فشلت التشكيلة البلوزدادية في استغلال فرصة استقبالها لنادي أولمبي المدية في ميدانها، من أجل الخروج من أزمتها الخانقة ووضع حد لسلسلة العثرات المتتالية التي تلاحقها منذ عد أسابيع، حيث فوت رفاق الحارس بوقاسم على أنفسهم فرصة ثمينة لتدعيم رصيدهم بثلاثة نقاط ثمينة بغية الخروج من لمنطقة الحمراء وتحسين وضعيتهم في الترتيب، واكتفوا بالتعادل الذي لم يخدم مصالحهم تماما، في مباراة كانوا فيها خارج الإطار تماما ولم يقدموا الشيء المنتظر منهم، وخصوصا على الصعيد الهجومي، بالنظر للكم الهائل من الفرص التي ضيعها عادل بوقروة وباقي رفاقه أمام مرمى الحارس أوسرير. التعادل زاد من حدة الخيبة والأنصار لم يفهموا ما يجري في فريقهم ولم يكن أكثر المتشائمين في صفوف الأسرة الكروية البلوزدادية، ينتظر أن يفشل زملاء المدافع المتألق محمد نعماني في تحقيق الفوز أمام أولمبي المدية، والاكتفاء بنقطة التعادل في لقاء كان عشاق الشباب ينتظرون الفوز بنقاطه الثلاث لتحقيق الصحوة المنتظرة والخروج من الأزمة التي تعصف بفريقهم، خصوصا وأن المدرب المغربي بادو الزاكي كان حاضرا في الملعب، وكان الجميع أن ينتفض اللاعبون تحن أنظاره لتطوي العقيبة صفحة الخيبات والأحزان، ليتفاجأ الجميع بالمردود الشاحب للفريق الذي واصل الغرق بثبات، وهو ما أثر في نفسية عشاق العقيبة، الذين لم يفهموا ما يحدث لفريقهم المحبوب، بعد توالي العقوبات والمصائب عليه، بشكل لم يسبق له مثيل منذ سنوات طويلة. التشكيلة لم تدخل جيدا في اللقاء والهدف الأول أخلطت حسابهم وقد كانت بداية المرحلة الأولى في لصالح الفريق الضيف، حيث أخذ أولمبي المدية المبادرة في الهجوم منذ الوهلة الأولى، وهو ما سمح لهم بالوصول للشباك البلوزدادية بطريق غير متوقعة تماما، حيث فشل الحارس بوقاسم في التصدي لمخالفة عرضية كانت تبدو سهلة، لكنه أخطأ التعامل مع الكرة بخروجه السيئ عن مرماه، ليفتتح الزوار باب التسجيل في وقت مبكرا، الأمر الذي أثر سلبا على التشكيلة البلوزدادية، التي كانت تلعب بطريقة فوضوية، حيث لم تنجح بعدها في فرض أسلوبها في اللعب ومنطقها على المنافس الذي كان منظما بطريقة جيدة، بغلق كل المنافذ في خطوطه الخلفية والاعتماد على الهجمات السريعة والمعاكسة. عودة الفريق كانت عشوائية والهجوم كان عقيما وعلى الرغم من أن الشباب عاد من بعيد في نهاية المرحلة الأولى وعرف كيف يدرك التعادل قبل صافرة النهاية بواسطة يحيى شريف، إلا أنه فشل خلال المرحلة الثانية في حسم المباراة لصالحه وتسجيل هدف الفوز، على الرغم من الفرص الكثيرة التي صنعها اللاعبون والتي فشلوا في ترجمتها جميعها، بعدما تفننوا في تضييع الكرات أمام المرمى مثلما فعل يحيى شريف الذي كان أنانيا في بعض اللقطات، وأيضا بوقروة الذي كان الحاضر الغائب وأضر فريقه أكثر مما نفعه، بسبب إصراره على عدجم التسجيل واستمرار عروضه المخيبة أمام المرمى، ما أثار سخط الأنصار عليه خصوصا أنه أهدر كرات عديدة سهلة، كما دفع الفريق ثمن الطريقة العشوائية التي لعب بها وهجومه بطريقة فوضوية كانت تفتقد للدقة والتنظيم والفعالية. ليس بهذه الطريقة يتم إنقاذ فريق «شهيد الثورة» ويجب مراجعة الأمور ويبقى الأمر الأكيد هو أن ضمان البقاء وإنقاذ الفريق الذي يحمل اسم شهيد الثورة الوطنية، لن يكون بهذه العقلية، لأن ضمان بقاء الفريق ضمن حظيرة الكبار، والعودة بقوة في السباق للتنافس على المراتب المتقدمة، يتطلب تحقيق نتائج إيجابية خارج الديار مع الضرب بقوة داخل الديار، وهو الأمر الذي فشل زملاء القائد أبوبكر ربيح في تحقيقه لحد الساعة، كيف لا والعقيبة ضيعت نقاطا كثيرة لا تحصى داخل الديار، حيث اكتفت بفوز واحد فقط بشق الأنفس أمام الساورة، مقابل التعادل أمام مولودية وهرانوالمدية، بينما انهزمت في كل المباريات الأخرى التي كانت المستقبلة فيها، مثلما حدث أمام اتحاد العاصمة وشباب قسنطينة واتحاد بلعباس، وهو ما جعل كل محبي الفريق في قمة التشاؤم والتخوف من مستقبل الفريق الذي أضحى مهددا بشكل مباشر باللعب على السقوط.