتكتيكي وحتى بدني وبسيكولوجي، لكن لجوء الفاف إلى مدرب أجنبي مرده إلى غياب البديل المحلي،بحجة أن التقنيين الجزائريين الحاليين لا يملكون المؤهلات اللازمة لقيادة منتخب بحجم الخضر، على حد قول روراوة، ولو نستمر في تطبيق " المعايير" التي يضع بها حاليلوزيتش مساعديه فإنه وبعد انقضاء ثلاث سنوات سنعود إلى نقطة الصفر أو نستعين بمدرب أجنبي آخر، لأن العناصر التي ستعمل مع حاليلو في الفترة القادمة غير مبرمجة لخلافته بعد نهاية عقده ، بمعنى أن الفاف التي استعانت بالخبرة الأجنبية ولو بصفة مؤقتة ستجد نفسها في نفس الوضع الذي كانت عليه بعد تنحية بن شيخة. ولعل حالة الضعف التي توجد عليها الفاف أمام حاليلوزيتش هي من جعل المسؤولين على المنتخب الوطني يهملون مستقبل العارضة الفنية للخضر بالرغم من أن الرئيس روراوة كان يقول بأنه يجب وضع مدرب أو اثنين رفقة البوسني كي يكسبا الخبرة الدولية ومن ثم تستفيد فيما بعد الجزائر من هؤلاء التقنيين. ولن يختلف اثنان في أن الفاف أصبحت لا تملك وسائل التخطيط للمستقبل في ظل غياب مدير فني وطني أو مدير للمنتخبات الوطنية ولو كان هناك مدير فني وطني لما حدثت كل هذه الكوارث و "الخالوطة" في البرمجة والتخطيط للمستقبل الكروي الجزائري.